hit counter script

الحدث - ريتا صالح

الشعب اللبناني: ينتظر "الوقعة" ليبتكر "النكتة"

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٥ - 06:35

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فراغ رئاسي، حكومة عاجزة، مجلس نواب معطّل، نفايات على الطرقات، انقطاع للكهرباء، اقتصاد على حافة الانهيار والامن غير مستتب، أما المياه... نعم أنت في بلد الارز، نعم أنت في لبنان، وطن ذات الشعار الوهمي المقنّع: "حرية - سيادة - إستقلال".
صحيح أن الشعب اللبناني شعب جبار، شعب صبور، الا انه لا يعرف ان يحاسب مسؤوليه في الحكم بل ينتظر "الوقعة" ليبتكر "النكتة". ها هو اللبناني اليوم، يهزأ من السياسة اللبنانية ومن حكامها، حيث باتت مواقع التواصل الاجتماعي ملجأ لكل لبناني مقهور، متعب، وفي حالة "قرف" من الوضع الاجتماعي والاقتصادي والامني والسياسي الذي يحيط به ليعلق ويكتب ويعبر عن انزعاجه بكلمات وعبارات وصور ساخرة أحيانا، و"مهضومة" أحياناً أخرى.
ففي مرحلة الشغور الرئاسي ومنذ سنة ونصف تقريباً، بدأ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بالاستهزاء بموقع الرئاسة، حيث ابتكروا صورا "كاريكاتورية" ترافقها عبارات ساخرة لكرسي رئيس الجمهورية. أما اليوم وبعد مرور عدة أشهر على الفراغ، وبعدما أصبح لبنان عالق بمشاكل سياسية كبيرة وخطيرة تتخطى هذا الشغور، غرق الوطن "بالزبالة" السياسية، مثل تعطيل مجلس النواب وعجز الحكومة على حل مشاكل المواطنين الحياتية، وازمة التعيينات العسكرية والشأن الاقتصادي، و"الزبالة" المنزلية. حيث ان المشكلة الكبرى تكمن اليوم بأزمة النفايات التي باتت الشغل الشاغل لكل لبناني في كل منزل وفي كل المناطق اللبنانية من دون أي استثناء. وبالرغم من كل العراقيل والمشاكل الحاصلة في الداخل لا نستطيع ان ننسى ازمة الكهرباء التي لا تغيب يوماً عن حياة اللبنانيين. ولا نستطيع ان ننسى ازمة المياه التي عانى منها لبنان طويلا ولايزال يعاني منها حتى اليوم.
وكأنه مكتوب على اللبناني أن يتحمل صبر "أيوب" و"أخواته" معاً.
واللبناني شخص مبدع، وهذا ما نشهده عند كل أزمة تواجه اللبنانيين اليوم. فعند وقوعنا بازمة النفايات واجه اللبنانيون هذه المشكلة بالضحكة والسخرية والمعاتبة الكلامية وليس الفعلية، بحيث عاتب الشعب السياسيين بالكلام والعبارات غير اللطيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من دون التوجه الى نقطة حل لمشاكلتهم وأزمتهم الصحية التي يمكن ان تؤثر سلباً على مجرى حياتهم.
ان الكلمة الاصح لهكذا واقع تكمن بأنّ هذا الشعب لا يهمه حلّ مشكلته التي تغزو حياته، بل ينتظر ان تقع الكارثة ليتسلى ويلهو، باشعال الاطارات او بإطلاق النار او بقطع الطرقات لتنتشر صورته وكلامه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. "غير هيك ما في شي بهمو"...
 

  • شارك الخبر