hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

المطران عودة: المواطن سئم الفلتان ويريد رئيسا

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٥ - 15:46

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، في كنيسة القديس نيقولاوس، جنازا لراحة نفس النائب ميشال ساسين في الذكرى السنوية الاولى لغيابه في حضور العائلة والأصدقاء ومؤمنين. وقد مثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب ميشال موسى، ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، كما مثل الرئيس أمين الجميل النائب فادي الهبر والرئيس ميشال سليمان الوزيرة السابقة منى عفيش. كذلك حضر العديد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين وممثلون عن القيادات العسكرية والأمنية.

وألقى عودة عظة قال فيها: "منذ ما يقارب السنة ودعنا إنسانا عزيزا على قلوبنا جميعا، نذر نفسه لخدمة وطنه ومواطنيه، فتح بيته لناخبيه ومحبيه، لكن الأهم أنه فتح لهم ذراعيه والقلب. قلب ميشال كان يفيض محبة ووجهه إشراقا. وهل ننسى ابتسامته الدائمة وروحه الطيبة؟، وها نحن نجتمع اليوم للصلاة من أجل راحة نفسه إنما أيضا من أجل خلاص لبنان وراحة بنيه".

أضاف: "عاش ميشال في زمن كان للسياسة فيه معنى راق وكان السياسيون رجالا كبارا يحترمون أنفسهم ويحترمون بعضهم البعض رغم خلافاتهم، ويحترمون كلمتهم. كان النائب يصل إلى البرلمان بكفاءته وعلمه وحسن تمثيله لناخبيه لا بواسطة المال أو المحادل والقطارات السريعة ولا بواسطة العلاقات والمحسوبيات".

وتابع: "في كنيستنا الأرثوذكسية الشعب يعلن قداسة القديس لأنه يختبر بر من أعلن قداسته، ومحبته وصلاحه وقداسته. عندها تتبنى الكنيسة القديس وتعلن قداسته. كذلك كان النائب يصل إلى البرلمان باختيار الشعب وتبنيه له. وكان النائب يجهد ليمثل ناخبيه أحسن تمثيل ويكون خير ناطق باسمهم. هكذا كان ميشال. محبة أهل بيروت له وخدمته لهم وحضوره الدائم بينهم في أفراحهم وأتراحهم، يساندهم ويؤاسيهم ويحمل قضاياهم ويتكلم باسمهم ويدافع عنهم، كلها جعلته أهلا لثقتهم، ما أبقاه نائبا عنهم سنوات طوال".

واستطرد عودة: "مبدأ ثابتا اعتمد: "الولاء للوطن بعيدا عن الطائفية، واحترام سلطة القانون ومؤسسات الدولة والعمل على تفعيلها لخدمة المواطن". ولاؤه للبنان وله وحده، واحترام المواطن وخدمته كانا عنوان نيابة ميشال ساسين. في إحدى المقابلات قال سنة 2000: "إستعمال سلاح المال لشراء الضمائر يدل على ثقافة تقول إن الإنسان سلعة مثله مثل أي سلعة أخرى، يخضع لقواعد السوق ويعرض لعملية البيع والشراء. يستعملون المال السياسي مغلفا بالمساعدات الآنية والظرفية، كما تغلف المعصية بثوب الفضيلة، لتطويع إرادة المواطن المسكين واستغلال ضعفه أمام غلاء المعيشة وافتقاد فرص العمل. لذلك أخوض المعركة الإنتخابية انتصارا لكرامة الشرفاء من أهل بيروت، متسلحا بالمحبة التي بنيت جسورها مع كل عائلة ومواطن طوال أربعين عاما قضيتها في خدمة الشأن العام، ساعيا إلى إيصال كل صاحب حق إلى حقه. ورجائي أن يقال عند إعلان النتيجة أن هناك مرشحين نالوا عددا معينا من الأصوات بلغت قيمتها الشرائية آلاف الدولارات أو ملايينها، ومرشحين آخرين نالوا آلاف الأصوات هي صرخات من المحبة والوفاء".

وسأل: "أين نحن اليوم من هذه المبادىء؟ وهل ما زال بيننا من يفكر بكرامة المواطن عوض جعله سلعة ومطية وأداة للمصالح والمطامع والطموحات؟"

أضاف: "عن مطالب المواطن قال: "قبل الخبز يريد الحرية. يريد أن يطبق القانون على الجميع. يريد عدم استغلال السلطة للاثراء غير المشروع. المواطن يحب النزاهة، يريد دولة المؤسسات، يريد الأمن والإستقرار. يريد الوصول إلى حقه بجدارته دون أي وساطة وبالنتيجة يفتش عن فرصة عمل منعا لهجرة أبنائه".

وتابع: "المؤلم أن اللبنانيين ما زالوا يرددون هذا الكلام. يريدون دولة تؤمن لهم الحرية والعدالة والأمن والإستقرار وفرص العمل من أجل عيش كريم، كما يريدون حكاما يتحلون بمحبة لبنان والولاء له بالإضافة إلى النزاهة والحكمة والتواضع وروح الخدمة لا التعالي والتكبر. وقبل هذا كله يريدون رئيسا يجمع أشلاء هذا الوطن. لقد سئم المواطن الفلتان السياسي والأخلاقي والأمني. سئم من أحاديث التقصير والهدر والصفقات والحرتقات ومن أخبار القتل والموت والطعن والذبح. سئم من غياب الدولة وتقصير المسؤولين عن تأمين أبسط حاجات المواطن كالحفاظ على حياته وكرامته وأمنه من أي اعتداء أو تسلط أو استباحة، وتسيير أبسط أمور حياته اليومية كتأمين الماء والكهرباء ورفع النفايات عن الطرقات، خاصة في أشهر الصيف الحارة".

وقال: "عندما نتذكر ميشال وأقرانه من السياسيين الكبار نحزن على أنفسنا لأننا من علو المكانة التي وضعوا لبنان فيها، هبطنا إلى أدنى دركات التفكك والعجز والإنحطاط. لبنان في أيامهم كان درة الشرق ومقصد الكبار، أما في أيامنا فقد أصبح ورقة على طاولة الكبار، هذا إن تذكروه. أقصى طموحنا أصبح أن يتفق الكبار لكي نحظى برئيس أو لكي تحل بعض مشاكلنا المستعصية. بئس الأيام التي وصلنا إليها".

وختم: "في هذه المناسبة، نتضرع إلى الرب الإله لكي يرحم نفس ميشال ويسكنه مع الأبرار والصديقين، كما نسأله أن يرحمنا ويسكب سلامه في العالم أجمع وفي بلدنا وقلوب حكامنا وجميع المسؤولين ومن يدعون قيادة، وأن يستلهموا تعاليمه ويسيروا بهديها علهم يوصلون هذا البلد إلى حيث لا عنف ولا تقاتل أو تشاتم أو أحقادا وانتقامات، بل محبة وحرية وكرامة وعزة وتقدم وازدهار وإبداع".
 

  • شارك الخبر