جولة بعد جولة، قتل من قتل وجرح من جرح، ودمر ما دمر، ولا شيئ تغير سوى أن الدشم والسواتر أزيلت عن مداخل الأحياء التي شهدت المعارك، وخصوصا الطوارئ والبركسات وطيطبا والحي الفوقاني. الهدوء عاد والقوة الامنية المشتركة إنتشرت في المخيم بعد اتصالات فلسطينية حثيثة وصلت إلى رام الله.
وفي هذا الاطار، أكد مصدر فلسطيني من داخل المخيم لموقع "ليبانون فايلز"، أن الدشم التي وضعتها حركة فتح أزيلت باشراف قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابوعرب والعقيد ابو اشرف العرموشي، مشيرا إلى ان الدشم أزيلت ايضا من حي الطوارئ من قبل جند الشام بإشراف مسؤول عصبة الانصار الاسلامية الشيخ ابو عبيدة مصطفى.
ولفت المصدر إلى ان الاتصالات نجحت هذه المرة في وقف المعارك، ولكنها لم تنجح في تخفيف الاحتقان الحاصل بعد مقتل عدد من عناصر فتح ومحاولات الاغتيال التي نفذها تنظيم جند الشام بحق عدد من قيادات فتح، مشددا على أن الوضع الانساني في داخل المخيم لم يعد يحتمل في ظل غياب الكهرباء والمياه توقف العمل واقفال المحلات اثناء المعارك.
ورأى المصدر الفلسطيني، ان للدولة اللبنانية دور كبير في ضبط الاوضاع في المخيم، وخصوصا عبر الاتصالات التي خاضتها بعض الأجهزة الامنية والجهات السياسية مع الفصائل، وكشف عن ان الضغط الأوسع كان من قبل أهالي المخيم لإزالة الدشم، ولفت الى ان اسباب المعارك لا تزال موجودة، كما ان المتسببين بها لا يزالون أحرارا، ما يشير الى ان الاشتباك عائد وهذه المرة إن عاد فهو لن يتوقف لأن مجموعات جند الشام غير منضبطة وهي تتصرف من تلقاء نفسها.
قائد القوة الامنية المشتركة اللواء منير المقدح أشرف على الإتفاق وعلى تنفيذه، حيث إنتشرت القوة الامنية بكثافة في منطقة بستان القدس، قرب سنترال البراق، مرورا بمنطقتي عكبرا وطيطبا في الشارع الفوقاني، بالتزامن مع سحب المسلحين من الشوراع والازقة، وتعزيز نقاط القوة الامنية المشتركة، والاهم ازالة الدشم وفك المتاريس في الشارعين الفوقاني والتحتاني ومنطقة الطوارىء.
حركة فتح خسرت في الاشتباكات الاخيرة في عين الحلوة 8 عناصر وأصيب لها 50 عنصرا في 5 جولات، ومن ناحية جند الشام فهناك تكتم على الخسائر، كما ان حركة فتح تتكم على عدد قتلاها لان الامر سيثير ضجة في كل مخيمات لبنان.