hit counter script

خاص - ابراهيم درويش

نجح رصاص الغدر حيث فشل الاعداء... ربيع كحيل وداعاً

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٥ - 09:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في معتقدات الأغلبية أن الله يختار الطيبين من الناس ليترفّع بروحهم عن دنس هذه الأرض الملوثة بالافتراء والغش والخداع والتآمر وزهق الارواح.
أن تستهل نهارك بخبر سار في لبنان بات يحتاج الى صلوات وعجائب، ولا سيما في ظل انحدار القيم والمبادئ، لا سيما أننا بتنا في بيئة تستسهل القتل وتستنزف مع كل اشراقة شمس أطفالاً وأبطالاً وابرياء، إشباعاً لغريزة نهمة في تنشق رائحة الدم بغض النظر الهدف المنشود.
المقدم ربيع كحيل فارق الحياة صباح اليوم، لم يقو على مقاومة رصاصات الغدر، نجح الفاعلون في فعل ما عجز عنه أعداء لبنان المتمرسون، ومرة أخرى نجحت شريعة الغاب في التفرد بالسيادة على الساحة اللبنانية.
 سنكتب كلماتنا الخجلى هذه، وسيواصل أهل البطل البكاء، وسيبكيه كل لبنان، فهو دافع عن الوطن والارزة ودافع عني وعنهم وعن الكثيرين ليأمنوا في منازلهم، كما ستمتلئ صفحات التواصل الاجتماعي بصور الشهيد كحيل، ستجتاح تلك الصفحات موجة عارمة من الغضب والاستنكار، وستستكمل الحياة بشكلها الطبيعي، فنحن سلمنا للأمر الواقع، وسلمنا أن هذه هي اقدارنا في بلدنا.
ذلك الذي لم تتمكن منه السهول والأودية في عرسال والبارد قتل وبدم بارد، ذلك البطل القي على قارعة الطريق في نهار أسود، لم يقتل بالبزة العسكرية شاهراً سلاحه يزود عن لبنان، بل قتل لأن يد الغدر اختارت أن تقتله، حتماً هي لا تعرفه، وهي حتماً لا تعرف تقديماته وسجل بطولاته، والا لما تجرأت على فعل ذلك.
أيها البطل، نبكيك أحرفاً تمزّق أصابعنا وتُجرّح قلوبنا، فصورتك أيقونة من الأرز العصي، وتلك الرصاصات سوسة تمعن في كل فرصة سانحة بنخر أرزتنا لتسقط من جسدها الشامخ كل يوم فرع، لنبقى وطناً بجذور ولكن بلا ظل.

  • شارك الخبر