hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - كبريال مراد

عون يطلق اليوم خريطة الحل: شرعية المجلس اولاً

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٥ - 07:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تتجه الأنظار الحادية عشرة قبل ظهر اليوم الى الرابية، حيث يرتقب المؤتمر الصحافي الذي يعقده رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، وسط معلومات ل"البلد" عن انه سيكون عالي السقف.
في الواقع، وكلّما اعتقد المتابعون أن رئيس تكتل التغيير والاصلاح استنفذ خياراته وفرغ من رصاصاته السياسية، اذا به يخرج من جعبته طرحاً جديداً يحرّك من خلاله لأيام واسابيع مياه البحيرة اللبنانية الراكدة، بين مؤيّد ورافض.
 منذ اشهر، ورهان البعض على أن قيادة الجيش ستكون آخر معارك الجنرال ، وأنه سيحيل نفسه الى التقاعد بمجرد النهاية السلبية لهذا الملف بعدما بدت العراقيل كثيرة امام وصوله الى رئاسة الجمهورية، ليسلّم بالأمر الواقع القائل بأن النادي السياسي لن يسمح للرجل الآتي من خارجه بالفوز. ولكن، تأتي الأيام لتثبت أن الرجل مستمر في رفع "الشعار القناعة" لديه "اذهب حتى النهاية في ما اؤمن به، فإما انتصر او استشهد، لكنني لا استسلم".
لذلك، وعلى عكس ما يعتقده البعض، لم تنته افكار ميشال عون بعد، وفي ادراج مكتبه في الرابية، وعلى طاولته أوراق يكتب عليها بيده ما يعتبرها خريطة الحل للأزمة الراهنة.
في الساعات الماضية، شهدت الرابية اجتماعات عدة انقسمت بين مسارين، الأول يأتي في سياق استكمال التهيئة لانتقال السلطة الحزبية، والتي ينتظر على صعيدها اعلان الاسمين اللذين سيشغلان نيابة الرئيس، ليشكلان السيبة القيادية مع جبران باسيل، والثاني يهدف الى الإبقاء على جهوزية القاعدة لمواكبة معركة الشراكة من داخل المؤسسات وخارجها.
من هنا، عقد عون مساء الاثنين اجتماعاً مع منسقي المناطق وخلية الأزمة التي شكّلها منذ اسابيع وطلب منهم الابقاء على استنفارهم للاستجابة لما تقرره قيادة التيار من النزول الى الشارع في مسيرات او اعتصامات مركزية، او تحركات نوعية تبقيها الرابية للوقت المناسب، لاسيما أن الأسبوع الحالي على موعد مع اكثر من استحقاق حكومي وسياسي، قد يتطلّب أكثر من مجرد المواجهة من على طاولة مجلس الوزراء.
امام شعار "تعرفون الحقيقة والحقيقة تحرركم"، سيجلس عون في الباحة الخارجية لدارته محاطاً بأعضاء تكتله، ليطلق "خريطة الحل" ومفادها تعالوا الى الانتخابات النيابية. في الساعات الماضية، عمل عون على تنقيح "مبادرته" قبل أن يتولى القيمون على مكتبه الخاص طباعتها وتحضيرها للتوزيع عقب المؤتمر. وبحسب معلومات "البلد" فإن ما سيطرحه عون اليوم سيكون وفق المسار التالي:
1- قانون انتخاب جديد يعتمد التمثيل النسبي ويؤمّن المناصفة التي نص عليها الدستور.
2- انتخابات نيابية تسهم في إعادة تكوين السلطة وتعيد الى البرلمان شرعيته الشعبية المفقودة بعد تمديدين.
3- انتخابات رئاسية من قبل المجلس النيابي الشرعي.
4- حكومة تتشكّل بحسب تمثيل الكتل البرلمانية.
هو المفتاح المناسب بحسب عون للباب الموصد على الحلول منذ العام 2013. فقد فرض انتظار ما سيؤول اليه صراع المحاور إبقاء الوضع على ما هو عليه في لبنان، من خلال قطع الطريق على إعادة تكوين السلطة التي تعيد فرز القوى وتوزيعها. وعلى قاعدة أن تأتي متأخرة افضل من ان لا تأتي ابداً، يريد عون من خلال ما سيطرحه قبل ظهر اليوم اللجوء الى الوسيلة المتعارف عليها في الأنظمة الديموقراطية خلال الأزمات، وهي الانتخابات النيابية التي وبحسب رأيه، تعيد تداول السلطة الى شرايين الحياة الديموقراطية اللبنانية.
يقول العارفون إن عون سيقرع الباب اليوم آملاً في أن يفتح الافرقاء السياسيون آذانهم على سماع ما سيقول، فيلتقي الجميع على أرضية مشتركة تعيد الزخم الى الحلول اللبنانية في الأمد القريب، بدل انتظار اسقاطات "التفاهم النووي" بعد بضعة اشهر.
وعلى هذا الصعيد، هناك من يعتبر أن أولى قطرات اتفاق فيينا ستسقط على لبنان مع فصل الشتاء، بعد أن يكون الاتفاق قد مر على مشرحة الكونغرس الأميركي وغربال القوى الإقليمية والدولية. عندها، سيعود أعداء اليوم الى الجلوس معاً، وستضطر الرياض الى أخذ المسؤولين الإيرانيين في الاحضان في سياق خريطة الطريق الإقليمية لطي صفحة الخلاف المستمر منذ العام 2011.
من هنا، تطرح الرابية التساؤل التالي: من يضمن أن يأتي الحل المصنّع خارجياً في مصلحة لبنان؟ لتجيب بلا أحد. وطالما أن اياً من الافرقاء السياسيين لا يمكنه أن يجزم ايجاباً، لذلك، تعود دوائر الرابية مرة أخرى الى مقولتها المعروفة " إن اقصر الطرق، هي الطرق اللبنانية".
مرة جديدة، يريد عون لصوت صناديق الاقتراع أن يعلو على أي صوت آخر. يؤمن أن الخيارات الفعلية للبنانيين لا يمكن ان تحدد الاّ بالتصويت، فيأتي الحل بلدياً، لبناني الصنع، غير مستورد مع ما قد يعنيه ذلك من ترسبات او تداعيات.
وسط هذا المشهد، هناك من يدعو الى الاتعاظ من التجارب المحيطة. فقبل أشهر، دخلت إسرائيل في ازمة على وقع الالتقاء الأميركي-الإيراني، فكان الحل بالانتخابات النيابية المبكّرة، التي فصلت المقال بين من يؤيّد الإسرائيليون ومن يعارضون. وقبل أيام، دخلت تركيا في ازمة على وقع الانتقال الإقليمي والدولي من استخدام داعش واخواتها الى محاربتها. فكان الحل هناك ايضاً بالانتخابات النيابية. فأذا كانت هذه الدول، وعلى الرغم من ممارستاها الخاطئة، لا تجد غير تداول السلطة طريقاً سريعاً للخروج من المآزق، فما الذي يمنع لبنان من أخذ العبر؟
 

  • شارك الخبر