hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - المحامي لوسيان عون

ما هو الهدف التالي: النفايات؟ الحكومة؟ أم النظام؟

الخميس ١٥ آب ٢٠١٥ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فرح اللبنانيون حين زفّ خبر عزم حركة "طلعت ريحتكم" على التصدي لمماطلة الحكومة في معالجة النفايات، وواكبوا انطلاقتها الاولى، داعمين مطالبها المحقة، بعضهم أمل خيراً والبعض الآخر ولا سيما من واكب أحداث العام 1975 وما بعد وعايش محاذير تحركات واعتراضات مماثلة لما وصلت اليه الامور من انفلات لزمام المبادرة وتحوّلها الى مشاريخ أخرى منها السياسية ومنها الامنية التخريبية وحتى الارهابية.

في المبدأ، الشريحة الكبرى من اللبنانيين تبنوا طروحات الفئة الشبابية التي أسست التجمع ولم يكونوا قلة الذين دعموها عملياً في الميدان.

لكن كثر لم يدركوا ما في السواهي دواهي، وكم من المخربين والمافيات ينتظرون "على الكوع" لتصفية حسابات ليجدوا في التحرك ممراً ومعبراً للولوج الى تنفيس احتقانهم وأخذ الثأر وتسجيل المواقف على النحو الذي حصل ايام السبت والاحد الفائت.

فالمراقبون تنبهوا الى أن معظم منظمي التحرك كانوا دون الاربعين من العمر، لم يكونوا شهوداً على مسار الاحداث في لبنان وخفاياها وتعقيداتها، فكم من تحرك أجهض وكم من جهاز مخابرات ينمو في لبنان، وكم من دولة تستخدم الساحة اللبنانية لمواجهة خصومها، وكم من حركة وحزب وتجمع وتظاهرة  تم اختراقها فأجهضت أهدافها وتحوّلت الى ساحة قتال حقيقية

فمنظمو "طلعت ريحتكم" من المسالمين، والمشاركون الاساسيون ايضاً، لكن باب الاشتراك فتح للعامة أجمعين، ولا أحد بامكانه منع اي كان من النزول الى مكان الاعتصام، وهذا كان كاف لتسلّل العشرات ممن قد تكشفهم التحقيقات قد أتوا ينفذون اجندات سياسية مختلفة، منهم من يضمر حقداً على الرئيس رفيق الحريري، ومنهم من ينوي منذ سنوات تحطيم وسط بيروت معتبراً أن الرئيس الحريري هو من بناه، ومنهم من اعتبر أن الرئيس تمام سلام "داعشي" بامتياز وقد وجب اقالته بشتى الطرق السلمية وغير السلمية، ومنهم من رأى أن الانقلاب على النظام واجب واقالة الحكومة واجب ايضاً والدليل الشعارات التي أطلقت في التظاهرة الداعية الى اسقاط النظام برمته، ولا تخيب ذاكرتنا ان عدنا الى الوراء تحديداً وسائل اعلام قوى الثامن من آذار سوى شاهد على الحملات الشديدة اللهجة الداعية لاسقاط النظام والدعوة الى مؤتمر تاسيسي للكيان والنظام.

قد يشبه ما حدث محاولة انقلاب فاشلة لم تعطي نتائجها المرجوة، اذ بدأ الاعتصام محصورأً بازمة النفايات وبلغت المطالب الاطاحة بالنظام برمته مترافقة مع حملة منظمة أدت الى تحطيم المحلات التجارية والآليات العسكرية واشارات السير والعوائق وقذف قوى الامن بقنابل المولوتوف المجهزة في الاماكن الخاصة.

هل مرّ القطوع؟ وهل سلم النظام؟

انها لحظات حاسمة في تاريخ الجمهورية الثانية التي تحاول التقاط انفاسها، وقد بلغ الانقلاب آخر رمز للشرعية – أوله بعد القصر الجمهوري نظرأً للفراغ ن ولو سقطت السراي بيد الانقلابيين لكان بحث آخر، لعدنا الى 13 نيسان 1975، حين هجر الضباط والعسكريين ثكناتهم والتزموا بيوتهم والبعض الآخر التحق بجبهات القتال، وعمت الفوضى، ونهبت بالمؤسسات الحكومية والادارات الرسمية، وفرغت قصور العدل من قضاتها وكتابها وموظفيها، وعمت أرجاء لبنان اصوات القذائف والصواريخ والرصاص،

فان كان هذا المشهد اليوم يراود بعض حكامنا، لهي جريمة بحق الوطن،

ولا يظنن أحد في الحالة تلك أن يقرّ قانون انتخاب،

ولا أن تتم انتخابات عصرية ديمقراطية،

ولا أن ينتخب رئيس لا من الشعب ولا عن طريق التعيين ولا عن طريق التنصيب،

ولا تشكل حكومة،

وحده صوت المدفع سيطغى على صوت الرصاص،

ووحده العدو الاسرائيلي كما داعش والنصرة هم المستفيدون من الفراغ الشامل...

خافوا الله يا حكام لبنان ... انه سيف ذو حدين في ايديكم في لعبة الامم القذرة التي لا ترحم أحداً

  • شارك الخبر