hit counter script

لاجئو سوريا إلى القطب الشمالي بعد سفن الموت

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 16:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

هي ليست رحلة استكشاف، وهم ليسوا مغامرين.. إنهم سوريون محبطون ويائسون، يخوضون تجربة عبور القطب الشمالي للوصول إلى ملجأ آمن في أوروبا، بعدما خاضوا الصحارى وركبوا أمواج الموت في البحر الأبيض المتوسط الذي ابتلع آلاف اللاجئين في العامين الأخيرين، في واحدة من أسوأ موجات الهجرة وأكثرها دموية، ضحاياها نساء وأطفال ورجال ومرتكبوها شبكات إتجار بالبشر وعصابات تهريب، والمشاهدون دول القارة الأوروبية وحكوماتها.

فقد عبر عشرات السوريين الهاربين من الحرب، الحدود بين روسيا والنروج للوصول الى أوروبا في منطقة تبعد أكثر من أربعة آلاف كلم عن دمشق.

وقال هانس موليباكن رئيس شرطة كركينيس بالقرب من مركز ستورسكوغ الحدودي إن «عددهم ارتفع كثيراً هذه السنة» مشيراً الى أن نحو 150 عبروا الحدود منذ بداية السنة غالبيتهم سوريون.

وفي حين يجازف آلاف السوريين باستخدام زوارق متهالكة ومكتظة لعبور البحر المتوسط، يفضل بعض المهاجرين سلوك طرق أطول بكثير لكنها أقل خطراً عبر الحدود بين روسيا والنروج في أقصى شمال أوروبا.

وخلال سنة 2014 لم يعبر سوى نحو عشرة أشخاص من طالبي اللجوء هذا المعبر الشمالي الذي كان من المناطق الحدودية القليلة المباشرة بين الاتحاد السوفياتي السابق ودول حلف شمالي الأطلسي خلال الحرب الباردة.

وتتدنى الحرارة في الشتاء في هذه المنطقة الى 15 تحت الصفر.

وأوضح موليباكن أن «بعض المهاجرين السوريين كانوا مقيمين في روسيا منذ سنوات والبعض جاؤوا بالطائرة من بلد مجاور لسوريا الى موسكو، ثم الى مورمانسك في شمال غرب روسيا ومنها الى كيركينيس».

والنروج التي يحكمها ائتلاف يشارك فيه اليمين الشعبوي المناهض للهجرة، تطبق سياسة لجوء متشددة مقارنة بالسويد المجاورة، علماً بأنها ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي لكنها تنتمي الى فضاء شنغن.

وتلقت السويد العام الماضي 13 في المئة من طلبات اللجوء التي قدمت في الاتحاد الأوروبي، ما جعلها في المرتبة الثانية بعد ألمانيا. لكنها تحتل المرتبة الأولى إذا قورنت هذه النسبة بعدد سكانها.

ولأنه يمنع على المشاة عبور ستورسكورغ، استخدم بعض المهاجرين الدراجة مستغلين «ثغرة في القانون» وفق مسؤول الشرطة.

وقال المسؤول الثاني في المركز الحدودي من جهة النروج المفتش غوران ستنسيث لوكالة «فرانس برس«: «ثمة من عبروا مستخدمين الدراجات في عز الشتاء. الصقيع، الثلج، الظلام، كل ذلك يشكل تحدياً فعلياً لهؤلاء».

وقالت شرطة كيركينيس إنها ضبطت نحو عشرين دراجة وفرضت غرامات تصل الى ستة آلاف كورونا (650 يورو) على روس ونروجيين أقلوا لاجئين في سياراتهم. وأضاف ستنسيث «لا نريد استغلال هؤلاء الضعفاء. نسعى الى تحديد ما إذا كانوا نقلوا في إطار تهريب منظم، ولكن حتى الآن ليس ما يشير الى ذلك»، موضحاً أنهم قد يكونون أفراداً معزولين أو عائلات أو مجموعات صغيرة.

وتابع «من يصلون الى هنا يبدون في صحة جيدة وهم مسرورون بالوصول الى النروج».

وبخلاف ما قد يحصل في دول أوروبية أخرى، فإن المهاجرين لا يتم طردهم عند الحدود بل ينقلون الى أوسلو حيث تُسجل طلباتهم لدرسها. وتقول سلطات الهجرة النروجية إن أقل من ألف سوري طلبوا اللجوء في البلد منذ بداية السنة. وخلال هذه الفترة اجتاز أكثر من 300 ألف مهاجر من جنسيات مختلفة البحر المتوسط باتجاه أوروبا وفق حصيلة نشرتها أخيراً المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة. وقضى أكثر من 2500 مهاجر منهم أثناء عبور محفوف بالمخاطر.
(المستقبل، 1/9/2015، ص1) 

  • شارك الخبر