hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

مؤسسات وسط بيروت تشكو الركود بعد التخريب

السبت ١٥ آب ٢٠١٥ - 07:38

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

المشهد اليوم في وسط بيروت التجاري لا سيما بعد اعمال التخريب والشغب الذي شهدها منذ السبت الماضي، مأسوي بكل المقاييس. ففي جولة ميدانية يظهر لأم العين خلو الشوارع من المارة، واقفال المحال التجارية وباقي المؤسسات بعد الثالثة من بعد الظهر، فيما اصحابها او من يعمل فيها يجلسون منذ ساعات العمل الاولى وراء مكاتبهم او امامها بانتظار الفرج، وذلك في دلالة على مدى تراجع اعمالهم أو انعدامها.

وفي هذا الاطار، التقت صحيفة “المستقبل” عددا من اصحاب مؤسسات الوسط التجاري بيروت، حيث أكدوا ان الاعمال شبه معدومة، وهي في الحضيض. واشاروا الى ان اعمال الشغب والتكسير، أدت الى ابعاد الناس خوفا من المنطقة، والى هروب السياح خصوصا الخليجيين.

وحذر وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم في تصريح لـ”المستقبل”، من تأثير ما يحصل من اعمال تخريب في وسط بيروت بشكل كبير على الاقتصاد الوطني، متوقعا ان ينعكس ذلك تراجعا في نمو الناتج الوطني بحدود نصف في المئة في العام 2015.

أما رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، فأكد ان الاحداث الاليمة التي قام بها المندسون في التظاهرات، ادت الى تراجع الحركة التجارية أكثر من 80 في المئة في الوسط التجاري، وكذلك الى ضرب موسمين (موسم الصيف وموسم عيد الاضحى) بحجر واحد.

وفي سياق متابعة تداعيات اعمال التخريب في وسط بيروت، التقت “المستقبل” عددا من المعنيين في هذا الموضوع لا سيما العاملين في هذه المنطقة. وفي هذا الاطار قال شماس: “ان تجار بيروت من بين الهيئات الاقتصادية تؤيد المطالب المحقة للمجتمع المدني حول الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاصلاحية، لا سيما ان الهيئات كانت اول من بادر منذ سنوات في هذا الصدد. كما اعتبرت ان حرية ابداء الرأي مصانة بالدستور شرط ان تبقى سلمية وحضارية ولا تخل بالانتظام العام”.

واضاف: “ان الخروج عن هذه الاصول والضوابط من قبل بعض المندسين، أدى الى توجيه ضربات قاسية الى الدورة التجارية بشكل خاص والنشاط الاقتصادي بشكل عام، بما ان وسط العاصمة هو واجهة بيروت ونقطة استقطاب للبناني والعربي والاجنبي»، مشددا من ان اي اساءة لهذه المنطقة تنعكس ارتداداتها على مختلف القطاعات وسائر المناطق.

واكد شماس ان “القطاع التجاري في وسط بيروت يعول على آب وخاصة الثلث الاخير منه، لانه في هذا الثلث الاخير تبدأ عودة المصطافين في لبنان الى بلدانهم ومعها ترتفع معدلات التسوق من المحال والمراكز التجارية”. وقال: “هذه الفترة، تحديدا من 21 آب هي التي خسرها الاقتصاد اللبناني هذه السنة، وهي كان يعول عليها لاعادة التقاط الانفاس، خصوصا بالنسبة للقطاعات الاقتصادية المعنية بالسياح وغير المقيمين، ما يرفع فاتورة الفلتان الذي شهدته العاصمة ما بين 5 في المئة و10 من نشاطها السنوي”.

واشار الى ان “عيد الاضحى المبارك لم يعد يفصلنا عن حلوله سوى 3 اسابيع، وقد علمنا من عدد كبير من الزوار الخليجيين انهم لم يكتفوا بالاستجابة الفورية لتعليمات حكوماتهم بمغادرة لبنان، بل انهم قاموا بالغاء حجوزاتهم التي كانت قائمة في عيد الاضحى وغيروا وجهات سفرهم الى اماكن اخرى”، لافتا الى ان النتيجة المباشرة للفوضى العارمة التي تسبب بها المندسون اصابت موسمين (موسم الصيف وموسم عيد الاضحى) بحجر واحد.

وأكد شماس تراجع الحركة التجارية في وسط بيروت اكثر من 80 في المئة، وهذا الامر انسحبت مفاعليله على كافة القطاعات والمناطق بنسب متفاوتة.

وفي جولة في وسط بيروت ظهر بشكل جلي تراجع حركة السيارات والمارة في هذه المنطقة التي كانت تعج بالحياة، فيما معظم اصحاب المؤسسات او العاملين فيها كانوا يجلسون وراء مكاتبهم او يقفون في الشارع امام مؤسساتهم بانتطار الفرج.

المسؤول الاداري عن محال بن معتوق، اكد لـ”المستقبل” التراجع الكبير للمبيعات جراء التظاهرات اليومية واعمال الشغب والذي اخاف الناس وجعلهم يبتعدون عن وسط العاصمة. وقال: “نحن في الايام العادية اعمالنا منخفضة بشكل كبير اما اليوم فانها شبه معدومة»، لافتا الى ان اوضاع المؤسسات متشابهة، وهذا يمتد الى كل انحاء الوسط التجاري”.

مهى سيد صاحبة محال لبيع الألبسة، قالت لـ”المستقبل”: “الاقفال بالنسبة لنا اليوم اصبح افضل من الاستمرار»، مؤكدة ان توقف المبيعات بشكل نهائي بعد اعمال الشغب، وهذا يضعنا على حافة الاقفال”.

الا ان سيد اكدت “انها ستستمر في وسط بيروت مهما كلف الامر، لانها في هذه المنطقة منذ الستينات ولن تتركها”.

أما طارق بو غنام، الشيف المسؤول عن مطعم دايلي بوتيك، قال لـ”المستقبل”: “اليوم وبعد حفلة التكسير نعاني من جمود قاتل، لا أحد يتردد على المنطقة ما ينذر بتطور امورنا بشكل سلبي”، متمنيا ان “تنتهي هذه الاحداث المؤلمة، وان يعي أهل السياسة مصالح البلاد والعباد والتوجه فورا لانتخاب رئيس للجمهورية واعادة الحياة الى المؤسسات لتلبية مطالب الناس”.

سليمان الهدى، المسؤول عن فرع منتجات “بوما” الرياضية، قال لـ”المستقبل”: “الاعمال قبل التظاهر والتكسير سيئة جدا، وبعدها معدومة”. واكد ان الوضع لم يعد يحتمل ليس بالنسبة لنا فقط انما لكل المؤسسات التي تعمل في وسط بيروت، محذرا من ان يؤدي ذلك الى اقفال عدد كبير من المؤسسات في الوسط.

  • شارك الخبر