hit counter script

أخبار محليّة

زايد من صيدا: مصر ستبقى حاضنة لجميع اللبنانيين

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٥ - 15:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

زار سفير جمهورية مصر العربية الدكتور محمد بدر الدين زايد، مدينة صيدا، والتقى النائبة بهية الحريري في مجدليون في زيارة بروتوكولية. وتم خلال اللقاء عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل التعاون المشترك.

بعد اللقاء قال السفير المصري: "تطرقت والسيدة الحريري الى مواضيع عدة، منها ملف العلاقات الثنائية والعلاقات بين مصر وتيار المستقبل، والزيارة الاخيرة السريعة لرئيسة المجلس القومي للمرأة في مصر الدكتورة ميرفت التلاوي، لأن هناك تحضيرات على مستوى التنسيق والتعاون بين مجالس المرأة العربية".

واعتبر زايد ان "الانشطة الخاصة بدعم المرأة العربية هي انشطة تصب في قضية التنمية، ولا تصب كقضية حقوقية فقط لأنه من دون دعم القضايا الخاصة بالمرأة لن يكون هناك تنمية حقيقية ولا مستقبل للأمة العربية".

كما زار السفير المصري يرافقه الملحق التجاري في السفارة الدكتورة منى وهبي غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب، وكان في استقباله رئيس الغرفة محمد صالح وعدد من أعضاء الهيئة الادارية ورجال الأعمال ورئيس جمعية تجار صيدا علي الشريف ورئيس نقابة الصناعات الغذائية منير البساط.

واشار بيان للغرفة ان محور الزيارة تناول "قواعد الاستثمار الجديدة وملامح قانون الاستثمار الموحد في جمهورية مصر العربية فضلا عن تطوير صيغ التعاون الاقتصادي والتجاري بين لبنان ومصر".

وتخلل الزيارة لقاء عمل استهله رئيس الغرفة محمد صالح بكلمة ترحيبية، قال فيها: "ان العلاقة التي تربط صيدا والجنوب بمصر هي علاقة أخوة وصداقة تمتد الى مئات السنين. فمدينة صيدا ومرفأها هي الرئة التي كانت وما زالت تتنفس منها الاسكندرية والعكس هو الصحيح".

وأضاف صالح: "يهمني أن أذكر ان أول توأمة أنجزت بين غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب وغرفة تجارة عربية، كانت مع غرفة التجارة في الاسكندرية سنة 1992. وهذا يدل على أهمية العلاقة التي تربط بين البلدين والشعبين اللبناني والمصري".

وتابع: "إن التبادل التجاري بين بلدينا يشهد انخفاضا ملحوظا منذ العام 2013 من مليار دولار إلى 600 مليون دولار. في حين أن حركة الاستثمار في البلدين سجلت زيادة ملحوظة، خصوصا في عدد المشاريع اللبنانية في مصر، حيث بلغت 1035 مشروعا في العام 2012 بعد ان كانت في حدود 960 مشروعا في العام 2010. وهذا يبين أن حجم الاستثمار اللبناني لم يتراجع بعد الثورة المصرية".

ودعا صالح الى "زيادة حجم الصادرات والواردات بين البلدين بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين المصري واللبناني". وقال: "نتطلع من خلال زيارتكم هذه الى تطوير صيغ التعاون والتنسيق والبحث في العوائق والعقبات التي تحول دون تحقيق ذلك على كل المستويات وفي مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والزراعية والسياحية".

وختم قائلا: "أنتهز هذه الفرصة كي أتوجه بالتهنئة لمصر رئيسا وحكومة وشعبا على قرب انجاز المشروع الاستراتيجي القومي العربي، مشروع توسعة قناة السويس والذي سوف يحقق تنمية اقتصادية وبشرية هائلة لمصر وللمنطقة العربية وشعوبها"، مؤكدا أن "الشعب اللبناني وأبناء الجنوب سوف يحفظون لمصر وشعبها وقوفهم الدائم الى جانب لبنان بشكل عام، والجنوب بشكل خاص في المحطات الصعبة".

بدوره، القى السفير المصري كلمة تحدث فيها عن العلاقة التاريخية التي تربط بلبنان بمصر، مشيدا بدور اللبنانيين من مختلف الطوائف الذين فتحت لهم مصر ذراعيها في أواخر القرن التاسع عشر ليساهموا في بناء نهضة مصر الثقافية والفنية والصناعية والاعلامية، مذكرا بأن مؤسس مؤسسة الأهرام هو لبناني. وقال: "ان حيوية ودينامية العلاقة اللبنانية المصرية واستمراريتها تدل على متانة هذه العلاقة وقدرتها على التطور بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين".

وأكد السفير المصري أن "مصر سوف تبقى حاضنة لجميع اللبنانين ولكل القوى السياسية لأنها تعتبر ذلك هو المنطلق السليم لها نحو كل العالم العربي".

وتحدث السفير زايد عن "آفاق الاستثمار الواسع أمام رجال الأعمال اللبنانيين في مصر"، معتبراانها "آفاق قوية جدا ومتاحة أمام الجميع"، لافتا الى أن "البكاء على الأطلال لم يعد يفيد، واستمرار التباكي أيضا لا يعوض الخسائر"، مؤكدا أن "المطلوب هو زيادة التبادل التجاري بين لبنان ومصر وتعويض المرحلة التي شهدت تراجعا في السنوات الثلاث الماضية".

وتطرق السفير المصري الى مشروع توسعة قناة السويس وأهميته التنموية لمصر وللمنطقة العربية، مشيرا الى ان "انجاز هذا المشروع بأيد مصرية وبمال مصري يدل على قوة الطموح والقدرة على تجاوز الصعوبات مهما كانت"، موضحا قواعد الاستثمار الجديدة في مصر.

ثم كانت مداخلة للملحق التجاري وهبي شرحت فيها ملامح قانون الاستثمار الجديد والموحد في مصر، متمنية تطوير نسبة الاستثمار والتعاون التجاري والاقتصادي بين لبنان ومصر.

وقد أقام رئيس غرفة صيدا صالح مأدبة غداء تكريمية للسفير المصري والوفد المرافق في مقر الغرفة.

وزار السفير المصري مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان في مكتبه في دار الافتاء في صيدا، وتم البحث في سبل التعاون ما بين البلدين ولا سيما في ما يتعلق بمسؤولية الازهر الشريف في تقديم الدعم لمسلمي لبنان والمسلمين في العالم عموما.

وتوقف السفير المصري عند الجريمة بحق الرضيع الفلسطيني في القدس، ووصفها بانها "جريمة ضد الانسانية"، معلنا تأييده لقيام السلطة الفلسطينية برفع القضية الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة اسرائيل.

اثر اللقاء، قال السفير زايد: "نحن حرصاء في السفارة وانا شخصيا على التواصل مع كل الفاعليات السياسية والاجتماعية والدينية في كل لبنان. هذه هي الزيارة الرسمية الاولى لي في صيدا، وطبعا كان لا بد ان ابدأ مع فضيلة المفتي. طبعا نحن في مصر، مصر الازهر الشريف حرصاء كل الحرص على ان يكون هناك تواصل دائم مع كل القيادات الروحية في لبنان وتربطنا بفضيلة المفتي روابط وثيقة وهو قد درس في الازهر الشريف، ونؤكد في كل لقاءاتنا مع كل اصحاب السماحة والفضيلة في لبنان على ان مصر ستواصل دوما تقديم كل الدعم الممكن لكل مسلمي لبنان. هناك مسؤولية تاريخية ودينية على الازهر الشريف نحن نفخر بها ونؤكد دائما حرصنا على متابعتها سواء في تقديم البعثات او في استقدام المبعوثين للتعلم وللدراسة في الازهر الشريف".

وردا على سؤال، قال: "الحادث مؤلم للبشرية ككل وليس فقط للمسلمين او المسيحيين او العرب، انما لكل البشرية هذا الحادث المؤلم والبشع اعتقد انه يقدم لنا فرصة ومناسبة للتعامل القانوني الجاد مع اسرائيل. الان نحن نؤيد الان قيام السلطة الفلسطينية والرئاسة الفلسطينية برفع الامر الى المحكمة الجنائية الدولية هذه جريمة ضد الانسانية ونثق بانه لا يمكن ان يستمر الحال على ما هو عليه، نحن نؤمن بان الحق سيعود وان واجبنا جميعا ان نقف وقفة ثابتة وقوية دعما لحقوق الشعب الفلسطيني وانا اقول دائما لم تهدأ مصر ولن يهدأ الشعب العربي حتى تقوم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف".

وقال المفتي سوسان: "ارحب بأخ عزيز أتى من مصر العزيزة الغالية على قلوبنا التي نسأل الله ان يحفظها ويحفظ شعبها من كل سوء، واشارك سعادة السفير في ما قاله بالنسبة الى الحادثة في فلسطين لنؤكد من جديد التواصل بين الشعب اللبناني والشعب المصري والمؤسسات الدينية خصوصا ابتداء من الازهر الشريف المرجعية الكبيرة للمسلمين في هذا العالم واعادة الوجود والحضور من خلال البعثات للطلاب للتعلم وحصولهم على العلم الشرعي في مؤسسة الازهر. فقد كانت مصر وما زالت قبلة للمسلمين والعرب، نتطلع اليها بكل اعتزاز وفخر في تحقيق وحدة هذه الامة ولم شملها وخروجها من كل هذه الفتن والصراعات التي تعيق تقدمها ونموها وازدهارها".
 

  • شارك الخبر