hit counter script
شريط الأحداث

علامات في طريق المهاجرين: قوارب موت وجروح وغاز مسيل للدموع

الخميس ١٥ آب ٢٠١٥ - 10:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كانت الصدمة لا تزال تهز كيان مهندس تكنولوجيا المعلومات السوري حسن ذي الثلاثين عاماً بعدما أرغمه المهربون على قيادة زورق محمل فوق طاقته، برفاقه من المهاجرين من تركيا إلى اليونان.
وقف حسن في طابور ينتظر حافلة تنقله إلى داخل المجر، وهو يحمل ابن أخته الصغير على ظهره، بينما كان رأس الصغير ملفوفاً بضمادة بعدما جرحته الأسلاك الشائكة، وهو يحاول مع أسرته العبور من صربيا إلى دولة في الاتحاد الاوروبي.
كان الولد ذو الثلاثة أعوام قد انتصب واقفا وهم يزحفون عبر أسلاك شائكة ملفوفة أقامتها المجر على حدودها الجنوبية في محاولة لمنع موجات من اللاجئين من الوصول إلى غرب أوروبا.
وعادت الأسرة أدراجها، لكنها وجدت مثل الآلاف من غيرها طريقا آخر للدخول تحدت به العوائق التي كدستها في طريقها دول أوروبية تشكو من أنها تتعرض للاجتياح.
وخاض حسن الرحلة الشاقة المحفوفة بالمخاطر من حماة في سوريا مع شقيقته وزوجها وابنيهما، (الصغير في الثالثة والأكبر في الخامسة من العمر) طلبا للأمان والعيش في ألمانيا.
وقال حسن «القنابل تنزل علينا كالمطر هناك. «داعش» والجيش السوري... الموت مجاني في سوريا». وأضاف: «جئنا ليلا واستسلمنا لشرطة الحدود المجرية. لكن الناس كانوا كثيرين، ولم تشأ الشرطة أن تسمح لنا بالعبور ... لذلك حاولنا القفز على السياج«.
وعندما جرح الولد الصغير رأسه، مسحوا الدم وضمدوا الجرح، لكنهم لم يستطيعوا معالجة الجرح الذي انفتح بطول خمسة سنتيمترات تقريباً، وخافوا أن يصاب بعدوى.
وهكذا عثروا على فجوة في السياج حيث كان قطار يعبر الحدود قديما على خط سكة حديد لم يعد يعمل، وساروا عبرها وانضموا إلى مجموعة من المهاجرين على الجانب المجري كانوا ينتظرون أن تنقلهم حافلة تابعة للشرطة إلى مركز استقبال قريب.
وأثناء انتظار الحافلة روى حسن حكايتهم. وقال: «أخذنا الطريق المعتاد. وأخذنا مهرب إلى تركيا حيث دفعنا المال لفنادق على امتداد الطريق. ثم أخذنا قوارب الموت» في إشارة إلى الأعداد الكبيرة من المهاجرين التي تغرق عندما تنقلب بها زوارق متداعية محملة بأعداد من الركاب تفوق طاقتها.
وأضاف أن المهربين طلبوا من 50 شخصا في مكان ما قرب إزمير في تركيا أن يركبوا زورقا، لا يمكن أن يحمل أكثر من 40 شخصاً بأي حال من الأحوال لينقلهم إلى ميليتيني في جزيرة ليسبوس اليونانية.
وتابع حسن: «عندما قال العشرة الباقون إنهم لم يستطيعوا الركوب أطلق المهرب النار في الهواء من مدفع رشاش، وصرخ فينا أن نذهب ونركب الزورق. اعتقدنا أنهم سيرسلون أحدا لقيادة الزورق لكنهم لم يفعلوا ذلك. بل طلبوا مني قيادته. وقدت الزورق. كانت تجربة مخيفة للغاية»ـ لافتاً إلى أن كلاً منهم دفع 1150 دولارا من أجل الرحلة البحرية، ونصف ذلك المبلغ للطفلين.
وسجل عدد المهاجرين بحرا إلى اليونان من تركيا مستوى قياسيا، إذ بلغ 50 ألفا في تموز وحده.
وبعدما أمضوا ثلاثة أيام في اليونان حيث وجدوا الطعام والخيام، عبروا الحدود إلى مقدونيا في الوقت الذي بدأت قوات الأمن محاولة لغلق الحدود الجنوبية. وقال حسن «الشرطة ضربتنا وأطلقت علينا الغاز«.
وفي النهاية دخل أكثر من 5000 مهاجر صربيا يوم الأحد الماضي، بعدما سمحت لهم مقدونيا بالمرور. ووصلت هذه الموجة من المهاجرين، وهي الأكبر من نوعها هذا العام إلى المجر، ومن المنتظر أن تتزايد الأعداد مع تطور شبكة المهربين.
وقال حسن «كل شيء على الانترنت. توجد صفحات على «فايسبوك» بالعربية، يمكن أن تجد فيها كل المعلومات. أرقام هواتف المهربين في كل بلد. بل تجد آراء (المستخدمين) عما إذا كانوا مهربين طيبين أو أشرار». وأضاف: «المهرب الطيب هو الذي يعبر بك. أما المهرب الشرير فقد يأخذ أموالك أو يخطف الناس. المهربون مثل المافيا«.
(رويترز)
(المستقبل، 27/8/2015، ص17) 

  • شارك الخبر