hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

إبراهيم في العيد الـ70 للامن العام: لا مكان في مهماتنا الأمنية للتراجع

الخميس ١٥ آب ٢٠١٥ - 16:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وضع المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم إكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الأمن العام، لمناسبة العيد السبعين للأمن العام، وعلى وقع نشيد الشهداء الذي عزفته موسيقى الأمن العام، خلال احتفال رمزي أقيم قبل ظهر اليوم في باحة المديرية في محلة المتحف، في حضور عدد من الضباط.

وقال في كلمة وجهها إلى الضباط: "نحتفل اليوم بالعيد السبعين للمديرية العامة للأمن العام على وقع إرتفاع حرارة الأزمات الإقليمية، وإنعكاسات التطورات الدولية وتأثيرهما الواضح على لبنان الذي يعاني، ويا للأسف، من إستمرار الفراغ الرئاسي والشلل في بعض الإدارات والمؤسسات، أضف إلى ذلك تصاعد وتيرة التحديات الامنية والإرهابية التي تفرض علينا مواجهة خطرها وإحتوائها وشل مفاعيلها.

إن إصرارنا على الإحتفال بعيد الامن العام ولو بالحدود الدنيا وملف رفاقنا العسكريين المختطفين لم يقفل بعد، لا يعني بحال من الأحوال القفز فوق الواقع الدقيق للبنان الذي وقع على خط الأزمات والإهتزازات التي تعصف بالمنطقة، بل لنؤكد أننا أمام مسيرة زاهرة لمؤسستنا، عمرها من عمر الوطن، ساهمت ولا تزال في حفظ الأمن، صانته بالدم والعطاء والتضحية والخدمة الجادة الهادفة لكي ينعم اللبنانيون بما هو حق لهم علينا".

وأضاف: "للإحتفال هذه السنة ميزة خاصة تتمثل في نجاح رؤيتنا التي وضعناها عام 2011، فاستطعنا أن نكون مؤسسة الوطن لكل الوطن، لا أن نكون مؤسسة في الوطن. وإنجازاتنا ليست منة على أحد بقدر ما هي واجب أديناه للعلى من أجل اللبنانيين، فكنا على الحدود كما في الداخل، فكان الآداء والمناقبية سمة المؤسسة وسلوك عسكرييها".

وأكد "أن سلسلة النجاحات المتراكمة حققناها بحكمة التخطيط، والتصميم في الاداء والتنفيذ، والقوة في مواجهة عدوي لبنان: إسرائيل والإرهاب. الرؤية الإستراتيجية التي وضعناها مذ تبوأنا مركز المسؤولية أثمرت إنجازا تلوى الآخر وعلى كل المستويات الأمنية والخدماتية. أما الإخفاقات فهي ليست مدرجة في قاموسنا، لأننا نتحرك تحت سقف القانون، ولأن حماية لبنان واللبنانيين هو هدفنا الدائم ومهمتنا الرئيسية. هكذا سنستمر من دون أن نتطلع إلى المساجلات العقيمة التي صارت تستنزف البلد، ولا أحد يتنبه إلى أننا نقاتل باللحم الحي وفي كل الإتجاهات، والكل يتجه إلى الهاوية ولم يستشعروا بعد أن لبنان كله في عين الإعصار الذي يلف المنطقة".

وتابع: "لا مكان في مهمتنا الامنية لكلمة تراجع أو إستسلام، ولا في قسمنا مفردات الرضوخ والإنهزام، ولا في عملنا الخدماتي التقصير أو الفساد، بل في وجداننا القانون وكرامة اللبناني وحقه في العيش بسلام واستقرار. ونحن نحتفل بهذه المناسبة ككل عام لنؤكد للبنانيين أن الامن العام ليس الوهم والسراب، بل الواقع والرجاء، الامن العام ليس الشك والظن، بل الحقيقة واليقين، الامن العام ليس التردد والضعف، بل القوة والعزم. في اختصار، نحن الإرادة التي لا تجف في سبيل الدفاع عن الأرض والحفاظ على الكيان، ومواجهة الخطر الذي يدهمنا على إمتداد حدودنا في الجنوب والشرق، مع عدوين لا يعرفان لقيم الإنسانية والحق والسلام أي طريق".

وخاطب العسكريين: "أحصروا همكم ومهماتكم بالإنضباط الوطني الجامع على مساحة الوطن، فسلامة الحدود تعني الاستقرار الداخلي، والإستقرار الداخلي يعني العيش بأمان اجتماعي، وهذا لن يكون إلا بوعي حقيقي لخطر الاستباحة اليومي لحدودنا من اسرائيل، ولخطر اصحاب الدعوات التكفيرية، وهما عدوان ما ميزا يوما بين أي لبناني، قتلوا أهلنا وخطفوا أعزاء من بيننا، لا يترددان في إشعال الداخل متى استطاعا الى ذلك سبيلا".

وقال: "كنا وسنبقى على قدر التحديات التي تواجه بلدنا، لأننا مسؤولون أمام الوطن والناس، ونعاهدهم أننا سنتابع مهماتنا وننفذ ما هو مطلوب منا بمنتهى الشجاعة والإقدام والإندفاع من دون أي تردد، مدركين أن قسمنا وولاءنا ممهورين بالدم. نحن نعرف أن تحقيق ما أنيط بنا من صلاحيات يستلزم عملا فعالا وجهدا وطنيا جامعا من كل شرائح الوطن، لكن الفراغ في المؤسسات والسجالات يجب أن تشعرنا بمسؤولية مضاعفة للإستمرار في الدفاع عن لبنان، لأن الأمن العام وكل القوى الرسمية الأخرى، هم خط المواجهة الأول عن لبنان، إذا سقطوا سقط الوطن والكيان.

قناعتنا هي العيش الواحد لكل اللبنانيين لا عيشا مشتركا، لأن الشراكة تعني تقاسما لا نريده، لأننا ملتزمون بلبنان الواحد. ولا مكان في مؤسستنا للفئوية والطائفية والمذهبية، ولا مكان للنفعية والإنتهازية والسمسرة والفساد أو التمييز، وسمتنا ستبقى القانون والحق والعدالة والشفافية. لقد كان وسيبقى القانون تاجا لحماية وصون حقوق اللبنانيين، وسنبقى أشداء على أعداء وطن الرسالة والثقافات المتعددة".

ورأى أن "المصاعب والشدائد التي نمر بها، والتردي السياسي والإقتصادي والإنقسامات الأفقية والعمودية التي تحكم يومياتنا، كلها ملفات جعلت البلد جسدا مريضا منهكا. الجنوب ساحة مفتوحة للعدوان الإسرائيلي وانتهاكاته، أما الحدود الشرقية فقد صارت بوابة عريضة لرياح الفتنة والقتل والخطف والأعمال الارهابية. وعلى الرغم من ذلك فقد واجهنا، متحدين مع باقي القوى الرسمية، فحققنا انجازات نوعية على مساحة لبنان، وهذا لم يتحقق إلا بفضل اندفاعكم في العمل وتفانيكم وتضحياتكم".

اضاف: "في احتفالنا هذا يجب أن نتصارح لنتصالح، فالمديرية حققت الكثير من مخططها التطويري، لكن هذا لا يكفي. أمامنا المزيد من العمل والتحديث على كل المستويات الإدارية والأمنية، وسنعمل في السنوات المقبلة جاهدين لتحقيق ما نصبو اليه، وأي نقص في الإمكانات لن يمنعنا من أن نكون مؤسسة الوطن الواحد. وإني واثق بأنكم لن تبخلوا بالغالي قبل الرخيص للمحافظة على لبنان وأهلكم جميعا.
باسمي وباسمكم استذكر بإجلال وإكبار أرواح شهداء لبنان من المؤسسات الأمنية والعسكرية الذين سقطوا من أجل لبنان، وأحيي رفاقكم الأبطال المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية، وستبقى قضيتهم همنا اليومي حتى تحريرهم وعودتهم إلى عائلاتهم ومؤسساتهم ووطنهم.

وختم: "باسمي وبإسمكم نعاهد لبنان واللبنانيين على تقديم القانون على الأهواء والفئويات المريضة، والإنتماء إلى الوطن على العصبيات الجاهلية. لن نبخل بشيء أيا كان لنستحق القول إننا رجال الأمن العام، رجال الأفعال لا الأقوال".
 

  • شارك الخبر