hit counter script

خاص - حـسـن ســعــد

فرز النفايات من المصدر... "ثقافة واستحقاق"

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٥ - 06:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مرّت على اللبنانيين أيام عصيبة، عايشوا فيها أزمة نفايات "مُفتعلة" سبّبت "كارثة وطنية" كانت في الحُسبَان، وبعلم من "الحاسة السادسة" للحكومة، وعانى الجميع من مخاطرها على المستويات كافة، في ظل غياب النيّة وتغييب القدرة على محاسبة المتورطين في هذه "الأزمة الكارثة".
بعيداً عن ترف المُحاسبة "الممنوعة من الصرف" بحُكم من "المصلحة الوطنية"، فإنه وإلى جانب سعي الحكومة إلى تدارك تداعيات كارثة النفايات ومحاولات اللجنة الوزارية التي فشلت حتى اليوم في التوصل إلى مجرد أفكار يمكنها التأسيس لحلول ناجعة، هناك مسألة ينبغي على مؤسسات ووزارات إدارت الدولة المعنية بالأمر تبنيها بكثير من الإهتمام والتعاون مع المجتمع المدني المؤهل، وهي أن عملية فرز النفايات من المصدر هي "ثقافة" بكل ما للكلمة معنى، تحتاج صناعتها إلى إدارة وإرادة وقرارات وجهود وإمكانيات ...، وليست مجرد ممارسة لتعليمات ظرفية حيناً وموسمية أحياناً، أو نصائح إعلامية متفرقة تظهر وتختفي من حين إلى آخر.
واقع الأمر، أن وزارات "البيئة، الثقافة، التربية والصحة" أمام "استحقاق" "وطني - بيئي - تربوي - صحّي"، لا يمكن التهرب منه أو التلاعب به أو تأجيله أو تعطيله، كما يحصل مع ما كان يُسمّى "الاستحقاقات الدستورية". أما الأهم فيتمثل في إبعاد السياسة عن هذا "الاستحقاق" ومباشرة العمل في صناعة ونشر وتعميم "ثقافة فرز النفايات من المصدر"، بالتزامن مع الجهود والمساعي التي تبذل للخروج من الكارثة.
الخطوة الأولى، هي "الإقتناع البنّاء" بأن "ثقافة فرز النفايات من المصدر" من أهم وأكثر الثقافات "العامة" قيمة وإفادة، وهي تضاهي - بل ترقى عن - الثقافات "البرجوازية" التي يَتزيّن بها بعض الطبقات الاجتماعية.

 

  • شارك الخبر