hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

اللجنة الدولية للصليب الاحمر: آن الاوان للسلطات تسلم ملف المفقودين

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٥ - 14:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر فعاليات في جميع أنحاء لبنان لإحياء ذكرى اليوم الدولي للمختفين قسرا حيث تجمعت عائلات المفقودين في طرابلس وبعلبك وصور.

ففي طرابلس، نظمت اللجنة الذكرى في باحة معرض رشيد كرامي الدولي في حضور محمد كمال زيادة ممثلا وزير العدل اللواء أشرف ريفي، العميد سعد الدهيبي ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، المقدم أمين فلاح ممثلا فرع مخابرات الشمال، رئيسة فرع الصليب الأحمر في طرابلس مها قرحاني زغلول وحشد من المسؤولين في الصليب الأحمر اللبناني ورؤساء جمعيات أهلية وناشطين وعدد من أهالي المفقودين.

بعد النشيد الوطني، ألقت رئيسة البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشمال جميلة حمامي كلمة تحدثت فيها عن "المعاناة التي واجهتها اللجنة في سبيل صوغ قانون في شأن المفقودين وجمع قائمة موحدة بأسمائهم"، وقالت: "اليوم في مناسبة اليوم العالمي للمفقودين، يتم تذكير الشعوب في جميع أنحاء العالم بهذا النضال المستمر الذي تواجهه عائلات الأشخاص المفقودين. فعلى العالم أن يعلم وعلى اللبنانيين أن يعوا أنه في حين ان معظمنا في حاجة الى التذكير، فهذه العائلات لم تنس: "يمكن خلصت الحرب بالنسبة إلنا، بس حربن هني ما خلصت أبدا".

واضافت: أمهات وآباء، بنات وأبناء، أزواج وزوجات، عاشوا لعقود وما زالوا يعيشون الإنتظار، إنتظار من يطرق بابهم. لهؤلاء الحق بمعرفة مصير أحبائهم. من حقهم وضع حد لمعاناتهم والتوصل الى السكينة والسلام. وحقهم هذا منصوص عليه ومكرس في القانون الدولي الإنساني. والوقت يدهمنا. جيل بأكمله بدأ بالزوال. أهالي المفقودين يشيخون ويتوفى بعضهم من دون الحصول على جواب شاف لسؤال مصيري: "أين إبني؟ أين إبنتي؟ أين أخي؟ أين أمي وأين أبي؟" تمس هذه القضية جميع اللبنانيين، وبينما أتوجه إليكم هنا الآن، تجري مراسم إحياء الذكرى في جميع أنحاء لبنان في الوقت عينه، من الشمال الى الجنوب: في بعلبك وطرابلس وصور".

وتابعت: "للأسف إضطررنا هذا العام الى إلغاء المراسم في بيروت نظرا الى أحداث الأسبوع الماضي التي جرت في وسط بيروت قرب حديقة جبران خليل جبران التي شهدت، لعشرة أعوام خلت، نصب خيمة أهالي المفقودين. هذه الخيمة التي نصبتها مجموعة من عائلات المفقودين لا تزال قائمة حتى اليوم وتشكل رمزا لأحد أطول الإحتجاجات في العصر الحديث. وقد تغلب هذا الإحتجاج على مجمل الإضطرابات وحالات العنف والإنقسامات التي شهدها وسط بيروت خلال العقد الماضي، وحتما سيتجاوز الأحداث التي يشهدها لبنان اليوم. وقد أصبح "إحتجاج العشر سنوات" هذا تعبيرا صريحا عن أن أهالي المفقودين سيبقون دائما هنا في إنتظار أن تتحرك السلطات وتعترف بقضيتهم كقضية إنسانية. مدى أربعة عقود وهؤلاء الأهالي ينتظرون. لا يمكننا أن ننسى مسؤولياتنا تجاههم، لا يجوز للدولة أن تؤجل هذا الموضوع أكثر من ذلك. مهما تكن الأوضاع والظروف، علينا أن نمضي قدما، فالوقت يدهمنا".

وأضافت: "خلال شهر نيسان الماضي طرح سعادة النائبين غسان مخيبر والدكتور ميشال موسى مشروع قانون حول المفقودين أمام اللجنة البرلمانية لحقوق الانسان، إنها من دون أدنى شك لخطوة أولى أساسية لتشكيل آلية وطنية للمفقودين مهمتها تقديم إجابات عن مصير هؤلاء الأشخاص الذين ما زالوا في عداد المفقودين. ولم الإنتظار، حتى اليوم؟ لفترة طويلة، تأجلت قرارات كان في إمكانها أن تغير حياة أهالي المفقودين.
كنا وما زلنا نلقي الملامة على أوضاع البلاد السياسية. وقد سمعنا دائما عبارات "إن الوقت ليس مناسبا أو "الموضوع حساس للغاية" أو "علينا أن ننتظر لأن الحكومة قد تستقيل مجددا. ولكن بعد مرور 25 عاما على إنتهاء الحرب اللبنانية ما زلنا نفتقد لآلية وطنية تعالج هذه القضية بشكل يحفظ كرامة المعنيين، 25 عاما مرت منذ إنتهاء الحرب وما زال المجتمع غير مستعد ويتردد في التعبير عن موضوع المفقودين. وقد أدى ذلك الى إقصاء أهالي المفقودين وتهميشهم وتركهم يتخبطون مع الأمل".

وتابعت: "خلال العام 2011 تعاونت اللجنة الدولية مع بعض الجمعيات الوطنية والمنظمات التي أخذت على عاتقها مسؤولية كشف مصير المفقودين والقاء الضوء على هذه القضية بفضل مساعدتهم ومساعدة السلطات المحلية ورؤساء البلديات والمخاتير والقيادات الروحية، بدأنا بتشكيل قوائم للأشخاص المفقودين، وأجرينا مقابلات مع أكثر من ألفي أسرة وجمعنا معلومات حول مفقوديهم لمساعدتنا في كشف مصيرهم يوما ما. وقومنا حاجات الأسر وحاولنا أن نلبيها وتقدمنا أيضا بقوانين وبهبات للسلطات لمساعدتها على تشكيل آلية وطنية لمعالجة هذه القضية. إلا أننا وجدنا أنفسنا قيد الإنتظار ننتظر الموافقة حتى على الهبات".

وقالت: "الوقت يدهمنا ولم يعد في إمكاننا الإنتظار، لهذا السبب تدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر السلطات اللبنانية والوزارات والهيئات القضائية والدينية للعمل بيد واحدة والتكاتف والتنسيق لحل هذه القضية ولتكثيف وتيرة جهودهم، لتوفير الإجابات الملائمة لعائلات المفقودين. وتقع على عاتق السلطات مسؤولية وواجب إتخاذ التدابير اللازمة لحفظ كرامة أهالي المفقودين وضمان الإستجابة لحاجاتهم والحصول على الإجابات الوافية ليتمكنوا من المضي قدما في الراحة والسلام".

واضافت: "آن الأوان للسلطات أن تتسلم هذا الملف وللبناء على جهود جمعيات المجتمع المدني التي قامت بعمل إستثنائي في هذا المجال. تلك الجمعيات الناشطة والملهمة التي عملت على هذه القضية من دون كلل خلال العقود الماضية، وفي هذا السياق تود اللجنة الدولية أن تشيد بمواطنين لبنانيين إستثنائيين قدما جهودا لا متناهية دفاعا عن هذه القضية وهما السيدة وداد حلواني رئيسة لجنة اهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان التي تأسست عام 1982 والسيد غازي عاد رئيس جمعية سوليد لولاهما، ولولا دعم أهالي المفقودين المتضامنين والواقفين جنبا الى جنب لما إستطعنا معالجة هذه القضية. ما زال هناك امل ونحن نمضي قدما نحو الأمام ولكن الوقت يدهمنا نحن في حاجة للسلطة لتسلم هذا الحمل ونحن جميعا هنا لدعمها".

وختمت: "اليوم عزيمتنا اقوى من أي وقت مضى لمواصلة هذا المسعى لنستطيع على الأقل أن نحقق الأمنية الأخيرة لأم مفقود وافتها المنية اخيرا وقد كانت كلماتها الأخيرة "عدوني أن تستمروا في البحث عنه هنا فوق الأرض وأنا سأبحث عنه تحتها". وقد دفنت وهي تضم صورة إبنها المفقود على صدرها. وأود في النهاية أن أشكر كل السلطات المحلية ومعرض رشيد كرامي والرابطة الثقافية لدعمها في تنظيم لقائنا اليوم".

وألقت قائمقام المنية الضنية رولا البايع كلمة محافظ الشمال قالت فيها: "نلتقي في هذا اليوم لإحياء ذكرى أليمة تمسنا جميعا في الصميم وقد واكبتنا منذ إندلاع الحرب الأهلية وهي :اليوم العالمي للمفقودين". فمن منا ليس له قريب أو صديق مفقود من دون معرفة مصيره؟ إلا أنه وبفضل جهود منظمة الصليب الأحمر الدولي عاد الأمل بعودة هؤلاء الأشضخاص إن شاء الله أو بمعرفة مصيرهم على الأقل. إن قضية المفقودين لم تعد فردية بل أصبحت قضية وطنية على مستوى كل الوطن. ومن واجب الدولة أن تعطي هذه المسألة الأولوية وكل الإهتمام الذي تستحقه بالتنسيق الدائم مع المنظمات المعنية لمتابعة هذا الموضوع الإنساني. فنحن كلنا معنيون ومن الواجب علينا تحمل المسؤولية كل ضمن نطاقه وموقعه الإجتماعي تجاه حقوق المفقودين وعائلاتهم".

وأضافت: "لا بد لي من أن أثني على جهود منظمة الصليب الأحمر الدولي لما يبذل من جهود وما زال وما قدمه من خدمات على مختلف الأصعدة من لبنان والعالم ولا سيما إنجازاتها الكبيرة في ملف المفقودين المنسيين والذين بفضل جهودها لم يعودوا منسيين بل أصبحت قضيتها وقضية كل الوطن".

وختمت: "في الختام إننا على إستعداد ومن الموقع الذي نمثله لتقديم الدعم والمساندة اللازمة لنجاح هذه المهة الإنسانية وصولا الى الهدف المنشود على رغم كل الصعوبات، لا بد هنا من وقفة تضامن إنسانية بين كل أطراف المجتمع اللبناني وكلنا أمل بعودة هؤلاء المفقودين الى أهلهم الذين طال إنتظارهم ولهم كامل الحق بمعرفة مصير أبنائهم. ونتمنى بالقريب العاجل أن تنتهي معاناة الأهالي المستمرين في النضال ونحن نقف الى جانبهم ونشد على أيديهم لكوننا كلنا معنيين بهذه القضية الإنسانية التي تستحق منا إيلائها المزيد من العناية والإهتمام".

بعد ذلك، عرض فيلم وثائقي مع أهالي المفقودين ثم أطلقت البالونات باللونين الأحمر والأبيض، وشارك الجميع في وضع شارات تحمل أسماء المفقودين على أغصان إحدى أشجار المعرض.
 

  • شارك الخبر