الحدث - حـسـن ســعــد
النفايات من حولكم والسلطات من أمامكم والانتخاب سلاحكم
السبت ١٥ آب ٢٠١٥ - 06:07
نظرياً، اتفق اللبنانيون شعباً وحكومة على أن لمعالجة أزمة "النفايات" منطلق أساسي - يفوق كل الآليات والوسائل أهمية - هو نشر ثقافة "فرز النفايات من المصدر"، أي من الشعب، والتشجيع على ممارستها.
واقعياً، يبدو أن معظم اللبنانيين غير مقتنعين، حتى اليوم، أن ما ينطبق على "فرز النفايات من المصدر" ينطبق بالتمام والكمال على "فرز السلطات من المصدر"، أي من الشعب عبر الانتخابات، رغم أن في لبنان "ثقافة" ديمقراطية عريقة، راسخة ومكرّسة في الفقرة "د" من مقدمة الدستور اللبناني، والتي تنص على أن "الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية".
المفارقة، أن "نعمة" الانتخابات "مُعطّلة" رسمياً، وفي الوقت نفسه "مُهمَلة" شعبياً - بإستثناء بعض الجهود المشكورة من جمعيات مدنية - وهناك على المستويين الرسمي والشعبي من يشتكي أن في البلد "نفايات سياسية".
يا شعب لبنان "العظيم": النفايات من حولكم والسلطات من أمامكم والانتخاب سلاحكم، فليكن هدفكم الضغط لإقرار "قانون انتخابي جديد" يليق بطموحاتكم ويعيد إليكم حقكم في "فرز السلطات من المصدر"، عبر صناديق الإقتراع لإنتاج من يُمثلكم لا من يُمثّل عليكم.
يا مسؤولي لبنان: الشعب من أمامكم والدستور بين أيديكم والديمقراطية خلاصكم، فلتكن براءتكم من خلال الإسراع في إقرار قانون انتخابات جديد على نيّة الخضوع لنتائج "الفرز الانتخابي من المصدر الشعبي"... كي يتوقف الفراغ وينتهي التفريغ؟.
وإذا كان العيش الصحّي من الحُكم النظيف، فإن الدولة الخالية من الانتخابات تملؤها النفايات، السياسية وغيرها.
أخبار ذات صلة
