hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

قتلة المقدّم ربيع كحيل بطل البارد وعرسال محميون سياسيا

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٥ - 05:26

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم يكن المقدّم الشهيد ربيع كحيل يتوقّع يوماً أن تكون بلدة بدادون (قضاء عاليه)، الهانئة والملتحِمة بالمؤسّسة العسكرية، هي الساحة التي يسقط فيها بسلاح الغدر، فتغفو عيناه الى الأبد قبل أن تودّعا عروسه وطفلهما ربيع إبن الشهر الواحد، في وقت كان ينتظرهما الكثير من المرح والحب، لكنّ بطل معارك نهر البارد وعرسال، سقَط ضحيّة جديدة للفلتان الأمني، الذي لم يعد يوفّر بلدة أو منطقة.
هل هو «السلاح المحميّ» الذي كان وراء مقتل كحيل إثر إشكال فرديّ وقَع قبل أربعة أيّام على طريق بدادون - القماطية؟ وما الذي دفَع بنجل رئيس بلدية حومال (قضاء عاليه) إيلي ضو، ورفيقه هشام ضو، الى إطلاق النار في اتجاهه؟ أسئلة لا تزال الإجابة النهائية عنها في عهدة التحقيقات الأولية التي تتولّاها مخابرات الجيش.

وفيما سلّم رئيس بلدية حومال خليل ضو ابنه، إيلي، إلى مخابرات الجيش، داعياً إلى أن يأخذ القضاء مجراه، تردّد أنّ جهات نافذة سهّلت فرار هشام الى خارج لبنان، لكنّ المعلومات تضاربت بالنسبة الى الجهة التي فرّ إليها بين تركيا وأوكرانيا.

وفي السياق، أكد مصدر رفيع متابع للتحقيقات لـ»الجمهورية» أنّ المشبوهين معروفان بأنهما من «الزعران» المحميّين سياسياً، وأنّ أهالي بدادون وحومال يشيرون إليهما بهذه الصفة، علماً أنّ فرار هشام قد تلا الساعات الأولى للجريمة»، مشدداً على أنّ «السكوت عن ظاهرة المحسوبيات لم يعد جائزاً».

وفي تفاصيل الجريمة، روَى المصدر أنّ كحيل «كان في ثيابه المدنية وقد ركن سيارته الى جانب الطريق لإجراء مكالمة هاتفية، قبل أن يصل الجانيان فيسألانه عن هويته بحيث عرَّف عن نفسه وأنه ضابط في الجيش، لكن رغم ذلك طلبا منه إبراز بطاقته العسكريّة، الأمر الذي رفضه كحيل، عندها أطلق إيلي أربع رصاصات في اتجاهه، وأصابه في رجليه قبل أن يفرّ الجاني الى جهة مجهولة».

وفي وقت نفى المصدر أن يكون المسدس المستخدم في الجريمة كاتماً للصوت، أعلن أنّ «التحقيقات الأوليّة لم تُبيّن وجود نيّة مسبقة في استهداف كحيل او اغتياله». ونفى المصدر أيضاً ما تداوله بعض وسائل الإعلام بأنّ الرصاص المستخدم هو من النوع المتفجّر، لكنّه لفت إلى أنّ إصابة كحيل في الشريان الابهر أحدثت نزيفاً حاداً لم يستطع معه الأطبّاء إنقاذ حياته.

لكنَّ المصدر استغرب في الوقت عينه «بقاء كحيل أكثر من 20 دقيقة مضرّجاً بدمائه على الطريق، من دون أن يلقى مساعدة من أحد»، سائلاً: «أين اختفت «النخوة» لدينا فتُرك كحيل يُصارع الموت على قارعة الطريق، وقَبله جورج الريف الذي واجَه قاتله وحيداً في الصيفي؟».

ولفت إلى أنّه إثر الإشكال صودف مرور عنصر من الجيش في المكان فأبلغ قيادته بوجود جريح، عندها أحضر الصليب الاحمر لتظهر لاحقاً هوية الضحيّة، فتمّ نقله الى مستشفى الجامعة الأميركية حيث صارع الموت، الى أن أسلم الروح أمس.

وأكّد المصدر أن لا تهاون مع المتورّطين، لافتاً إلى «دهم منزلي المشتبهين في حومال إثر الجريمة، لكن من دون العثور عليهما، في وقت تستمر التحقيقات»، مشدداً على «أن لا نيّة باتخاذ اجراءات استثنائية في البلدة، لكي لا يصبح أهلها الذين يتعاونون أصلاً مع الجيش بمثابة المعاقبين».
من جهتها، طالبت عائلة كحيل بالعدالة ووضعَت القضية في عهدة الجيش اللبناني، منتظرة ما ستؤول اليه التحقيقات.

«تحت سقف القانون»

وفي اتصال مع «الجمهورية»، أكّد والد إيلي رئيس بلدية حومال خليل ضو، «اننا مع الدولة وتحت سقف القانون، ولا أحد يعلم كيف وقع الإشكال». ونفَى أن يكون هناك أيّ معرفة بين الجناة وكحيل، لافتاً في الوقت عينه الى أنّ كحيل هو أحد أصدقائه وأنّه هو أيضاً كان من أبناء المؤسسة العسكرية، ولن يرضى مطلقاً فرار ولده ويطالب بإحقاق الحق.

ولفت الى أنّ السيارة كانت «عتيقة ومطمّشة» ومتوقفة عند مفرق منزلنا»، ثم استطرد: «لا أحد يعلم شيئاً، لنترك المسألة للتحقيق». واعترف أنّ كحيل عرّف عن نفسه على أنه ضابط في الجيش، مشيراً الى أنّه رفض المساعدة لنقله الى المستشفى.

امّا رئيس بلدية بدادون الياس الحويك، فقد استنكر بدوره الجريمة، مطالباً بالتحقيق. ونفى أن يكون هناك تأخير في نقل كحيل الى المستشفى، بل تمّ الإتصال فوراً بالصليب الاحمر.

«شهيد بدادون وحومال»

واكتفى ضو والحويك بالبيان الصادر عنهما وعن مختاري القريتين وفاعلياتهما وأهاليهما باستنكار «الحادث المأسوي الذي أدّى الى استشهاد المقدم البطل ربيع كحيل»، مقدماً «أحرّ التعازي وأصدقها إلى قيادة الجيش وأهل المقدم الشهيد وذويه ورفاقه».

وأكّد البيان «انّ منطقتنا كانت وما زالت من داعمي المؤسّسة العسكرية، وتُقدّر عالياً دورها الوطني في محاربة الارهاب والدفاع عن الوطن»، مطالباً أن «يأخذ التحقيق مجراه كاملاً في هذا الحادث المأسوي الفردي، وأن تُطبّق العدالة القضائية والتزام ما يصدر عن القضاء اللبناني في شأنه».
واعتبر البيان أنّ كحيل «شهيد البلدتين أسوة بشهدائها وشهداء الوطن الابرار»، مجدداً «الدعم المطلق للمؤسسة العسكرية والوفاء للوطن».

سعاد مارون - الجمهورية -

  • شارك الخبر