زار وفد من جمعية "معا نعيد البناء " اللبنانية - السويسرية متحف جبران خليل جبران في بشري، ضمن زيارة "الحج في لبنان"، وكان في استقباله رئيس بلدية بشري انطوان الخوري طوق، رئيس لجنة جبران الوطنية طارق الشدياق، نائب رئيس اللجنة جوزيف فنيانوس والابوان مارون عطاالله وهاني طوق. ورافقهم في اروقة المتحف رئيسة اللجنة والمرشدة السياحية ساميا جعجع.

بعد الجولة القى الشدياق كلمة بالفرنسية، رحب فيها بالحضور في متحف جبران بين رسومه وكتاباته، وشدد على "اهمية العيش معا وعدم اقتصار ذلك بالتعابير بل بالاعمال كما يقول جبران".

وأضاف: "ان السلام الاجتماعي ينقصنا في هذه الزاوية من العالم في الشرق وخصوصا في لبنان، وذلك يرجع لان الاغلبية تعتبر نفسها انبياء، وضمن هذا الاطار يقول جبران لماري هاسكيل في رسائله لها: ان اقصى امنيات الروس "القداسة"، الالمان "الفتح "، الفرنسيين ان يكونوا اهم الفنانين، الانكليز ان يكونوا اهم الشعراء، اما الرجل الشرقي ان يكون "نبيا".

وتابع: "ان فكرة العيش معا لا تلد مع الكائن البشري بل يحصلها عبر مجهود فكري متواصل، ولكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه: هل يمكننا العيش معا بمساواة ضمن الاختلاف؟".

وختم: "ان التعددية والتنوع الثقافي والديني هو الذي ميز لبنان عبر الوقت، والذي يختلف لبنان فيه عن الشرق ويقترب فيه من البلدان الاوروبية. لذلك علينا دائما العمل على توحيد الاختلاف والقبول به عبر احترام الاخر المختلف".

تبعه رئيس البلدية طوق الذي تحدث عن "غنى التنوع اللبناني الذي عبر عنه جبران بغنى روافده الثقافية شرقا وغربا بحيث عولم الوجوه والاماكن والقضايا في بشري ولبنان والشرق".

وأضاف: "لعل جبران من اوائل القائلين بالوحدة بين الاديان، اذ اعتبر الديانات جميعها كالاصابع في اليد الواحدة. فوحدة اللبنانيين في عاداتهم وتقاليدهم وتراثهم عبر التعدد والتنوع الديني والثقافي، فنحن لسنا اعراقا وشعوبا مختلفة انما اذواق وثقافات ومشارب متنوعة".

وختم: "يبقى جبران صورة لبنان البهية التي نرسلها الى العالم بدلا من التمزق والانقسام، فلبنان هو بلد جبران، وجبران الارض كلها وطنه والعائلة البشرية عشيرته، ومن الضعف ان ينقسم الانسان على ذاته وان تتجزأ الارض الى ممالك وامارات، فالانسان هو أخ الانسان أحب ذلك او لم يحب".

والقى المحامي الكسندر نجار محاضرة بالفرنسية تحت عنوان "جبران بين الشرق والغرب"، عرض فيها حياة جبران في بشري وفي الولايات المتحدة، واهم كتبه ولوحاته. واعتبر "ان فكر جبران هو نتيجة تأثره بالشرق والغرب معا، فجبران هو تحديدا رمز الوحدة بين الشرق والغرب، فحياته وكتاباته تجسد ذلك".

وتحدث عن نزعة جبران الشرقية التي اتت من طبيعة بشري والوادي المقدس وكانت لوحاته وكتاباته تجسيدا لها.

من بعدها انتقل الوفد الى محلة مار جرجس في بشري، حيث شاهدوا الغروب، ثم انتقلوا الى المطعم الذي اولمت فيه بلدية بشري على شرفهم .