hit counter script

أخبار محليّة

"الديار": التلويح بالاستقالة السلامية لم يهز العلاقة مع 8 آذار

الأحد ١٥ آب ٢٠١٥ - 07:27

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قالت مصادر عاملة على خط الازمة الحكومية لـ"الديار"،  أن دعوة الرئيس سلام الحكومة الى الانعقاد لا توحي بأن هناك حلولاً لكنها تفتح الباب على تكثيف التشاور وفتح الخطوط بين المقار السياسية وخصوصا بين الرابية والسراي من جهة وبين السراي وعين التينة وبين السراي وحارة حريك. ولعل من فوائد الازمة الاخيرة منذ الاحد الماضي وحتى اليوم ان تلويح الرئيس سلام بالاستقالة كشف وفق المصادر الجهة المعرقلة لكل الحلول كما ابرزت بوضوح حجم التشظي الذي يعانيه تيار المستقبل. وبينت ايضا صراع الاجنحة داخله بين فريق عقلاني يعتمد الحوار والتفاوض مع فريق 8 آذار ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ويقوده سلام والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر وفريق آخر يتبع للرئيس فؤاد السنيورة وابرز اعمدته الوزيران اشرف ريفي ورشيد درباس والنائب احمد فتفت. وتشير المصادر نفسها الى ان حجم الفساد والزبائنية التي ظهرت بعد ازمة النفايات افقدت تيار المستقبل المنطق والعقلانية في التعاطي مع شركاء الوطن في السياسة والحوار والحكومة. وحاول نواب ووزراء المستقبل نقل كرة النار من حضن بيئتهم الشعبية ومساحات حراكهم الانتخابي الى مرمى غيرهم بلغة مذهبية وطائفية وتحريضية دأب تيار المستقبل على انتهاجها والتحدث بها منذ العام 2005 وحتى اليوم.
ولا تخفي المصادر عينها وجود حالة من الامتعاض الشديد لعودة تيار المستقبل الى مربع التحريض المذهبي والمناطقي واستحضار ريفي وغيره الاحداث المؤسفة التي فرضت على المقاومة في 7 أيار من العام 2008 ليست الا من باب التفلت من المسؤوليات والتهرب من واقع المحاسبة الشعبية لتيار المستقبل من جمهوره تحديدا ففي عكار والشمال خاض نواب التيار الازرق معارك ضارية مع ناخبيهم وقواعدهم الشعبية التي ضاقت ذرعا ولم تعد تحتمل غرقها في مستنقع تراجع المستقبل على الصعد كافة ولعل اقسى ما تعانيه هذه المنطقة هي توريط المستقبل لها في معركة خاسرة مع النظام في سوريا فالانحياز للمعارضة السورية وتورط بعض ابناء عكار في معارك الداخل السوري والقيام باعمال عسكرية وامنية لصالح التنظيمات التكفيرية وقتال بعض ابناء عكار ومقتلهم في صفوفها، كسر الثقة مع الجانب السوري وجعل المنطقة كلها تحت العين السورية والمراقبة والنار المدفعية فأي تحرك مشبوه يعني لحرس الحدود السوري عملا عدوانيا. وهذا الكلام يعني بلغة الارقام العكارية وقف التبادل التجاري والزراعي والاقتصادي مع الجوار السوري وحتى وقف كل انواع الاعمال التي كانت تدر ارباحا وصل الى التهريب بين الشعبين اللبناني والسوري. فماذا جنى العكاريون من مغامرات المستقبل؟ وهل يحتملون الاعباء الاقتصادية المتزايدة للحصار السوري من جهة ومن جهة ثانية ازمة النازحين الموجودين على ارض القضاء هذا بالاضافة الى تخلي المستقبل عنهم ووقف كل انواع المساعدات المالية التي كانت تضخ لمناصريه هناك بفعل الازمة المالية التي يعاني منها عكار.
وتضيف المصادر : وبالانتقال الى بيروت اظهرت ازمة النفايات في العاصمة وتكدس عشرات الاطنان منها حجم الهوة بين القيادة المركزية للمستقبل وبين الاطراف من جهة ثانية وبين مراكز القرار في السلطة التنفيذية ونواب العاصمة بيروت الذين ظهروا بمنتهى العجز والتخبط والارتجال لدرجة ان بعضهم سافر الى لندن وباريس لقضاء فصل الصيف هربا من مراجعات الناس وشكاويهم!
ومن بيروت الى قطع طريق الجنوب - الجية صيدا من اهالي اقليم الخروب وبلدياته المحسوبة على تحالف المستقبل- احمد الحريري والجماعة الاسلامية بسبب مطامر النفايات في المنطقة وبعد اقل من اسبوعين على اشتباك مصلى السعديات تشير المصادر عينها الى ان المستقبل ايضا يخسر جولة جديدة في الشارع السني لمصلحة الجماعة الاسلامية والحالة الاسلامية المتشددة التي باتت غالبة على مناصري المستقبل في الاطراف.
وتتابع المصادر لهذه الاسباب كلها بات واضحا ان حصر الاشتباك بين 8 و14 آذار تحديدا يجب ان يكون مع تيار المستقبل الذي عليه ان يحدد خياراته الداخلية ومن دون الرهان على متغيرات ميدانية اقليمية او تغييرات سياسية تفرضها الاندفاعة السعودية نحو الهاوية عسكريا في سوريا واليمن، وعليه اعادت اتصالات الاسبوع المنصرم بين حزب الله وحركة امل عبر وزرائهما في الحكومة مع الرئيس سلام، تجديد الثقة بحكمة الاخير ووعيه لخطورة المرحلة كما اكدت التمسك بالحكومة كآخر معقل وشاهد على ما تبقى من دولة لبنانية.
ولزاما القول تتابع المصادر ان مطلع الاسبوع سيشهد تزخيم الاتصالات للملمة الوضع والتوجه الى جلسة الاربعاء بما يحفظ حلاً لمسألة النفايات وايجاد مخرج لملف رئاسة الاركان يحفظ للعماد عون مبدئيته في رفض التمديد ويعيد ترتيب العلاقة مع سلام وخصوصا ان المعلومات الواردة من الرابية تشير بوضوح الى رد مدو سيلجأ اليه التيار الوطني الحر في حال اصر المستقبل ومن ورائه في عواصم الخليج ان يستمر في معركة كسر العماد عون.
 

  • شارك الخبر