hit counter script

- روبير فرنجية

رفيق حبيقة خطرت عبالنا!

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٥ - 06:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في عشرين أيلول 2007 غاب النقيب والعازف والمايسترو والرسام والرفيق والرقيق وعاشق الكمان والملحن رفيق حبيقة.
سبع سنوات مرت وفي عشرين من الشهر التاسع ندخل العام الثامن على الغياب، وقلة تتذكر هذا الرجل الذي قاد الأوركسترا وقاد عشرات المطربين إلى النجومية.
كبُر حفيده الذي اعتبره الراحل "أعز من الولد"، وأصبح شاباً عازفاً، خريجاً، ومطرباً يؤجل احترافه. ألم ينصحه جده رفيق حبيقة يوماً حين نال جائزة فنية كاتباً عليها: "حبيبي جاد أتمنى أن لا تكون فناناً لا مطرباً ولا موسيقياً."
جاد مغامس ابن الإذاعية السابقة في "صوت لبنان" جمانة حبيقة التي كانت رفيقة رفيق ترافقه مثل ظله في الحفلات واللقاءات والمقابلات. ربت ابنها على الإعجاب بجده. لم تبذل جهداً ليكون جاد كذلك فهو كان مسحوراً ومأسوراً بما يلحن ويعزف جده حتى وان لم يمهل الموت رفيق ليحتضن جاد أكثر من 15 سنة.
15 سنة عاش جاد مع جده كانت كافية لينجز فيلماً ب 15 دقيقة. هو فيلم تخرج من اختصاص السمعي والبصري من جامعة سيدة اللويزة "NDU"، وأساتذته صفقوا بحرارة للفيلم المُنجز رغم أن التصفيق ليس سائداً ومستحباً ومحبذاً في جلسات العرض والنقاش والأختبار. لكن آراء وثناء الفنان جورج خباز وشقيقه نيكولا خباز، وسام لحود، والناقد اميل شاهين ترسخوا بوجدان الحفيد المخرج الذي جعل من غرفة النوم في بيت جده الموقع الأساسي والرئيسي للتصوير.
في هذا المنزل الذي يختزن لوحات رسمها رفيق حبيقة هو الأستديو الفطري للألحان التي وضعها.
رسم رفيق نحو 300 لوحة بريشته ووضع ألحاناً للكبار والهواة الذين ساروا على درب الكبير.
لحن لوديع الصافي "يا هوا الحلوين"، ولسميرة توفيق "رف الحمام" و"يا عين موليتين" و"دخلك يا بير"، ولطوني حنا الوفي لرفيق كما تشير عائلته، وضع لحن "حدَي حدَي" و"خبي العصا" و"خطرنا على بالك" وهو اسم فيلم جاد مغامس الذي استقاه عملاً بنصيحة الفنان جورج خباز من الأغنية: "خطرنا على بالك خطرنا يا هوا".
لحن رفيق حبيقة أيضاً لغسان صليبا "دق باب الحب وفوت شطب ع سنين الفرقة، الحب الخالد ما بيموت مثل التاريخ بيبقى" وقد اختارها المطرب غسان صليبا ضمن ريبرتوار أجمل ما غنى على مسرح كازينو لبنان، الحفلة التي عرضتها الـ LBCIمؤخراً عشية عيد الفطر السعيد. لحن أيضاً للمطرب عبد الكريم الشعار الغائب عن الساحة الطربية، والأغنية اسمها "صعب المنال"، وقد اختار منها الحفيد ثلاث ملازم كموسيقى تصويرية للفيلم الذي يظهر فيه بهوية ضائعة بين الحفيد والرفيق، كما تظهر والدته جمانة وشقيقته جنا والعائلة.
رفيق حبيقة رافق أيضاً المطربة داليدا رحمة في بداياتها ولحن لها: "وزتلك محرمة" و"مرجحني الهوا". ودعم انطلاقة بعض الوجوه التي لم تكمل مشوار الإحتراف مثل المطربة أنطوانيت فارس الذي لحن لها: "حلوي أنا حلوي لأني بحبك".
جاد يعتبر أن الفيلم وثائقي شرعي عن جده، يتمنى أن تتناقله إدارات التلفزيونات وتعرضه بأوقات مسائية تكريماً لمن يستحق التكريم.
وهو اذ يعزف العود ويملك خامة صوتية متينة منذ أن غنى أمام جده للموسيقار محمد عبد الوهاب "من غير ليه"، يؤجل امتهانه الفن رغم أن والدته زودته بألحان لم تُسجل بعد من تراث "الرفيق". وهو يعتبر أن جده أهم من لحن الموال الذي كان استهلالاً للأغنية ومرات في انتصافها. كذلك له أهمية بتلحين اللوازم. جاد ليس حفيد رفيق فقط ابن رفيق لرفيق، والده كان أحد العازفين مع جده تماماً مثل خاله لويس حبيقة.
يحفظ تراث جده ويفكر مع جدته والعائلة بإطلاق موقع الكتروني يجمع الأرشيف ويحميه من التشتت. في جلستنا معه استعدنا شهادة مصورة من أرشيف تلفزيون لبنان تقول فيها المطربة سميرة توفيق أن رفيق حبيقة غُبن كثيراً. استعدنا صوته يغني للأم عبر زوجته "يا حياتي يا أم ولادي"، واسترجعنا التراتيل التي سجلها في استديو احسان منذر.
رفيق حبيقة بعد سبع سنوات بل ثمانية أعوام ناقصة، خطرت كثيراً على بالنا حين شهدنا بربع ساعة... خطرنا على بالك... يا رفيق!


 

  • شارك الخبر