مما يستحق التوقف عنده، أن المطالب الرسمية لحملة "طلعت ريحتكم"، تجاهلت "أزمة الشغور الرئاسي"، إذ أنها لم تضم مطلب إنتخاب رئيس للجمهورية إلى مطالبها الأربعة، الأمر الذي يدل على أن الرئاسة الأولى لم تعُد أولوية شعبية، انطلاقاً من اعتبارها أن مجلس النواب الحالي المُمدد لنفسه مرتين "غير شرعي"، وبالتالي ضرورة إعادة الشرعية له من خلال إجراء انتخابات نيابية جديدة، وهذا ما أوضحه وشدّد عليه الناشط في الحملة مروان معلوف في مقابلة تلفزيونية بعد "اللغط" الذي حصل في تظاهرة السبت.
وهذا يعني أيضاً، أن مطالب "الحملة" تتوافق، ولو بشكل غير مباشر، مع أحد بنود مبادرة العماد ميشال عون التي أعلنها في مؤتمره الصحفي يوم الجمعة، والذي يطلب فيه إجراء الانتخابات النيابية بموجب قانون انتخابي "على أساس النظام النسبي" ومن ثمّ انتخاب رئيس الجمهورية من المجلس النيابي الجديد "الشرعي".
وبناءً على ما سبق لفت الإنتباه إليه، يُطرح السؤال التالي:
طالما أنه لا تغيير جذري مأمول بإستطاعته تجيير الساحة لفريق واحد، أياً كان، فهل من استعداد لدى حملة "طلعت ريحتكم" وأخواتها أن يتعاونوا مع "التيار الوطني الحر" بهدف إستثمار التوافق المذكور بشكل مشترك، ومن دون شروط وإلتزامات مسبقة، بما يؤدي إلى تسريع عملية حصد بعض النتائج المرجوة، خصوصاً أن تحقيق هذا المطلب يعتبر "مفتاح الفرج" للجميع؟
وللتذكير فإن المطالب الرسمية لحملة "طلعت ريحتكم" هي التالية:
1- محاسبة جميع من أمر وأطلق النيران على المتظاهرين العزّل الأسبوع الماضي وصولا إلى وزير الداخليّة نهاد المشنوق.
2- استقالة وزير البيئة محمد المشنوق لفشله في أداء واجبه في تفادي مشكلة النفايات أو إيجاد حل لها.
3- تحرير أموال البلديات من الصندوق البلدي المستقل "وليس فقط بمرسوم يبقى حبراً على ورق".
4- إجراء انتخابات نيابية، بما يشكله هذا المطلب من دعوة إلى إعادة تشكيل السلطة، بالطرق الديموقراطية.