hit counter script

مقالات مختارة - صونيا رزق

أهالي رأس بعلبك: لتحرير ارضنا من الارهابيين

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٥ - 07:03

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

منذ عامين يسيطر الارهابيون على جرود بلدة رأس بعلبك المسيحية الواقعة في البقاع الشمالي، على سفح سلسلة جبال لبنان الشرقيّة المتاخمة للحدود السوريّة، وهي بفعل موقعها الجغرافي هذا اصبحت مطوّقة بالمخاطر، خصوصاً من جهة الشرق بحيث تحدّها عرسال والأراضي السوريّة، وهي كانت ولا تزال البلدة الحاضنة للجيش اللبناني والداعمة الاكبر له، بفعل ما يقدّم لها من تضحيات وتصدّ للهجومات المتكررة عليها من قبل ارهابييّ «داعش والنصرة».
لكن وإنطلاقاً مما تعاني منه البلدة منذ عامين بفعل وضعها الامني المتدهور، والذي ادى الى إيقاف العمل في مقالعها وكساراتها بفعل احتلال جرودها، فقد نفذ اهلها وفعالياتها تجمّعا مطلبيا عند مدخل البلدة، للمطالبة باستعادة ارضهم المحتلة من ايدي الجماعات التكفيرية المسلحة، يتقدّمهم راعي ابرشية بعلبك والبقاع الشمالي للروم الكاثوليك المطران الياس رحال، الذي اطلق صرخة مدوية لإنهاء مأساة هذه البلدة المسيحية.
وفي هذا الاطار طمأنت مصادر امنية بأن القرار إتخذ تحت عنوان « لن يكون لبنان في قلب الارهاب والمعركة مستمرة ضده»، وهذا يعني بأن الاجهزة الامنية متنبهة جدا وهي في المرصاد لكل الاحتمالات، وتأخذ في الاعتبار كل السيناريوهات العسكرية المحتملة، وهي تقوم بواجباتها على اكمل وجه من خلال تصدّيها اليومي للهجومات على محاور البقاع الشمالي، مذكّرة بهجوم وادي حميّد في عرسال ومعركة تلة الحمرا في جرود رأس بعلبك، فكل هذا أكد لمسلحي «داعش والنصرة» بأن حلمهم الارهابي لن يتحقق في هذه المنطقة، خصوصاً ان حلم إجتياح القرى المسيحية كرأس بعلبك والقاع يراودهما منذ دخولهما الجرود الوعرة والمغاور، لكن وبعد مراجعة حساباتهم في ظل هذه الانكسارات فحلم إمارتهم بات مستحيلاً.
الى ذلك جالت «الديار» على بلدة رأس بعلبك للاستفسار عن وضعها، فرأت ان معنويات اهلها عالية جداً، والحياة فيها طبيعية لكن يخرقها فجأة القصف المدفعي الذي يطلقه الجيش اللبناني رداً على اعتداءات الارهابيين من جرود البلدة، في ظل تأكيد الاهالي «بأن كل ما يردّد من مخاوف وتحليلات بأن المناطق الحدودية المسيحية ستسقط، هو من باب توتير الاجواء وبث الرعب، لان من يُشيّع هذه الاقاويل فهو بالتأكيد لا يعرفنا، فنحن نستشهد من اجل ارضنا لاننا تجذرّنا فيها منذ مئات السنين، كما ان مَن يرى الجيش ومدى انتشاره وشجاعته لا يمكن ان ينطق بأي كلمة مما يردّد، فنحن الى جانبه في المرصاد دائماً ونتحّضر لكل مفاجأة».
وعن وجود شائعة منتشرة بأن الارهابيين سيحتلون قريباً بلدتيّ رأس بعلبك والقاع المسيحيتين، اعتبروا بأن هذا من الاحلام التي لن تتحقق، فالطرقات وعرة جدا والمعارك ستكون ضارية للغاية وستمتد لأشهر وربما لسنوات، لذا على البعض ألا ينشر هذه المسرحيات لان «الإمارة الاسلامية» التي كان يُحّضر لها على الحدود البقاعية الشمالية انتهت الى غير رجعة، على غرار «الامارة الاسلامية» في طرابلس، وذلك بفضل بطولات الجيش الذي نجح في كل مهماته، وخصوصاً انتصاره في تطهير «تلة الحمرا» في الجرود، ثم الاشتباكات شبه اليومية مع المسلحين الذين أرادوا اقتحام مواقع الجيش للتسلل الى عرسال ووادي حميد في الجرود، لكن كل هذه المعارك احبطها الجيش، وكانت تهدف الى مهاجمة مراكزه في المنطقة، ومن ثم دخول بلدة رأس بعلبك لإحتلالها وخطف رهائن، والى ما هنالك من قتل ونهب للضغط على الحكومة اللبنانية في مسائل عدة.
وختم الاهالي «بأن اكثر ما يؤلمهم هو وقف العمل لعدد كبير من العائلات الذين يعتاشون من عمل المقالع والكسارات، آملين وضع حدّ لإحتلال بلدتهم من قبل المسلحين في وقت قريب، مؤكدين بأن الجيش اللبناني قادر على تحرير ارضهم».
 

  • شارك الخبر