hit counter script
شريط الأحداث

أوروبا تستنفر لمواجهة أزمة اللاجئين

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٥ - 13:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تكثفت الدعوات في اوروبا، امس، من اجل معالجة ازمة المهاجرين غير الشرعيين بعد أسوأ مأساة تسجل في النمسا اثر العثور على جثث 71 مهاجراً داخل شاحنة فيما تواصل تدفق اللاجئين الى المجر عبر صربيا برغم بناء حاجز جديد من الاسلاك الشائكة.
واعلنت الشرطة المجرية انها اعتقلت مشتبها به خامساً بارتكابه جريمة اتجار بالبشر، على صلة بقضية الشاحنة المتروكة الى جانب طريق سريعة في النمسا، والتي قضى فيها 71 مهاجرا اختناقا على الارجح.
وتعتقد الشرطة النمساوية ان المشتبه بهم الخمسة قيد الاعتقال في المجر على خلفية مأساة الشاحنة، هم افراد في واحدة من عصابات الاتجار بالبشر التي تتلقى مبالغ باهظة لنقل المهاجرين.
ودفع الاربعة الذين اعتقلوا، امس الاول، ببراءتهم، لكن القضاء قضى بتمديد توقيفهم حتى 29 ايلول المقبل على الاقل.
وعثر داخل الشاحنة في اوستينا على جثث 71 مهاجرا وقد بدأت تتحلل، وهم 59 رجلا وثماني نساء واربعة اطفال يرجح انهم لاجئون سوريون قضوا اختناقا، ما اثار استياء دوليا.
وذكرت صحيفة «اوستريخ» النمساوية ان الضحايا الـ 71 حشروا في 15 مترا مربعا وقضوا مختنقين بعد نحو 60 دقيقة من اغلاق باب الشاحنة لانعدام التهوئة.
وعثر على الشاحنة بعد يومين، اثر قيام عمال كانوا يعملون في صيانة الطريق السريعة بتنبيه الشرطة، بعدما شاهدوا «سوائل جثث متحللة» تخرج منها.
واعلنت الشرطة النمسوية اعتراض شاحنة جديدة صباح الجمعة في البلاد تقل 26 مهاجرا غير شرعي بينهم ثلاثة اطفال يعانون جفافا ووصفت حالتهم بانها «سيئة جدا». وكانت الشاحنة تقل مهاجرين اتوا من سوريا وبنغلادش وافغانستان قالوا انهم يريدون التوجه الى المانيا.
وفي هذا السياق، دعا البابا فرنسيس الى «تعاون فعال» في شأن «الجرائم المسيئة للانسانية جمعاء».
ومأساة الشاحنة، بالاضافة الى غرق مركب في المتوسط اودى بحياة 111 شخصا يوم الخميس الماضي، كانا بمثابة تذكير بفشل اوروبا في التعامل مع تدفق مئات آلاف المهاجرين.
وذكرت المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين ان اكثر من 300 الف مهاجر عبروا البحر المتوسط منذ كانون الثاني الماضي هربا من النزاعات في افريقيا والشرق الاوسط. كما ان ملايين متواجدون داخل مخيمات في تركيا والاردن ولبنان.
وقال رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي ان «على اوروبا ان تتحرك لا ان تنتظر دفعها للتحرك»، مجددا الدعوة الى توزيع اكثر عدلا للمهاجرين بين الدول الـ28 في الاتحاد الاوروبي.
ووجهت كل من المانيا وفرنسا وبريطانيا دعوة مشتركة الى عقد اجتماع عاجل لوزراء الداخلية والعدل في الاتحاد الاوروبي خلال الاسبوعين المقبلين لاتخاذ «تدابير فورية» واحراز «تقدم ملموس».
بدوره، اعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس تأييده ان تستقبل بلاده المهاجرين غير الشرعيين «الهاربين من الحرب والاضطهاد والتعذيب والقمع»، داعيا الى معاملتهم «باحترام».
وانتقد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الموقف «المشين» لبعض دول شرق اوروبا بدءًا بالمجر، وعدم تعاونها في حل ازمة المهاجرين، الذين يتدفقون بالالاف على دول الاتحاد الاوروبي.
واذا كان المهاجرون يسعون للوصول الى اليونان، فإن اعدادا كبيرة منهم تمر في دول غرب البلقان، للدخول الى المجر العضو في الاتحاد الاوروبي.
وكانت مقدونيا دعت الى اعلان حالة طوارئ قبل اسبوعين.
وانطلاقا من المجر، تحاول غالبية هؤلاء الوصول الى اوروبا الغربية، وخصوصا المانيا والسويد.
وفي مسعى لمنع دخولهم، اقامت المجر سياجا من الاسلاك الشائكة على حدودها الممتدة على 175 كيلومتراً مع صربيا، مع حراسة من شرطة الحدود والكلاب ودوريات مزودة بسيارات دفع رباعي.
لكن السياج المكوّن من ثلاثة اطواق من الاسلاك الشائكة فشل في منع عبور المهاجرين.
واعلنت الحكومة المجرية انها ستبني اضافة الى ذلك جدارا بعمق اربعة امتار، كما ستشدد العقوبات على الاشخاص الذين يدخلون بطريقة غير شرعية.
وذكرت الشرطة المجرية ان 3080 مهاجرا عبروا الحدود الصربية المجرية امس الاول، وهو ثاني اكبر عدد في يوم واحد. وعثر على قطع ملابس تمزقت على السياج.
واعلنت سويسرا انها تعتزم تقديم مساعدة مالية لدول البلقان بهدف دعمها في مواجهة تدفق اعداد كبرى من المهاجرين في محاولتهم الوصول الى الاتحاد الاوروبي.
في المقابل، قال شتيفن زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، ان بلاده وعددا من دول الاتحاد الأوروبي لا يمكنها استيعاب حصة غير متناسبة من اللاجئين الذين يصلون إلى دول الاتحاد وإن بقية الدول الأعضاء بالاتحاد عليها تقديم المزيد.
وتتوقع ألمانيا أن يزيد عدد طالبي اللجوء إلى أربعة أمثاله ليصل إلى نحو 800 ألف هذا العام.
من جهتها، اعتبرت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي، في مقال نشرته صحيفة «صندي تايمز» يوم امس، إن نظام الهجرة في أوروبا غير صالح وإن نظام منطقة شينغن الذي يلغي الرقابة على الحدود بين دول المنطقة هو السبب في تفاقم أزمة المهاجرين، مطالبة بتشديد قواعد الاتحاد الاوروبي المتعلقة بحرية الحركة.
(أ ف ب، رويترز، اب)
(السفير، 31/8/2015، ص13)

  • شارك الخبر