hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ندوة لحركة أمل في ذكرى تغييب الامام الصدر في جبيل

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٥ - 12:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت حركة "أمل" - إقليم جبل لبنان، في دير سيدة المعونات في جبيل، ندوة لمناسبة ذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر، بعنوان: "لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه"، حاضر فيها راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ومفتي صور الشيخ حسن عبدالله.

حضر الندوة النائبان الدكتور وليد خوري وعباس هاشم، قاضي محكمة جبيل الجعفرية الدكتور الشيخ محمد يوسف عمرو، المسؤول التنظيمي في حركة "أمل" إقليم جبل لبنان الدكتور محمد داغر، المسؤول الاعلامي في الاقليم غازي المقداد وأعضاء قيادة الاقليم وممثلو القوى الامنية والعسكرية والهيئات الرياضية والتربوية وأعضاء من المجلس البلدي في جبيل بيبلوس.

استهلت الندوة بآية من الذكر الحكيم، بعدها ألقى المسؤول التنظيمي في الحركة في جبيل علي خير الدين نوه فيها بمواقف السيد موسى الصدر، وقال: "لقد دأب المجرمون على تغييب أهل الحوار وقادة الرأي وارادة التواصل، لكي تبقى آلة الغدر وسيلة في الصراع السياسي، وكأن الهدف الأول للمؤامرة ضرب صيغة هذا التعايش إثباتا لصحة النظرية الصهيونية من استحالة التعايش بين الأديان".

اضاف: "نعول على الحوار، ونعول على حامل الأمانة دولة الرئيس نبيه بري، لما أوتي من حنكة وحكمة، أن يمد مع المخلصين ومن موقعه ومن حركته جسرا للتواصل، فوحدة لبنان هي الأساس وكل ما عداها إستثناء، ولبنان كما يؤكد الامام الصدر هو ضرورة حضارية للعالم والتعايش اللبناني هو ميزة لبنان الخاصة، وأن السلام لقاء تاريخي محتوم بين المسيحية والاسلام".

والقى المطران عون كلمة قال فيها: "يشرفني أن أقف أمامكم متكلما في الذكرى السابعة والثلاثين على إخفاء سماحة الإمام الملهم والعلامة السيد موسى الصدر الذي طالته يد الغدر والخيانة مع رفيقين له إبان الحرب التي كانت تفتك بوطننا الحبيب لبنان وتقطع أوصاله، بينما كان هو يعمل بوحي من إيمانه وقناعاته الوطنية، وبكل ما آتاه الله من قوة، ليساهم في إنقاذ وحدة لبنان واللبنانيين. هذه الذكرى، التي نحتفل بها بدعوة من حركة أمل - إقليم جبل لبنان، هي عزيزة على قلب كل لبناني يؤمن برسالة التعايش الإسلامي المسيحي كثروة يجب التمسك بها، لأنها تذكرنا برجل من رجالاتنا العظام يبقى بالنسبة لنا جميعا قيمة كبيرة بفكره النير السباق، وبنضاله من أجل أن يكون لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه، ولأنه كان في بني قومه حامل رسالة بيضاء، ساعيا إلى رفع شأن أمته باستنهاضها وبدفعها على طريق التقى والعلم والمساواة في حقوق أبنائها والواجبات، وبدعوتها إلى الثقة بالنفس ومقاومة المظالم اللاحقة بها".

وتناول "نقاط أربع لإظهار ما كان للامام موسى الصدر من دور في إرساء شأن التعايش وفي الكفاح من أجل لبنان موحد على قيم الحب والسلام والتلاقي".

وعن الامام والحوار قال: "في ستينات القرن الماضي، وبمبادرة من الأستاذ ميشال أسمر مؤسس الندوة اللبنانية، اجتمع تحت قبة الندوة وبهدف التفكر معا بالحوار وأهميته السيد الإمام موسى الصدر مع الأب يواكيم مبارك والشيخ صبحي الصالح والأب (المطران فيما بعد) جورج خضر، في حلقات متتالية شكلوا من خلالها باكورة ونموذجا للحوار بين المسيحية والإسلام. فحوارهم تميز بالصراحة والعمق والموضوعية والشعور بالمسؤولية، بعيدا كل البعد عن المسايرة والمساومة والمجاملة وخاصة الخطاب المزدوج التي تشكل كلها عوائق أمام الحوار الصحيح".

ورأى ان "أهم ما أنتجه هذا الحوار هو الوثيقة المشتركة الموقعة من قبل علماء الحوار هؤلاء مع زملاء لهم حددوا فيها ضرورة تعليم الأديان في المدارس بشكل موضوعي، حيث تعرف كل مجموعة عن ذاتها بدل أن يكون لكل منا صورة عن الآخر مبنية على الأفكار المسبقة أو الخاطئة، وإنشاء معهد جامعي للعناية بهذا الشأن. بذلك تتغلب المعرفة على الجهل، والانفتاح على التقوقع، والتفاعل على التباعد، والحوار على الصور النمطية المعلبة". 

وقال: "السؤال الذي نطرحه اليوم، في استذكار الإمام المغيب الذي ناضل من أجل هذه القيم، أين نحن من هذه الأفكار والممارسات؟ وما هي مسؤوليتنا للمحافظة على هذا الإرث وتطويره وتأوينه وجعله ملائما للتحديات الحالية، بحيث يبقى لبنان بلد الرسالة، أي بلد التعددية المتصالحة والمواطنة الحاضنة للتنوع، وهذا تحد كبير في هذه المرحلة بالذات التي تشهد في بعض الأماكن من وطننا ومن شرقنا تناميا للأصوليات وللممارسات التي تقوض الأسس التي تدعم العيش المشترك".

وعن "الإمام ورسالة الأديان الإنسانية"، اشار الى ان الامام أسس حركة المحرومين، التي أصبحت في ما بعد عنوانا لنضال الطائفة الشيعية وانخراطها في الحياة الوطنية العامة. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هذه الحركة انطلقت كحركة وطنية شاملة، وقع على بيان تأسيسها شخصيات تمثل مختلفَ مكونات المجتمع اللبناني، بما فيهم رجال دين ومفكرون مسيحيون".

واعتبر انه "لا يمكن لقيمة التضامن أن تكون مجزأة فتشمل فئة من الناس دون أخرى، لأنها تصبح بذلك عصبية وتفقد قيمتها الإنسانية. وفي إحدى خطبه في شهر رمضان الفضيل، ذكر الإمام الصدر بأن الأديان جاءت لخدمة الإنسان وهو غايتها وسبب وحدتها. أما الابتعاد عن هذا الهدف فهو السبيل للصراع بين أتباعها".

وأسف أن "تكون إحدى نتائج الحرب الأهلية في لبنان الفرز الطائفي وبعض الأحيان الديمغرافي أو الثقافي والاجتماعي. وهذا ما حول في بعض الأحيان قضايا الشأن العام، كالتضامن مع المحرومين والسعي لتحريرهم مسألة طائفية أو مذهبية أو فئوية، وجرد هذه القضايا عن بعدها الإنساني والوطني الشامل. هذا الواقع لا يساعد في بناء الشخصية الوطنية المبنية على الالتزام بقضايا الوطن العامة والتمسك بالقيم الإنسانية الشاملة".

وأضاف: "يدفعنا هذا الواقع للتفكر معا بمسؤوليتنا اليوم للعمل على تبيان القيم المشتركة التي نحن مؤتمنون عليها، كمؤمنين مسيحيين ومسلمين، لإعادة توضيح الصورة فلا تكون قضية الإنسان والإنسانية سببا للتفرقة والخلاف بل مجالا للتعاون وتعزيز الوحدة والتضامن وحمل المسؤولية المشتركة أمام الله الواحد".

وبالنسبة "للامام والحرب الأهلية"، قال: "عندما اندلعت الحرب الأهلية في لبنان، وتم استهداف المواطنين المسيحيين في قرى بقاعية مختلفة، اعتصم الإمام موسى الصدر في مسجد العاملية مطلقا نداءه الشهير: إن كل رصاصة تطلق على دير الأحمر والقاع وشليفا وأهلها، تطلق على صدري وأهلي ومحرابي. رفض الإمام بهذا الكلام رفضا قاطعا كل أشكال الحرب الأهلية والاقتتال بين الإخوة في الوطن الواحد، وتلاقى برفضه هذا مع موقف بكركي وسيدها، ومع عدد من الذين ظلوا مؤمنين بدور لبنان الرسالة، وبرسالة لبنان المميزة بين كافة بلدان المشرق والمغرب، كما سيعلن لاحقا قداسة البابا القديس مار بولس يوحنا الثاني في إرشاده الرسولي "رجاء جديد للبنان". وكم يؤسفنا أن نرى اليوم بأن الرياح جرت باتجاه آخر، وما تمناه الإمام لم يتحقق بل ربما دفع ثمنه بتغييبه، لكي تخلو الساحة للذين لا يأبهون بوصيته ولا يترددون في رفع السلاح بوجه المواطن الآخر خدمة لمصالح أنانية أو تنفيذا لأجندات خارجية".

وقال: "كم نحتاج اليوم في لبنان إلى إعادة توضيح الصورة، والتأكيد على واجب الوطن في الدفاع عن أرضه تجاه أي معتد، وتحريم أي كان من رفع السلاح داخل الوطن أو استغلاله لمسائل تتعلق بالحياة العامة المشتركة وشؤونها".

وعن "الإمام والاختلاف الديني" قال: "في شباط 1975، أسابيع قبل بداية الحرب في لبنان، افتتح الإمام الصدر سلسلة "عظات" الصوم في كنيسة الآباء الكبوشيين في وسط بيروت. ولم يتردد هذا الإمام الكبير من الجلوس في خورس الكنيسة، تحت الصليب، متحدثا لجمهور في غالبيته من المسيحيين عن قضايا الإيمان والقيم المشتركة، وهو مدرك أنه يخاطب مؤمنين وإن اختلفوا في دينهم عنه".

وأكد ان "الإمام لم يخف من الاختلاف، ولم يسأل ماذا سيقول عني المسلمون وأنا أتحدث في كنيسة. لقد عبر بموقفه هذا عن قبوله للاختلاف الديني وللوحدة في الإيمان بالله الواحد والقيم المشتركة في آن".

وأضاف: "إن الوحدة في الإيمان تنبع من قدسية ما نعتقد به. فالإسلام واحد ولو تعددت مذاهبه، وسماحة الإمام كان يفضل في كل حال كلمة مذاهب على كلمة طوائف. فالرسالة منذ بداياتها كانت جامعة، وعندما خرج الحسين في كربلاء، لم يكن خروجه من أجل المطالبة بخلافة أو ملك، ولا من أجل جمع فئة خاصة، إنما هو خرج لإصلاح الأمر وتحقيق الرسالة الجامعة. لذلك، فإن كل تطرف من هذا المذهب أو ذاك، وكل تطرف يخالف في التاريخ هذا المنحى، إنما يصب في غير وحدة المسلمين وفي خارج مصلحتهم. وينسحب الوضع عينه على المسيحيين في التعاطي في ما بينهم كما في تعاملهم مع المسلمين في هذا الشرق والعالم بأسره. المسيحية ليست قومية أصلا بل هي عالمية التوجه والانفتاح على كل الحضارات والشعوب، شأنها في ذلك شأن الإسلام بعالميته وانفتاحه على جميع الشعوب. إن المسيحية هي جزء أصيل من هذا الشرق كالإسلام، وقد كتب عليهما أن يشكلا فيه عنصر التلاقي بين أكبر ديانتين في الدنيا لحسن توجيه المؤمنين من أبنائهما في كل أرض. بهذا المعنى رأينا سماحة الإمام يعلن أن لبنان ضرورة حضارية، وأنه في هذه المرحلة بالذات من التاريخ قد أصبح ضرورة قصوى للعالم، وأن التعايش على مستوى الأمم مرتبط ومتأثر إلى حد كبير بنجاح صيغة لبنان بالذات".

وقال: "كم نحتاج اليوم إلى هذا المثال الذي يؤكد على احترام الاختلاف، وعدم اعتباره حاجزا أمام العلاقات بل حافزا للتواصل وتبادل الخبرات الروحية، كحجاج نسير جميعا على دروب الحياة ساعين لتحقيق مشيئة الله والعيش من بركته ووعده لنا بالخلاص".

وختم: "ومن وحي ما قلناه في الإمام الصدر وانطلاقا من قناعتنا أن لبنان في دعوته السامية هو وطن نهائي لجميع أبنائه ووطن الرسالة في صيغته وتعدده، نوجه نداء من عميق وجداننا، إلى أصحاب القرار في لبنان وإلى القادة السياسيين بمختلف أحزابهم وتياراتهم، كي يعملوا في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ وطننا على استجماع الهمم للنهوض به من هذه الأزمة الخانقة بروح كبيرة من المسؤولية والتجرد والتعالي على المصالح الذاتية والآنية، فيبذلوا ما بوسعهم مع التضحيات اللازمة للخروج من هذا المأزق الذي يهدد لبنان في جوهره. إن الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي أولها عدم انتخاب رئيس للجمهورية وما ينتج عنه من شلل في الدولة على كافة الصعد، كل هذه الأزمات تضربنا في الصميم وتحزن الشعب اللبناني وتفقده الأمل والرجاء بمستقبل زاهر لوطنهم. فلنعمل كلنا معا، إذا كنا لا نزال مؤمنين بوطن الرسالة، كي يبقى لبنان أمام هذه التحديات كلها وطنا نهائيا لجميع أبنائه".

من جهته، قال الشيخ عبدالله نجتمع في مناسبة إخفاء السيد موسى الصدر، وعندما نقرأ الامام الصدر يأخذنا الى سنوات خلت من الغياب، ولكن لا يتوقف بنا الأمر في العام 78 بل الى بدء حركة الامام في لبنان الى الستينات حيث أطلق مجموعة من الشعارات كانت مستهجنة في ذلك الزمان ولكننا اليوم نجد بأنها والخطابات هي ملحة في زمننا المعاصر، ما أحوجنا الى قراءة الوقائع بتجرد عن العواطف الدينية والسياسية ونقرأها بمفهومها الانساني الجامع بعيدا عن التفاوت الديني والسياسي، الامام الذي أراد أن يقرأ الواقع بتجرد عن أي عصبية لأن المشكلة في لبنان ليست مشكلة أديان لبنان يملك من الغنى الديني الكثير، حيث هناك تنوع متميز وفريد على مستوى المنطقة والعالم يعتز به لبنان".

وأضاف: "ان هذا التنوع الديني يشكل غنى للبنان بالرغم من أن المفهوم الديني هو مفهوم غني أيضا أريد أن أؤكد أن التنوع الديني ليس تنوعا طارئا على النسيج الوطني اللبناني، بل كل طائفة لها جذورها اللبنانية بامتياز، لم تكن هناك اتنيات طارئة على لبنان، إنما اناس اعتنقوا الرسالات والاديان وآمنوا بها ولا زالوا، المشكلة في لبنان هي مشكلة إيمان المطلوب من كل من يعتقد برسالة أو دين عليه أن يؤمن بهذه الرسالة التي آمن بها، ان العلاقة الايمانية بالدين للمسلم والمسيحي تخرجه من طوره الانساني الى علاقات اخرى، فلذلك الامام المغيب لم يطلب من أي كان أن يتجاوز بدينه وإيمانه بل عليه أن يتمسك بهما ورفض الامام أن يكون هناك لحظات تعصب ديني الذي تخرج الانسان من الايمان الى الكفر في بعض الاحيان، الم تكن لغة رفض الآخر دينيا هي لغة عصبية أوصلت بعض الأحيان الى تكفير الآخر حتى في الدين الواحد، هذا أمر وعى له الامام المغيب في وقت كان الجميع يفكر بأن المحاصصة السياسية على أساس ديني هي رؤية سياسية بإمتياز، ولكن اليوم تبين بأن خلاص لبنان لا يكون إلا بالعدالة الاجتماعية على مستوى الوطن".

ورأى أن "المطلوب أن نؤمن ببعضنا البعض كما نحن دون أن نعترض على الآخر بل علينا أن نتقبله، ان الامام المغيب أدرك بأنه لن تقوم دولة من دون عدالة فطلب من القيادة السياسية أن تعدل قبل فوات الآوان، فالعدل أن تكون منصفا لأصحاب الحقوق مسلما كان أم من غير دين، لذلك أطلق السيد موسى حركة المحرومين بعيدا عن تمايز طائفي، ولفت الى أن الفكر الأساس الذي أطلقه لهذه النهضة الحركية لم تكن نهضة شيعية خاصة وإن كانت مع الايام تحولت الى حركة شيعية بإمتياز ولكن نستطيع أن نقول أن فضاءات هذه الحركة تتسع لأن يكون مسلمين ومسيحيين ومن غير مذاهب يؤمنون بفكر السيد الامام الصدر لكي تكون حركة كل اللبنانيين دون تمايز طائفي أو ديني".

وأكد أنه "يجب علينا أن نعزز التكامل بين الرسالات السماوية من أجل بناء إنسان يفكر بطريقة صحيحة ويعمل بأداء سليم، إن هذا الدور الذي أراده لنا الامام المغيب بأن لا نؤمن بصدام الأديان والحضارات بل بالتكامل الديني وبين الرسالات من أجل بناء الانسان"، معتبرا أن "المطلوب أن نؤسس فكرا جامعا على المستوى الديني في لبنان بأن الرسالات هي رسالات الله وأن بالله الواحد الاحد الذي يجمعنا جميعا مسلمين ومسيحيين".

وتطرق الى الوضع الداخلي في لبنان مذكرا بمواقف الامام المغيب أن "لا يكون لبنان مكانا للصراع بين المسلمين والمسيحيين لأنه كان يؤمن بأنه إذا سقطت التجربة في العيش المشترك الاسلامي المسيحي في لبنان فلا تقوم قيامة العيش المسيحي الاسلامي في أي بقعة من العالم، لما يملك لبنان من مناخ يحبس رؤية بشرية جامعة فلا بد من أن نعزز هذا الدور كمسلمين ومسيحيين في هذا الوطن الغالي لبنان، لا يجوز أن نطرح على المستوى الديني في لبنان البعدين المسيحي أو الاسلامي بل أن ننطلق الى بناء الدولة الجامعة كلبنانيين بعيدا عن أب إنتماء ديني، ان الامام المغيب نظر الى أن المشكلة الأساس في لبنان هي الطائفية السياسية التي تعيد لبنان الى القرون الوسطى والتخلف البشري، لافتا الى "تمايز طائفي في لبنان شكل عند بعض الفئات شعورا بالغبن تارة والخوف تارة اخرى، ان الامام المغيب اعتبر أن جسر العبور الى الدولة الحديثة والعصرية هو إلغاء الطائفية السياسية، ولكن لا يمكن أن تفرض إلغاء الطائفية السياسية بالقوة كما هو الحال في تعزيز الديمقراطية من خلال قنابل تلقى أو ازيز الطائرات، ونعلن انحيازنا الكامل الى الذين يقفون في ساحتي الشهداء ورياض الصلح في مطالبهم المحقة من أجل منع الفساد والهدر، ولكننا أيضا لا يمكن أن نرفض مشروع الدولة بدأ من غياب رئاسة الجمهورية ونطالب بملىء كرسي الرئاسة، ونؤكد أن غياب رئاسة الجمهورية يشكل خللا سياسيا داخليا في لبنان وأن الفساد السياسي أوصلنا الى الفراغ في موقع الرئاسة الاولى".

واعتبر أن تعطيل مجلسي النواب والوزراء وباقي مؤسسات الدولة يشكل خطرا على الكيان، نريد أن نحافظ على الكيان والمؤسسات، يجب أن نحفظ هذه الدولة ضمن القوانين الصحيحة والسليمة ولنذهب الى حوار جاد وبناء لحفظ لبنان لكي لا يقع البلد في المحظور ويتحول الى الفوضى، ومن هذا الصرح ندق ناقوس الخطر الى جميع القيادات السياسية بأنه إذا أهملت حقوق الناس وترك مؤسسات الدولة الى الانهيار لن يبقى وطن لأي فريق أو مجموعة سواء كانت سياسية أو دينية، كما نطلق صرخة وطنية بإمتياز بإسم المسيحية والاسلام وكل الفرقاء السياسيين والامام المغيب موسى الصدر وكل الرسالات السماوية في هذا البلد أن يتقي السياسيون الله رحمة بالناس والوطن والذهاب الى بناء وطن عصري وحديث يلبي طموحات جميع اللبنانيين ويحفظ حقوقهم".
 

  • شارك الخبر