التزم رئيس مجلس النواب نبيه بري الهدوء، وعمل على خط التهدئة والتحضير لإخراج الارنب من قبعته كما في كل مرة وضربه بعصاه السحرية لينتج الحلول المرجوة، واصبحت مبادرته التي اطلقها للحوار الشغل الشاغل لكل الفرقاء السياسيين من دون استثناء، والذين أيدوا فورا هذه المبادرة التي تعتبر بنودها المدخل الاساسي للحل. والمبادرة هذه هي البديل عن المؤتمر التأسيسي والطائف الجديد، عبر جلوس الجميع ووضع خلافاتهم على طاولة واحدة لمناقشتها بهدوء.
واكد مصدر سياسي مطلع على مبادرة بري لموقع "ليبانون فايلز"، ان تاريخ العاشر من ايلول سيدخل لبنان في مرحلة سياسية جديدة عنوانها الهدوء والحوار ووقف القصف بين الفرقاء السياسيين، مشيرا إلى ان حوار العام 2006 سيتكرر مشهده بطريقة مختلفة لان القرارات التي سيتم التوصل اليها سترسم أفق المرحلة السياسية المقبلة.
ورأى المصدر أن هذه المبادرة ستحمي حكومة سلام وستسقط الشارع إذ ان السياسة ستطغى على صوت الشارع، لأن المتحاورين يشكلون 95 بالمئة من الشارع اللبناني، مشددا على أن بري دعا ليس فقط الى الحوار بل دعا ايضا إلى اغاثة لبنان لإنقاذه من الحريق السياسي والامني الذي يلفح به، ورأى ان البنود السبعة المطروحة هي مدخل الى الحل، مبديا أمله بتجاوب كل الفرقاء مع هذه الدعوة لأنها الامل الاخير للوطن.
وأشار المصدر إلى أن هذه الدعوة الحوارية لاقت استحسان الجميع الذين كانوا قد وضعوا بمعظمهم في أجوائها قبل اطلاقها، ولو لم يحصل بري على اشارات إيجابية لما كان دخل في حوار نتائجه سوداوية، ورأى ان بنود الحوار واضحة وهي تشكل بنود الازمة السياسية من رئاسة الجمهورية، وعمل مجلسي النواب والوزراء، وماهية قانون الانتخابات، وقانون استعادة الجنسية، ومشروع اللامركزية الادارية ودعم الجيش اللبناني.
وكشف المصدر عن ان هدف بري الاساسي يبقى بالحفاظ على الحكومة القائمة، والتوصل الى قانون انتخابي واضح الذي سيعتبر المدخل الوحيد الى اعادة العمل النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية من المجلس الجديد المنبثق من الانتخابات النيابية التي ستحصل بواسطة القانون الجديد، والاتفاق الاساسي في الحوار سيكون على الزام الجميع بنتائج الانتخابات والنزول في اليوم التالي إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية.