hit counter script

أخبار محليّة

الراعي: للذين يغطون سياسيا المجرمين من يلعب بالنار يحترق

الأحد ١٥ آب ٢٠١٥ - 12:26

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية الى بلدة دير الاحمر وسيدة بشوات، والتي استمرت حتى منتصف الليل، بزيارة منزل المغدورين صبحي ونديمة الفخري في بلدة بتدعي، حيث كان في استقباله فاعليات منطقة بتدعي ودير الاحمر والبقاع الشمالي ورؤساء بلديات ومخاتير.

ورافق الراعي في الزيارة، المطرانان حنا رحمة وسمعان عطالله ومحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر.

وحيا الراعي اهالي بتدعي وآل الفخري والمطرانين سمعان عطالله وحنا رحمة "الذين وقفوا بجانب هذه العائلة منذ اللحظة الاولى، ودعوا الى العمل بالروح المسيحية بعدم اللجوء للثأر او ردات الفعل، وكنا قد تعرفنا عليهم يوم اتينا اليهم في جناز الاربعين، وسجلنا ملاحظات بأنهم ابناء بلدة وحضاريون ومؤمنون بالدولة والعدالة، وقد التزموا نداء المطران ونائبه يومها وقالوا نحن ملتزمون ولم يتحدثوا ولو لمرة واحدة بحمل السلاح او بالثأر، وهذه لغتنا. وفي الانجيل المقدس لا يوجد لدينا كلمة ثأر، انما كلمة عدالة والعدالة من اجل ماذا؟ لا يستطيع الناس العيش بدون عدالة، فالعدالة تحافظ على حقوق كل انسان وتساعد كل انسان، من اجل ذلك يقال القول الاساسي "العدل هو اساس الملك" والمجتمع بدون عدالة لا استطيع تسميته شريعة غاب، لاننا في البرامج التيليفيزيونية نرى الحيوانات تنظم أنفسها ولديهم شريعة حتى في شريعة الغاب، اما ما نراه نحن بدءا بمقتل صبحي ونديمة اللذين قتلا امام دارهما "هيك " ولولا " شوي " لكان ذهب ولداهما، وعندما نرى كيف قتل بالامس المقدم ربيع كحيل والمواطن جورج الريف، نتطلع اين كنا واين اصبحنا، لم يعد باستطاعتي ان اسمي شريعه الغاب، لدى الحيوان يوجد شريعة معينة، لكن هل نحن هكذا في لبنان بلد النور والثقافة والعلم، هكذا سنصبح؟ نحن من بنينا لبنان الذي كانوا يقولون عنه "نيال من له مرقد عنزة في جبل لبنان "، هكذا سيصبح لبنان؟".

اضاف: "نحن مصرون ان نطالب بعدالة الدولة، ونوجه نداءنا لال جعفر الكرام، ليس من اجل الثأر، وانما من اجل العدالة من اجل ان نردع الشر، لان الدولة تعرف كيف تمارس عدالتها وتعرف ايضا ان تعطي ما يلزم من عقوبات من اجل حماية المواطنين، ولكي يتوب القتلة الى ربهم. انا بالحقيقة يؤسفني ان اقول ان الانسان في لبنان يقوم بجريمة قتل، بعدها يلزم ذلك قرار سياسي للقبض عليه بسبب تغطية رجال السياسة، ما هذا العمل واين نحن من ذلك ؟ انا احببت ان آتي الى هذه الدار بملء ارادتي، وهذا ما اردت قوله للسادة المطارنة سمعان عطالله وحنا رحمة".

وتابع: "سنبقى نوجه النداء كي نقول نحن عشنا سويا على تنوعنا وبنينا دولة سويا، لكن لا يمكننا ان نعيش بالفلتان مهما كانت الظروف، وليس لاحد الحق ان يقتل مهما كانت الظروف او ان يعتدي على كرامات الناس او ان يقفل احدهم منزله ليعود ويراه مسروقا،، فاين اصبحنا؟ نحن هنا لنقول وانا كبطريرك اتيت الى هدا المنزل لاقول ان هذه الجماعة ليست متروكة وهذه عائلة ليست مقطوعة من شجرة او حرج، هذه العائلة تصرفت باخلاقية، لم تفكر يوميا بحمل مسدس او سلاح لانها لا تريد الثأر، لكن على الدولة ان تسعى من اجل القتلة في ان يعودوا إلى ربهم ويتوبوا ويرجعوا الى نفوسهم وانسانيتهم ومن اجل ان يعرف المجتمع ايضا كيف يرتدع، لكن جريمة وبعدها جريمة وتغطى هذه الجرائم سياسيا، اقول للذين يغطون سياسيا هؤلاء المجرمين لا أعرف عندما ترتد الجريمة عليهم من سيغطيهم؟ ومن يلعب بالنار يحترق".

واردف: "ظنوا ان باستطاعتهم ان يقيموا حروبهم ويصنعوا ما يريدون في سوريا واليمن والعراق، ها هي ترتد عليهم، واقول للسياسيين اذا كان ذلك من اجل حفنة من الاصوات تريدون تأمينها في منطقتكم هنا او هناك في تغطية مجرمين، اقول لكم ان الاجرام سيصل إلى منزلكم ومن يغطي المجرم مجرم. واخاطب ال جعفر اهلنا واحباءنا، نحن مواطنون وجيران معهم، المطلوب ان نعيش باحترام متبادل بحب وليس بخوف من بعضنا البعض، هذا معنى الزيارة التي اتينا بها إلى هذا البيت الكريم، أهنئكم على هذا المزار الذي بنيتموه وعلى هذا التفكير البعيد عن السلاح، وبهذه الروح نريد ان نعيش مع بعضنا البعض كلبنانيين، هذا العيش هو الذي ننشده مع بعضنا البعض من خلال قيمنا الدينية والانسانية والاخلاقية، وإلا نكون كمن يهدم بلده بيده وبكل محبة نأتي الى هذا البيت وقد اصبح فعلا محجة ومزار، لان الاب والام قتلا بدم بارد وبدون اي سبب وامام منزلهما ورويا الارض بدمهما، نعم لقد اصبحت هذه الارض مقدسة، لذلك نحن هنا في مكان مقدس لنقول نحن مع العدالة مع المصالحة مع الحب و الغفران، ولا عدالة بدون مصالحة ولا مصالحة بدون عدالة، ولا غفران بدون عدالة. المطلوب حماية مجتمعنا وشعبنا لانه لا يجوز ان يصبح لبنان ارضا سائبة، رحم الله الشهيدين وبارك الله اولادهم وبارك الجميع، ولنحمل معا ثقافة المحبة والعيش معا لنتبادل وباحترام متبادل لنحمي هذا الوطن الذي نقر به جميعا بانه ارض اللقاء، ولنساعد ايضا الدولة بكل الطرق كي تحترم المواطنين وتحافظ عليهم" .

بدوره قال المطران رحمة: "ان شاء الله يكون خير هذه السيامة اليوم، ان نسمع صوتنا للجميع، وان نبعد الحقد، لان الامور عندما تصل احيانا الى القتل والعنف، هذا مرفوض وغير مقبول، ونقول لاخواننا من ال جعفر انكم لم تقوموا بواجباتكم بعد بالطريقة الصحيحة، وندعوكم للقيام بها، فنحن لا نريد الشر، كل ما نريده هو الخير، وبمجيء البطريرك الراعي نعتبر ان حقنا قد وصلنا، ومحبتك لنا اشعرتنا ان الشهيدين لم يموتا، لكن في الوقت نفسه، هناك حق عام ورأي عام، وآن الآوان لان تقول المنطقة ان هذا الفلتان لا يجوز، واذا بقي الفلتان والضياع فعاقبتهما بشعة، وجيد ان يعرف كل منا واجباته، وهم يعرفون اين هي واجباتهم، ونتمنى على كل المرجعيات الامنية والحكومية والسياسية والمعنيين القيام بواجباتهم، من اجل نشر السلام والحب والغفران والمسامحة (عدالة ثم مصالحة)، نحن ننتظر العدالة، لكن المؤسف في هذا البلد ان العدالة دائما تتأخر لتأخذ وقتها، وهذا ليس بعلامة سلام او صحة. واتعبناك يا سيادة البطريرك بقضية بتدعي، لكننا نعتبرها مفتاح وعي للناس، لان الشر الذي ارتكب ويرتكب ليس باسم الرب او الانسانية فهو باسم الشر والشر يدمر بعضه في النهاية، ونحن أبناء بتدعي نعتبر ان مجيء البطريرك غال علينا كثيرا، ومن اجل ذلك علينا الا نتصرف الا بالروح المسيحية الصحيحة".

ورأى المطران عطالله ان "زيارة البطريرك الراعي للمرة الثالثة الى المنطقة، وهو يحمل هذه القضية، تأتي لتقول بان لديك شعبا لن تتركه، وهذا يجعلنا نتعلق بك اكثر وأكثر، في ان تكون المرجعية وضمير الشعب، واصرارك يزيدنا ثقة، ولا بد لان يستجيب الرب لهذا الاصرار، وسبق وقلنا قبل الجريمة شيء وبعد الجريمة شيء آخر، ولم نعد نرضى بلفلفة الاحداث او التصالح على مبدأ العاطفة، فالعاطفة لا تدوم، سنتمسك بمبدأ سليم وبدولة القانون، ونحن معها، فكلنا نعاني من الفلتان والخطف والفساد والاجرام، ولم يعد باستطاعتنا مواجهة الموضوع بحلول ماضية لنعود ونتدبر الامور عشائريا. قد قتلا باعتداء ظالم ولنواجه بالمنطق والقانون ونطالب المؤثرين ان يكون لهم دور ويفعلوا فعلهم ولتسمع الدولة الصوت الصافي ضمير هذه الامة".

بدوره، شكر المحافظ خضر للبطريرك الراعي زيارته "إلى هذه المنطقة العزيزة على قلبه وزيارتك الى المنطقة تعبر عن كرم وحب كبيرين لهذه المنطقة. وبالمناسبة نهنئ المطران الجديد، فالكنيسة قد انعمت على بعلبك بالمطران سمعان عطا الله، هي تنعم علينا اليوم بالمطران حنا رحمة، اما في ما يتعلق باجتماعنا بجريمة بتدعي، فانا من الاشخاص الذين تابعوا هذا الملف، وكنت على تواصل دائم وشبه يومي بهذا الموضوع، وحملني ال الفخري مسؤولية كبيرة، وكان شرف كبير لي ان اقوم بذلك، وقد اعتبرت نفسي احد ابناء العائلة واجتمعت مع الاشخاص الذي كان يمكنني ان اصل معهم إلى نتيجة، وبكل المفاوضات التي قمت بها لم ار حلا رغم اني سمعت بعض وجهات النظر والحلول التي لا تساوي شيئا بالنسبة الي، لم يكن من حل ولا حل في المستقبل الا في تسليم الفاعلين للمحاكمة، واليوم اسمح لنفسي بان اقول لانني اعرف ال الفخري جيدا، فلو اتى آل جعفر بالمجرمين الاثنين الى هذا المنزل وقالوا لال الفخري نحن نسلم انفسنا لكم، ونحن بامركم وقدموا الاعتذار وما حصل منا هو خطأ لكانت عائلة الفخري قد سامحت. فأنا ادعوهم وعبر الاعلام ان يكونوا رجالا، وكما نعرف ان اولاد بعلبك الهرمل هم رجال، فليكونا رجالا ويأتيا الى هذا المنزل ويسلما نفسيهما لآل الفخري، وانا متأكد ان آل الفخري هم اصحاب مسامحة".

ورفع الراعي الصلاة امام المزار، ورش عليه المياه المقدسة، طالبا من الله أن يحمي العائلة كما الرحمة لنديمة وصبحي.

وقدم أولاد المرحومين صبحي ونديمة الفخري لوحة تذكارية منحوته من التراث المسيحي. 

  • شارك الخبر