hit counter script

أخبار محليّة

جوزيف أبو فاضل: التمديد لقهوجي وارد جداً لكن الحكومة لن تفرط

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٥ - 09:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد الكاتب والمحلل السياسي جوزيف أبو فاضل أنّ هناك تسوية معينة ستحصل يوما ما بين إيران والسعودية وعندها تبدأ الحلول بالظهور، معرباً في الوقت عينه عن خشيته من حصول تصعيد في المرحلة المقبلة في لبنان تقف خلفه المملكة العربية السعودية، موضحاً أنّ الأخيرة تريد أن تمسك بالأوراق قبل جلوسها على طاولة المفاوضات.
وشدّد، في حديث للـ"أو تي في"، على أنّه إذا قضت التسوية بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، لن يكون هناك مؤتمر تأسيسي، مؤكداً أنّ المعادلة هي "إما العماد ميشال وإما المؤتمر التأسيسي". ولفت إلى أنّ عون عرف كيف يشبك تحالفاته في الفترة الأخيرة، مؤكداً أنه يستحق الوصول لرئاسة الجمهورية كونه الأكثر تمثيلاً من الناحية الشعبية.
واستبعد أن تفرط الحكومة، مشيراً إلى أنّ رئيس الحكومة تمام سلام سيكون هو الخاسر في حال قدّم استقالته، ولفت إلى أنّ التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وارد جداً، معربًا عن اعتقاده بأننا قادمون على مشكل تصعيدي بعد التمديد له قد يستمرّ لأكثر من شهر، قبل أن تأتي التسوية في النهاية، والتي ستتوّج بانتخاب رئيسٍ للجمهورية بين كانون الأول وكانون الثاني بحسب التقديرات.

وتوقف في بداية حديث عند ذكرى 2 آب وما تعرّض له الجيش اللبناني في بلدة عرسال، فوصفها بأنّها ذكرى غدر اللاجئين السوريين وفعاليات عرسال ضدّ الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي عندما هاجموهم بالمئات، لافتاً إلى أنّ جماعة تيار المستقبل والحريرية السياسية كانت أصلاً تهاجم الجيش اللبناني بشكل شرس إلى أن انفجر الوضع في عرسال، واعتبر أنّ الوضع كان مؤسفاً ومزرياً ومعيباً لا يليق ببلد مثل لبنان.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ هيئة العلماء المسلمين تتحمّل مسؤولية عرقلة قضية إطلاق العسكريين المخطوفين بعدما تمّ تكليفها بالقضية في المرحلة الأولى، كما استهجن الكثير من الظواهر على خط هذه القضية والتي تُظهر مهزلة ما يسمّى بالدولة في لبنان، ومن بينها الرحلات التي تمّ تنظيمها إلى مواقع الخاطفين من تكفيريين وإرهابيين، متسائلاً: "من يضمن أنّ هؤلاء التكفيريين سيعيدون الأهالي ولن يتركوهم عندهم مثلاً؟"

وأعرب عن اعتقاده بأنّ هذا الابتزاز للدولة لن يفيد، واستبعد أن يكون حلول لهذا الموضوع في المدى المنظور، وأشار إلى أنّ اللاجئين السوريين ليسوا جميعاً إرهابيين لكنّ نصفهم إرهابيون بدون شكّ.
ورداً على سؤال عن المطلوب من الدولة اللبنانية إزاء كلّ ذلك، لفت أبو فاضل إلى أنّ لا دور مرتجى منها، موضحاً أنّ الحكومة فاشلة لا يمكنها أن تفعل شيئاً، مشدّداً على أنّها تصرّف الأعمال ليس إلا بانتظار التسوية.

من جهةٍ ثانية، اعتبر أبو فاضل أنّ "هناك تسوية معينة ستحصل يوما ما بين إيران والسعودية وعندها تبدأ الحلول بالظهور"، لافتاً إلى أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما قال لهم أنّ "الإرهاب من عندكم أيها الخليجيون"، كما أبدى استعداده لمصالحتهم مع إيران، لافتا إلى ان "إيران القوية أصبحت في أميركا، ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي كان متطرفا ذهب راكضا إلى إيران".
وأشار إلى أنّ "السعودية اليوم في أزمة هي أزمة اليمن"، لافتاً إلى أنّ الإيراني هو من أنزلها عن الشجرة وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأشاد بالأخير كونه يقاتل التكفيريين والإرهاب، معرباً عن أسفه لكون الإسلام بات مرادفاً للإرهاب في أوروبا وغيرها.

ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن خشيته من حصول تصعيد في المرحلة المقبلة في لبنان، لافتاً إلى أنّ المملكة العربية السعودية هي من تقف خلفه، موضحاً أن السعودية تريد أن تمسك الأوراق لكي تجلس مع إيران على الطاولة، وهي لا تستطيع فعل شيء إذا لم يكن هناك أوراق بيدها.
وأشار إلى أنّ السعودية بحاجة انطلاقاً من ذلك لملفات عديدة، ومن هنا، فإنّ ملف لبنان يتأزّم ليصبح بيد السعودية، لافتاً إلى أنّ السعودية تقول أنّها هنا في حال الحديث بمؤتمر تأسيسي ثالث، مع الحفاظ على صلاحيات رئيس الحكومة. ورداً على سؤال عمّا إذا كنّا سنصل إلى مؤتمر تأسيسي، قال أبو فاضل: "الوضع سيء جداً في لبنان، وبالتأكيد سنصل".

وكشف أبو فاضل، بناءً على معلوماتٍ، أنّ المفاوضات الايرانية السعودية ستبدأ في أواخر شهر أيلول ومطلع تشرين الأول، مشيراً إلى أنّ الملف اللبناني سيكون حاضراً في هذه المفاوضات. ولفت إلى أنّه إذا قضت التسوية بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، لن يكون هناك مؤتمر تأسيسي، مؤكداً أنّ المعادلة هي "إما العماد ميشال وإما المؤتمر التأسيسي".
وأوضح أنّ العماد عون عرف كيف يشبك تحالفاته، مشيراً إلى أنه استطاع أن يجنّب لبنان أيّ مشكل مسلم مسيحي على طول خط الشام من خلال الاتفاق الذي قام به مع الشيعة، وليس فقط مع حزب الله، مشيراً إلى أنّ الاتفاق هو مع حزب الله وضمناً مع الرئيس نبيه بري الذي لا يعارض الاتفاق.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ عون وصل إلى مكان لا يمكنه أن يقبل بأن لا يُنتخَب الأكثر تمثيلاً في الساحة المسيحية رئيساً للجمهورية، واعتبر أنّ عون يمكن أن يكون توافقياً، لافتاً إلى أنّ حظوظه هي مئة بالمئة أو صفر بالمئة.
وأكد أبو فاضل احترامه وتقديره ومحبّته للجميع ولا سيما قائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلام والوزيرين السابقين جان عبيد ومروان شربل وكذلك زياد بارود، إلا أنّه لفت إلى أنّ المطلوب من هو الأكثر تمثيلاً شعبياً.

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّه إذا ركب اتفاق سني شيعي وبقي المسيحيون ضعفاء، يتم انتخاب رئيس رمادي لا لون ولا طعم، ورفض تكرار تجربة الرئيس ميشال سليمان، مشيراً إلى أنّ عهد الأخير كان أسوأ عهد، ساخراً من إعلان بعبدا الذي لا يقدّم ولا يؤخّر، مشبّهاً إياه بـ"ورقة المعلاق".
واعتبر أنّ العلاقات من تحت الطاولة لم تعد تفيد، مشيراً إلى أن من يريد أن يبني علاقات في لبنان عليه أن يبنيها فوق الطاولة، مشدّداً على أن لبنان أفضل بلد للسرقة وليس هناك من يحاسب، لافتاً إلى أنّ هناك قضاة في لبنان ولكن لا عدليّة.

وشدد، في سياق منفصل، على ان "الحكومة لا تفرط ورئيس الحكومة تمام سلام إذا قدم استقالته فهو الذي سيخسر"، مشيراً إلى أنّ سلام على ما يبدو قد شرب "حليب سباع" من عند الرئيس سعد الحريري والرئيس نبيه بري والوزير وليد جنبلاط، لافتاً إلى أنّ الرئيس بري يقول أنّه يسير بالتمديد في حال عدم التوافق على التعيين، وبالتالي فإنّه لن يتواجه مع عون، إلا أنّه يرفض فرط الحكومة.
واعتبر أبو فاضل أنّ "التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وارد جدًا، وقادمون على مشكل تصعيدي بعد التمديد له"، وشدّد على أنّ أحداً ليس ضدّ صلاحيات رئيس الحكومة، لافتاً إلى أنّ أحداً لم يقل أنّه داعشي، ولكن عندما يقصي المسيحيّين يصبح داعشياً في مكانٍ ما.
ورداً على سؤال، أعرب عن اعتقاده بأنّ المشكل قد يستمرّ شهراً واثنين وثلاثة، ولكن في النهاية ستركب التسوية، وقال: "أعتقد انه بين كانون الأول وكانون الثاني سيتم انتخاب رئيس الجمهورية".

وفي موضوع النفايات، لفت أبو فاضل إلى أنّ هناك خطة منذ العام 2010، وأنّ تكتل التغيير والإصلاح يطالب ببحثها منذ فترة طويلة، خصوصاً أنّه كان معروفاً منذ فترة طويلة أنّ مطمر الناعمة سوف يقف في 17 تموز، ولم يأتِ ذلك بشكلٍ مفاجئ ومباغت، واصفاً القضية بأنّها تنفيعة سياسية لا أكثر ولا أقلّ يقف وراءها تيار المستقبل.
واستهجن كيف قامت قيامة البعض على العماد ميشال عون عندما تحرّك في الشارع احتجاجاً على مصادرة حقوق المسيحيين، باعتبار أنّ تحرّكه على أبواب فصل الصيف يؤذي السياحة في لبنان، فيما لم يستفزّهم مشهد النفايات المتراكمة في الشوارع بسبب سياساتهم.
واعتبر  أنّ الحريرية السياسية تتحمّل مسؤولية أزمة النفايات، مشدّداً على أنّ رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عليهما البحث بالحلول، رافضًا ما يُحكى عن حلول مؤقتة لا تقدّم ولا تؤخّر.

وتطرق أبو فاضل إلى الملف السوري، فلفت إلى أنّ خطاب الرئيس السوري بشار الأسد نظر إليه كثيرون على أنّه خطاب تراجعي، ولكنّه وضع الجميع أمام مسؤوليّاتهم، مشيراً إلى أنّه لا يوجد جيش في المنطقة بأكملها يستطيع أن يقاتل خمس سنوات من دون أن يرتاح كما حصل مع الجيش السوري طيلة سنوات الأزمة.
ونفى  أن تكون لديه معلومات حول حصول لقاء سوري سعودي كما أثير عبر الإعلام في الأيام الماضية، وتحدّث عن لقاءات تحصل في روسيا، "ولكن لا أعرف إذا كانت على مستوى اللواء علي مملوك". ورداً على سؤال عمّا إذا كان وارداً أن تنفتح السعودية على سوريا مجدّداً، أشار إلى الأمر مرتبط بما حصل في روسيا.

وفيما أكد أبو فاضل أنّ ما قبل الاتفاق النووي ليس كما بعده، لفت إلى أنّ إيران تصرّ على أنّ سوريا يجب أن تبقى كما هي ولن تقبل بتقسيمها. ورأى من جهة ثانية أنّ ما يقوم به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذه المرحلة هو إجرام ليس في مكانه، وأشار إلى أنّ الأقليات الكردية تتضامن مع بعضها البعض كما هو معروف.
ورداً على سؤال، لفت  إلى أنّ المطلب الأميركي والمطلب التركي أن يكون هناك مناطق عازلة لتحجيم سوريا، وهو ما يرفضه الإيرانيون، لافتاً إلى أنّ هناك حديثاً عن منطقة عازلة من جهة تركيا، كما أنّ حديثاً تمّ مع الجانب العراقي بأن يكون هناك منطقة عازلة في دير الزور، ومع الجانب الأردني بأن يكون هناك منطقة عازلة عنده، مشيراً إلى أنّ الإسرائيلي رفض من جانبه أن يكون هناك مناطق عازلة عنده، باعتبار أنّه يفضّل الجوّ.
ورأى أبو فاضل أنّ سوريا لن تعود كما كانت، لكنّه أكّد أنّ سوريا قوية وستبقى قوية، مشيراً إلى أنّ لإيران الفضل بالتأكيد، ولكن لو لم يقف الشعب السوري والجيش السوري بهذا الحزم والقوة، ما كان أحد يستطيع أن يفعل شيئاً. ونبّه إلى أنّ أيّ تطور سلبي في سوريا سينعكس سلباً على لبنان.
 

  • شارك الخبر