hit counter script

أخبار محليّة

جعجع: المسؤول عن عدم انتخاب رئيس وتعطيل الدولة هي طهران

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٥ - 10:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في حديث الى صحيفة "الأخبار" المصرية، "انه عبر سنوات التاريخ يتم النظر إلى لبنان على انه الحلقة الأضعف وسط دول الجوار القوية، والآن على الساحة السياسية سقطت دول الجوار الاقوى وبقي لبنان صامدا قويا، وهذا الصمود يحدث في لبنان رغم عدم وجود رئيس جمهورية وحكومة فعلية ومجلس نواب يتحمل مسؤولياته امام كل شيء، وبالتالي هذا امر ملفت، ان دل على شيء، يدل علي ان أسس وجود لبنان أسس قوية وضخمة وثابتة وراسخة، وهذا يدل على ان لبنان ايضا له جذور ثابتة في الارض والتاريخ، خصوصا في هذه المرحلة التي تتعرض فيها الدول في الشرق الاوسط إلى هزات عنيفة".

اضاف: "اما على المدى القريب، فلا استطيع ان أتكهن بما سيجري ولكن استطيع القول بأن المسؤول عن عدم انتخاب الرئيس اللبناني وتعطيل الدولة اللبنانية هي طهران وحلفاؤها داخل لبنان وهو حزب الله، وتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية أدى إلى تعطيل كلي لجميع المؤسسات الدستورية، وبالتالي تعطيل الحياة السياسية ومعها بالطبع مصالح المواطنين".

واكد جعجع "ان الهدف من تعطيل المؤسسات الدستورية في لبنان هو تحقيق أكبر قدر من الضغط حتى يقبل الفرقاء اللبنانيون برئيس تابع لايران مباشرة أو رئيس يأخذ قراراته من ايران، وبدون هذا الضغط موازين القوى داخل مجلس النواب اللبناني لا تسمح بوجود رئيس تابع لايران على عكس الرئيس السابق ميشال سليمان وهو رئيس وسطي كان قريبا من ايران ولكنه في نفس الوقت قريب من كل القوى السياسية في لبنان".

وقال: "لا استطيع التكهن بوقت محدد لانتهاء الازمة اللبنانية ولكن عندما تضع ايران عقلها في رأسها وتفرج عن الانتخابات الرئاسية سينزل النواب إلى البرلمان وينتخبون رئيس الجمهورية ثم تجري انتخابات نيابية جديدة ويتكون مجلس النواب ويكتمل بذلك بناء المؤسسات الدستورية في لبنان".

ورأى جعجع "ان الضغط الذي يحدث في لبنان الآن قد يكون له اكثر من هدف، ولكن الهدف الاساسي هو السيطرة علي منصب رئيس الجمهورية بالقوة خصوصا ان من يريد السيطرة لا يمتلك الاكثرية في البرلمان اللبناني التي تمكنه من انتخاب رئيس تابع له، وفي نفس الوقت لا امتلك اي وثائق او ادلة تثبت ان الهدف من وراء ما يشهده لبنان هو تعطيل اتفاق الطائف، ولكن مع مرور الوقت وعدم انتخاب الرئيس قد يطرح اتفاق الطائف على ساحة المناقشات والبحث بشأنه، وبصرف النظر عن ذلك اؤكد ان ما يحدث في لبنان هدفه تنصيب رئيس اقرب إلى ايران، وهز النظام في محاولة إلى تغييره".

وعما يقال عن ان الوجود المسيحي مهدد في لبنان والشرق، قال جعجع: اسمع كثيرا هذه المقولة ولكني لست موافقا عليها تماما، فالمسلمون يتعرضون في المنطقة إلى احداث دموية اكثر من التي يتعرض لها المسيحيون ولكنهم باقون، كما ان المسيحيين عبر التاريخ تعرضوا لاحداث دموية كثيرة ومع ذلك لم يتم اقتلاعهم من المنطقة، كما ان المسيحيين تعرضوا لهزات عنيفة في القرون التاسعة والعاشرة والحادية عشرة وتعرض أيضا المسيحيون في الجانب الغربي من البحر المتوسط لاحداث كبيرة ولم نسمع عن اضمحلال دورهم في اي مكان، وبالتالي لا اتوقع تراجع دور المسيحيين في لبنان".

وأعلن انه لا يتوقع وصول رئيس موال لإيران، وقال: "لو حدث كان من الأولى حدوثه من قبل، لا احد لديه النية في لبنان في ان يكون له رئيس غير رئيس لبناني صرف مستقل في قراراته، بكل ما تحمله كلمة مستقل من معنى، فلن، ولن، ولن، نرضى برئيس تابع لايران".

وعن مبادرة رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون بأن يتم انتخاب الرئيس عبر الاقتراع المباشر من الشعب، وعلى مرحلتين، قال جعجع: "هذا الطرح لا تتقبله ظروف لبنان الآن، والمؤسسات الدستورية لا تسمح بمناقشة هذا الامر الجوهري الذي يحدد مستقبل دولة بأكملها، فهذه المبادرة تحتاج إلي المزيد من الوقت والمناقشات والمباحثات بين القوى السياسية فضلا عن اجماع الاكثرية النيابية في مجلس النواب اللبناني على قبول هذه الفكرة التي تتعارض مع الوضع الدستوري، المسألة ليست بالبساطة التي يتخيلها عون، فظروف البلد الآن في غاية الصعوبة ولا تسمح بمبادرات تحتاج إلى المزيد من الوقت".

وعن التمديد لمجلس النواب اللبناني، قال: "كنا نتمنى في لبنان اجراء الانتخابات البرلمانية في توقيتها، ولكن الحكومة لم تأخذ اجراءات الانتخابات البرلمانية وكنا امام خيارين لا ثالث لهما، كنا امام فراغ دستوري كامل بعد فراغ منصب الرئيس اللبناني، او التمديد لمجلس النواب والابقاء على الحكومة الحالية حتى يصبح لدى اللبنانيين مؤسسات شرعية، وأرى ان التمديد شرعي بنسبة كبيرة لان القوى السياسية التي ستقود البلد في حال اجراء اي انتخابات هي ممثلة داخل البرلمان، لذلك اؤكد ان هذا التمديد شرعي حتي اشعار آخر".

وعن التظاهرات بسبب ازمة النفايات، قال: "المتظاهرون لديهم الحق خصوصا وان الحكومة فشلت في ايجاد حل فوري وعاجل لمشكلة النفايات، ولكن على المتظاهرين البقاء في الميادين الى حين انعقاد جلسات لمجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية وبعد ذلك يتم اختيار حكومة جديدة. اما عن دعوات اسقاط الحكومة الحالية بدون انتخاب رئيس للبلاد فهو انتحار سياسي للبنان ككل، لانه اذا سقطت الحكومة، يصبح لبنان من غير رئيس ولا حكومة ولا مجلس نواب".

وتوجه الى المعتصمين بالقول: "ان ثروتنا الوحيدة المتبقية في لبنان هي الاستقرار والنظام العام في البلد، وممنوع على أحد المساس به، كذلك ممنوع التعرض لقوى الأمن الداخلي، حتي لا يهد الهيكل على رؤوسنا، كما لا يجب الاقتراب من الشريط الشائك، فحين ينهار النظام العام جراء تحركاتكم المباركة ستأتي بعدكم جحافل من "الحرامية" وقطاع الطرق وعندها لن يقوى أحد على ضبطهم، كما انه من مصلحتنا الحفاظ على الانتظام العام في البلد والاستقرار، فكل أنواع الاحتجاجات متاحة ومحقة ولكن لا يجب التعدي على الأملاك العامة والخاصة، فضلا عن وجوب احترام عناصر الأجهزة الأمنية والجيش، وأكرر تضامني مع شعور المتظاهرين ولكننا لسنا مع هدم الهيكل على أنفسنا".

وردا على سؤال عن اتفاق النوايا بين حزب "القوات اللبنانية" والتيار الوطني الحر، قال جعجع: "أولا احب التأكيد ان المملكة العربية السعودية كانت تشجع على الاتفاق من اجل استقرار لبنان والحفاظ على تماسكه، كما ان هذا الاتفاق قضى على عقود طويلة من العدائية مع خصم وفريق بأكمله يقوده ميشال عون، ونحن نتحدث مع بعض يوميا ونعترف بأن لدينا اختلافا في وجهات النظر حول ملفات الرئاسة والحكومة ولكننا نسعى للحفاظ على وحدة لبنان".

واكد جعجع انه يتفق مع المواطن اللبناني "في ان القوى السياسية في لبنان والتي يتشكل منها مجلس الوزراء هي قوى سياسية فاشلة، ولكن ما اتمناه من المواطن اللبناني ان لا يشمل الكل بذنب البعض، وان عليه ان يفكر جيدا ماذا سيفعل في الانتخابات المقبلة، فالتركيبة السياسية في الحكومة غير فاعلة".

ورأى "ان الجيش اللبناني يمتلك القدرة بخلاف ما يسوق له آخرون، فوحدة الجيش اللبناني هو قرار سياسي من الدرجة الاولى، والجيش اللبناني له دور كبير على صعيد تماسك لبنان ولكن اذا اختلف الفرقاء اللبنانيون اكثر فهذا بالطبع سيؤثر على الجيش".

واعلن ان الهدف من زيارته للمملكة العربية السعودية مؤخرا "هو التعرف على القيادة الجديدة"، وقال: "بالطبع المملكة السعودية مهتمة بما يحدث داخل الشأن اللبناني كجزء داخلي وايضا من الناحية الاقليمية، وأحب أن أشير في هذا السياق إلى الحفاوة والتكريم اللذين استقبلتني بها القيادة السعودية وعلى رأسهم الملك سلمان".

واعتبر جعجع ان "سقوط بشار الاسد أجمل هدية للعالم أجمع وللانسانية وللبنانيين خصوصا"، وقال: "ان هذا النظام هو نظام دموي ارتكب العديد من المجازر هنا وهناك وتلطخت يده بالدماء وقام بتعذيب العديد من اللبنانيين داخل سجونه ومعتقلاته، فقد عانينا في لبنان على مدار سنوات من وطأة هذا النظام الغاشم، كما ان المستفيد الاول من سقوط نظام بشار الاسد هم السوريون انفسهم لانهم اكثر من عانوا من هذا النظام الدموي".

ورأى ان "المواطن السوري الآن بين مطرقة بشار وسندان داعش، والغالبية من السوريين ضد داعش وبشار، وانا أرى انه لا حل الا بدخول قوة عربية مشتركة لسوريا تسقط النظام وتسقط داعش ايضا، وتترك المجال لقوى سياسية حرة على أرض الواقع تقود سوريا"، مؤكدا ان "التفكير في منطقة آمنة على الحدود السورية التركية تفكير صائب ولكنه جزء من الحل وليس الحل الكامل والامثل، والخطوة الكاملة هي قوة عربية مشتركة لان سوريا عربية".

وعن الموقف المصري تجاه أزمة الرئاسة اللبنانية، قال جعجع: "أرى ان مصر الآن منكبة على جبهتها الداخلية والخارجية، ولا شك ان مصر تتعرض لهجمات وتحديات كبيرة سواء في سيناء والتي تعتبر مشكلة داخلية وخارجية، كما ان مصر تواجه تحديات عسكرية ايضا وتواجه انفلاتا في دول الجوار مثل ليبيا والسودان، وبالتالي مصر لديها العديد من المشكلات التي تواجهها وتعمل على حلها، وبالفعل الرئيس السيسي نجح في حل العديد من المشكلات في وقت قياسي، ومن هذه المشكلات مشكلة سد النهضة الذي اداره بامتياز".

واشار الى ان "الرئيس السيسي يواجه المشكلات الداخلية بحرفية شديدة، كما انه نجح في حل مشكلة سد النهضة واستعادة العلاقات مع السعودية والسودان ودول الخليج، كما انه يقود ملف الارهاب بمهارة وطبيعي ان يأخذ بعض الوقت للقضاء على الارهاب".

وتوجه الى الرئيس السيسي بالقول: "مصر مهمة استراتيجيا في هذا الشرق وحتى في حوض البحر المتوسط، لذلك نحن نتبع خطواتك سيادة الرئيس باهتمام كبير، ونتمنى لك كل النجاح وخصوصا ان الشعب المصري كان على الدوام شعبا شقيقا للشعب اللبناني وبالتالي نجاح الشعب المصري هو نجاح للشعب اللبناني ولشعوب المنطقة". 

  • شارك الخبر