hit counter script

مقالات مختارة - منال الربيعي

حزب الله يحذر من «المناورات» السياسية

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٥ - 07:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

لم يحمل الأسبوع الطالع أي تغييرات تُذكر على صعيد إنعقاد جلسة مجلس الوزراء التي تأجلت - كما قيل - لإفساح المزيد من الوقت للتشاور بين الفرقاء السياسيين، بعدما أدرك الجميع عدم قدرتهم على الخروج على الشعب اللبناني «الغاضب» بجلسة الـلاجديد، وتمّ إختيار طريقة الجلسات المصغّرة لبحث موضوع النفايات المعقّد على أكثر من صعيد لدرجة تعليق أحد السياسيين بالقول: «إن زبالة لبنان تبدو أكثر تعقيدا من تعيين القادة الأمنيين» !
إذا استمع رئيس الحكومة تمام سلام لنصائح المقرّبين منه وتحديدا سعد الحريري ووليد جنبلاط ممثّلا بالوزير أبو فاعور، وتمّ إلغاء جلسة الثلاثاء الماضي وتأجيلها ليوم الخميس، حيث تُشير مصادر متابعة أن لا جديد في الأفق يمكن مناقشته بموضوع آلية العمل الحكومي أو التعيينات التي يعمل على معالجتها «بالمفرّق «بعد فشل حلّها على طريقة السلّة الواحدة وهو ما يحاول وزير الدفاع سمير مقبل مقاربته من زاوية «كل شي بوقتو حلو» وهي فحوى الزيارة التي قام بها إلى الرابية وناقش فيها الجنرال عون بموضوع التعيين لرئاسة أركان الجيش المقررة مطلع الشهر المقبل حيث لا توقعات جديدة فيها لغاية اليوم سوى التمديد.
مصادر سياسية متابعة لملف التعقيد الحكومي أشارت إلى أنّ خطابيّ السيد نصرالله الأخير هما اللذان حرّكا الركود السياسي الحاصل لجهة تظهير موقف كل طرف بوضوح دون مواربة ولا تسويف , وإن كانت كل التوقعات تشير إلى عدم إمكانية إحداث خرق مهم في جدار الأزمة الحكومية القائمة سوى تحذيرات السيد نصرالله الأخيرة التي كان لها شقان داخلي وخارجي، وقد تمّ توضيح المسار الذي ينوي حزب الله إنتهاجه أو ما يمكن تسميته بإعادة التأكيد على ثوابت وإستراتيجية حزب الله مع الأصدقاء والخصوم على حد سواء، تتابع المصادر أن الجديد في خطابه الأخير هو اللهجة الصارمة التي توجه بها إلى رئيس الحكومة تمام سلام بشكل مباشر وفيها من «النهي» والتحذير من خطوة «إستقالة» قد يكون الرئيس سلام بصدد التلويح بها، والتي إعتبرها السيد خطوة بإتجاه الفراغ .. والمجهول. تتابع المصادر السياسية بالقول: لقد أثمر هذا التحذير خروج بيان واضح من رئاسة الوزراء تنفي فيه الإشاعات والأقاويل التي تحدثت عن نية الرئيس سلام تقديم إستقالته في حين كانت كل مصادر حلفائه تؤكد أن الخيار طُرح على طاولات التداول، وأنّ إتصالات إقليمية وغربية طلبت منه التريث. هذه الأخبار قد تمّ التداول بها في غضون ساعات من دون أن ينفيها أحد , إلى أن خرج السيد نصرالله - على غير عادته وبشكل مباشر- وتلا «بيان النهي» عن الإستقالة لإنها سوف تكلّف الطرف الذي يسعى لها الكثير - على حد قوله- وهو بذلك يكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد، أولا قطع كل الأقاويل حول مسؤولية ورغبة حزب الله أو حليفه عون بـ «تطيير» الحكومة وهي تُهمة أُلصقت بالجنرال منذ بداية الخلاف الحكومي، أما النقطة الثانية فهي تحميل الرئيس سلام مسؤولية مباشرة وتغيير لهجة الودّ التي لطالما أحاط بها حزب الله الرئيس سلام ومَدح صبره وحياديته والبيت السياسي العريق الذي ينتمي له. وبهذا الكلام تكون قد أرسلت إشارات إلى حلفاء الرئيس سلام في تيار «المستقبل» وخارج الحدود أيضا وتحديدا المملكة العربية السعودية وهي الحريصة على بقاء الطائف حيًا إلى أبد الآبدين، لأنه الصيغة الوحيدة التي تضمن لسُنة لبنان ما تحقق لهم على صعيد الحقوق والإمتيازات السياسية والتي يمكن أن تتهدد كلها دفعة واحدة ,إذا ما إنهار الصرح الأخير من نظام الدولة ومؤسساتها ويصبح الحديث عن «عقد تأسيسي» جديد للنظام هو المخرج الوحيد الذي لايصبّ في صالح الرئيس سلام ولا فريقه السياسي، لا بل على العكس هو ما تحاربه المملكة وتسعى لحمايته من كل الملوّحين بضرورة هذا الطرح.
الأوساط المراقبة تقول إن حزب الله إفتتح موسما جديدا من التعاطي السياسي الداخلي مع أخصامه السياسيين يقوم على طريقة خلط الأوراق وتبادل الأدوار، وقد نجح في المرحلة الأولى عندما نزع صفة «تطيير» الحكومة أو محاصرتها عنه، ورمى بهذه التهمة إلى ملعب الفريق الآخر بشكل واضح، لا بل قد سمّى الأشياء بأسمائها وتحديدا تيار «المستقبل» الذي وضع في واجهة الإتهام وهو ما دفع برئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة للردّ بشكل مباشر وعنيف على السيد نصرالله لكنه لم ينجح كثيرا في نَفي أسس الأزمة الواقعة بين الجنرال عون وتيار المستقبل القابع في «برجه العاجي» كما وصفه السيد - وهنا تكون رسالة التضامن والتحالف واضحة بين «التيار الوطني» وحزب الله عندما رفض لعب دور الوساطة لإنه حليف وطرف وشريك وليس محايدا، وهي جرعة دعم أعطيت للجنرال بعد الأحداث السياسية «المُحبِطة» التي تعرّض لها التيار مؤخرا.
تختم الأوساط المتابعة بالقول، لقد نجح حزب الله بقطع طريق الإستقالة على تمام سلام فيما لو كانت تراوده أو حتى كانت من باب التلويح والضغط وأكد مع حلفائه التمسك بحكومة «أضعف الإيمان» وأستطاع أن يوجّه الأنظار لخطورة الفراغ الذي قد تسببّه إستقالة سلام على تيار«المستقبل» تحديدا لإنها قد تترك الباب مفتوحا لخيارات يحاول حزب الله عدم مقاربتها حاليا مع العلم أن تكلفتها عليه سوف تكون أقلّ من غيره على قاعدة.. اللهم إني قد بلّغت !
 

  • شارك الخبر