hit counter script

مقالات مختارة - جاد صعب

عباس يوفد عزام الاحمد الى لبنان

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٥ - 07:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

مخيم عين الحلوة .. يخطو بثبات نحو الانفجار، وسكانه يقضون يومياتهم بكثير من القلق، ويحصون كل يوم حصيلة جديدة من الحصاد الدموي، من دون ان تلتفت القيادات الى ما يجري بمسؤولية، في ظل غياب اي مؤشر لمعالجة جدية تُخرج المخيم وسكانه من دائرة التوتير، ووسط تساؤلات باتت تُطرح.. هل تلجأ المجموعات الارهابية التي تُمسك بمفاتيح «لعبة الموت» الى التفجير الواسع.. تلبية لحسابات الاجندة الوافدة من خارج المخيم.
على الرغم من خطورة ما تحمله التفجيرات الامنية المتمثلة بحرب الاغتيالات والتصفيات، والتي كان اخطرها اغتيال مسؤول عسكري برتبة عميد في حركة «فتح» طلال البلاونة، بعد خمس محاولات اغتيال جرت في الاعوام السابقة، وما تلاها من تصفيات جسدية متفرقة، وارتسام مربعات امنية داخل احياء المخيم، الا ان التوجه العام للقيادة السياسية لحركة «فتح» لا تُلبي رغبة الشارع الفلسطيني في المخيم، لانهاء وجود القوى والمجموعات الارهابية المتورطة في المسلسل الامني في المخيم، وكشفت مصادر قيادية فلسطينية، ان قيادة «فتح» في رام الله، وعبر مسؤول ملف المخيمات الفلسطينية في لبنان عزام الاحمد، ابلغ القيادات السياسية والعسكرية في حركة «فتح» في لبنان، بضرورة التزام الهدوء، وعدم الدخول في معارك عسكرية مع المجموعات المتورطة في مسلسل الاغتيالات والتفجيرات التي سجلت مؤخرا في المخيم.
ولفتت الاوساط الى ان الاحمد كان حازما في طلبه، مشيرا الى انه المح الى امكانية اتخاذ اجراءات تنظيمية ومالية ضد كل مسؤول فتحاوي يتوجه للحسم العسكري داخل مخيم عين الحلوة، وهو توجه لاقى استغرابا واستهجانا لدى القواعد العسكرية في حركة «فتح»، لكن الامور، في رأي الاوساط نفسها، لا يمكن ان تستمر على هذه الوجهة الى الابد، لان الوضع في المخيم ينذر بالكثير من المخاطر، في ظل تنامي المجموعات والتنظيمات الاسلامية المتشددة، التي تتناغم مع سياسات تنظيمات ارهابية، سيما انه سبق لمجموعات عين الحلوة، ان اعلنت مبايعة واضحة لتنظيم «داعش» وبعضها يتناغم مع «جبهة النصرة»، وان عشرات من مقاتليها قاتلوا الى جانب هذين التنظيمين في سوريا وقتلوا، واقيمت لهم الصلوات في المساجد التي يسيطرون عليها داخل المخيم.
وتكشف الاوساط، عن ان خطورة الوضع الامني في «عاصمة» الشتات الفلسطيني عين الحلوة، فرضت على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ارسال الاحمد الى لبنان في المقبل من الايام، لاجراء مشاورات و«شدشدة» الاوضاع التنظيمية داخل حركة «فتح»، والتشدد في الالتزام بعدم زج المخيم في صراع دموي مع التنظيمات الارهابية، لكن المصادر قللت من اهمية الزيارة، لان زيارات مماثلة سبقتها، وجرت على وقع احداث امنية اخطر من تلك التي تجري، ولم تتقدم معالجة جدية لاخراج المخيم من دائرة التوتير الامني الذي بات يهدد المخيم وسكانه.
وتوقفت الاوساط الفلسطينية عند سلوك حركة «حماس» تجاه الاحداث الامنية الجارية في اكبر المخيمات الفلسطينية، وقال ..يبدو ان «حماس» ما تزال تتعامل مع مخيمات الشتات، انطلاقا من مصالها السياسية في قطاع غزة، حيث تضع كل الملفات الفلسطينية، وبخاصة ملف اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات، على قاعدة حساب الربح والخسارة من هذا الملف او ذاك.
وتسأل، ما معنى ان تقلل حماس من خطورة الوضع الامني والتداعيات التي يمكن ان يخلفها اي انفجار امني كبير؟، او القول ان الوضع في مخيم عين الحلوة، يشبه الوضع في اي منطقة لبنانية، وان لا شيء يدعو للقلق، وهي في كل مرة تنفي ان تكون المجموعات الارهابية التي تتستر بغطاء اسلامي، محمية من جهات فلسطينية او اقليمية، وتبقى مراهنتها الاولى والاخيرة على القوة الامنية الفلسطينية التي شكلتها القوى والفصائل الفلسطينية، لكن هذه القوة اثبتت بالتجربة انها عاجزة عن معالجة اشكال امني بسيط، فيكفي لها ان تكون قادرة على حسم الوضع داخل المخيم، امام عملية اغتيال منظمة طالت مسؤولاً عسكرياً كبير في حركة «فتح» او اغتيال الناشطين في «سرايا المقاومة» قبل ثلاثة اشهر.
وتضيف الاوساط، ان ما يحتاجه المخيم وحدة القوى والفصائل الفلسطينية التي عليها واجب رفع الغطاء عن كل جهة تسيء الى المخيم وسكانه، وبالتالي العمل عسكريا على انهاء اي حالة امنية تطلق عمليات ارهابية داخل المخيم وخارجه، حتى ولو فرض ذلك فاتورة دم كبيرة.. ولمرة واحدة.

  • شارك الخبر