hit counter script
شريط الأحداث

المجر تعتقل مشتبهاً به خامساً في قضية مأساة الشاحنة في النمسا

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٥ - 13:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أثارت ازمة المهاجرين إلى أوروبا لا سيما بعد العثور على شاحنة الضحايا في النمسا الجمعة الماضية أزمة حادة في اوروبا، في ظل ملاحظات وانتقادات متبادلة حول كيفية معالجة هذه المشكلة، وذلك في خضم نقاش دولي حول استقبال ملايين اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين.
وفيما انتقدت بريطانيا نظام شينغن بانه وراء هذه الازمة، مطالبة بتشديد الإجراءات، اتهمت فرنسا دول شرق أوروبا ولا سيما المجر، بتبني سياسة «مخزية» تجاه اللاجئين بما يتعارض مع مبادئ الاتحاد الأوروبي.
وحيال هذا الواقع، دعت باريس ولندن وبرلين الى عقد اجتماع لوزراء الداخلية والعدل لدول الاتحاد الاوروبي «خلال الاسبوعين المقبلين» لمناقشة هذه الازمة، في وقت ندد البابا فرنسيس بوفاة 71 مهاجراً عثر على جثثهم داخل شاحنة الى جانب الطريق السريعة بين بودابست وفيينا، مطالبا بـ»تعاون فعال» حول «الجرائم المسيئة للانسانية جمعاء».
فقد انتقدت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي نظام الهجرة في الاتحاد الأوروبي، وقالت في مقال نشر أمس، إن نظام الهجرة في أوروبا غير صالح، وإن نظام منطقة شينغن الذي يلغي الرقابة على الحدود بين دول المنطقة، هو السبب في تفاقم أزمة المهاجرين، مطالبة بتشديد قواعد الاتحاد الاوروبي المتعلقة بحرية الحركة.
وكتبت ماي في صحيفة «ذا صنداي تايمز» قائلة إن نظام منطقة شينغن، وبريطانيا ليست جزءاً منه، أجج أزمة اللاجئين. وقالت: «هذه المآسي تفاقت جراء النظام الأوروبي الذي يلغي الحدود كما بدأت الدول الأوروبية تدرك على نحو متزايد».
وفي فرنسا، اتهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس دول شرق أوروبا ولا سيما المجر أمس، بتبني سياسة «مخزية» تجاه اللاجئين بما يتعارض مع مبادئ الاتحاد الأوروبي.
وكانت بعض الحكومات الأوروبية رفضت استقبال اللاجئين، وقاومت مقترحات الاتحاد الأوروبي للموافقة على خطة مشتركة لبذل مزيد من الجهود من أجل التعامل مع الأزمة التي تتفاقم بسبب ارتفاع عدد اللاجئين الهاربين من الحرب والفقر في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
وقال فابيوس لراديو «أوروبا 1»، إنه «في ما يتعلق بكل هؤلاء الذين يُطردون من بلدانهم لأسباب سياسية، ينبغي أن نكون قادرين على الترحيب بهم. يتعين على كل دولة أن تستجيب لذلك. فرنسا وألمانيا ودول أخرى استجابت، لكنني عندما أرى دولاً بعينها لا تقبل هذه المجموعات، فأنني أجد هذا مخزياً«.
وأضاف: «في دول بعينها في شرق أوروبا يتعاملون بقسوة. المجر جزء من أوروبا التي لها قيم، ونحن لا نحترم هذه القيم عندما نضع الأسيجة«، متهماً المجر بانها «لا تحترم القيم المشتركة لأوروبا، لذا ينبغي أن تتناقش السلطات الأوروبية بشكل جدي، وربما صارم مع مسؤوليها«.
وحيال هذا الواقع، دعا وزراء الداخلية الفرنسي والالماني والبريطاني امس الى عقد اجتماع لوزراء الداخلية والعدل لدول الاتحاد الاوروبي «خلال الاسبوعين المقبلين» لمناقشة ازمة الهجرة.
وطالب برنار كازنوف وتوماس دو ميزيار وتيريزا ماي «رئاسة الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ بتنظيم اجتماع اول لوزراء العدل والداخلية خلال الاسبوعين المقبلين للاعداد بشكل فاعل للقرارات التي ستخذ خلال اجتماع 8 تشرين الأول واحراز تقدم ملموس»، بحسب بيان مشترك صدر غداة لقاء للوزراء الثلاثة على هامش اجتماع في باريس لتسع دول اوروبية حول امن المواصلات.
وشدد الوزراء خلال الاجتماع على «ضرورة اتخاذ تدابير فورية لمواجهة تحدي تدفق المهاجرين هذا». وذكروا بـ»ضرورة اقامة نقاط محورية قبل نهاية السنة على ابعد تقدير» تكون بمثابة مراكز لفرز المهاجرين ما بين لاجئين ومهاجرين غير شرعيين لدوافع اقتصادية.
كما دعا الوزراء الثلاثة الى وضع «قائمة للدول التي تعتبر مصدرا امنا» بشكل «سريع جدا» من اجل «استكمال نظام اللجوء الاوروبي المشترك وحماية اللاجئين وضمان فاعلية عملية اعادة المهاجرين غير الشرعيين الى دولهم المصدر«.
في غضون ذلك، ندد البابا فرنسيس أمس، بوفاة 71 مهاجراً عثر على جثثهم داخل شاحنة الى جانب الطريق السريعة بين بودابست وفيينا، مطالبا بـ»تعاون فعال» حول «الجرائم المسيئة للانسانية جمعاء«.
وقال البابا «اضم صوتي الى صوت الكنيسة في فيينا في الصلاة على الضحايا الـ71، وبينهم اربعة اطفال، وجدوا داخل شاحنة على طريق بودابست ـ فيينا السريعة. فليشملهم الله برحمته» في حين «فقد الكثير من المهاجرين ارواحهم في رحلاتهم الفظيعة«.
في هذه الاثناء، اعلنت الشرطة المجرية امس انها اعتقلت مشتبهاً به خامساً، بلغاري الجنسية، على علاقة بقضية الشاحنة المتروكة على حافة الطريق في النمسا والتي قتل فيها 71 مهاجرا اختناقا.
واوضحت الشرطة في بيان انها تحقق مع «مواطن بلغاري في شبهة ارتكابه جريمة اتجار بالبشر«.
ومثل اربعة رجال هم ثلاثة بلغار وافغاني اوقفوا الجمعة في المجر في سياق التحقيق حول الشاحنة التي عثر عليها في النمسا، أول من أمس السبت، امام محكمة مدينة كيسكيميت، الواقعة في منتصف الطريق بين بودابست والحدود الصربية.
ويشتبه القضاء بانهم «الايدي المنفذة» لعصابة اتجار بالبشر وطالبت النيابة بابقاء المشتبه بهم الاربعة قيد التوقيف بسبب «الطبيعة الاستثنائية» للجريمة. ووضعوا قيد الحبس الاحتياطي.
وتشير عناصر التحقيق الاولية الى ان القتلى الـ71 الذين عثر على جثثهم، وقد بدأت تتحلل في الشاحنة في شرق النمسا قضوا اختناقا، وهم 59 رجلا وثماني نساء واربعة اطفال يرجح انهم لاجئون سوريون.
إلى ذلك، وبعد يومين من العثور على جثث 71 مهاجرا غير شرعي، يرجح انهم سوريون، اعلنت الشرطة النمسوية أول من أمس السبت انها اعترضت شاحنة جديدة تقل مهاجرين متجنبة مأساة جديدة مرتبطة بازمة الهجرة غير الشرعية.
وقالت الشرطة في بيان انه تم اعتراض الشاحنة صباح الجمعة في غرب النمسا، وعلى متنها 26 مهاجرا غير شرعي بينهم ثلاثة اطفال يعانون تجفافا ووصفت حالتهم بانها «سيئة جدا«. واضافت «تم نقل الاطفال الثلاثة الى المستشفى (...) بسبب وضعهم الصحي البالغ السوء. افاد الاطباء انه تمت معالجتهم من تجفاف حاد«.
ولفت متحدث باسم الشرطة في مقاطعة النمسا العليا لوكالة «فرانس برس»، إلى أنه «لو تمت متابعة الرحلة لكان الوضع على الارجح سيكون حرجا«.
والشاحنة التي اوقفتها الشرطة بعد مطاردتها كانت تقل «26 اجنبيا في وضع غير قانوني»، اتوا من سوريا وبنغلادش وافغانستان، قالوا انهم يريدون التوجه الى المانيا.
(اف ب، رويترز)  ( المستقبل، 31/8/2015، ص13)

  • شارك الخبر