السفير

سارت جلسات مؤتمر «مسيحيو الشرق الاوسط: تراث ورسالة»، في جامعة سيدة اللويزة، وفق المسار الذي رسمته لها «الرابطة المارونية» على لسان رئيسها سمير ابي اللمع الذي أكد ان «هذه الفعالية المسيحية العالمية لن تكون صرخة انفعالية تجاه ما يجري في عالم نحن في صميمه وفي ذاته، وانما دعوة هادئة الى التفكير العميق في مسائل كيانية ديمغرافية وجغرافية ومتغيرات الهوية العربية وتطاول الحضارتين المسيحية والاسلامية على حد سواء».
هذا ما تبدى في جلسات المؤتمر في يومه الثاني والاخير وتميزت بمشاركات حيّة وعملية وارقام مدروسة بعيدا من الخطابات والانشائيات. ووفق المنظمين فإن «المسألة لا تتعلق بأن نصرخ وكفى، وانما بالمتابعة الحثيثة». ولذلك إن حصيلة المشاركات في المؤتمر برعاية البطريرك بشارة الراعي، موضوعة حاليا على طاولة التمحيص النهائي على ان تعلن على شكل توصيات في مؤتمر صحافي في موعد يعلن عنه هذا الاسبوع.
في جلسة حملت عنوان «استراتيجية واعلام» وادارها انطوان سعد، عاد راعي ابرشية عكار الارثوذكسية المتروبوليت باسيليوس منصور الى اصول المسيحيين في الشرق الاوسط. كما تحدثت رئيسة دير مار يعقوب قاره ـ سوريا الأم أغناس مريم الصليب عن «مسيحيي سوريا عبر الاعلام والتجربة المريرة التي عايشوها بعد أن اكتسحت النيران المعالم الحضارية والانسانية والدينية». وعن الوجود المسيحي في نينوى، تحدث الباحث اللغوي الدكتور روبين بيت شاموئيل فسأل «الضمير الانساني عمن يتحمّل مسؤولية خلو الموصل ونينوى من سكانهما المسيحيين الاصليين».
واسهبت المديرة التنفيذية للهيئة الوطنية الارمنية في الشرق الاوسط فيرا في الحديث عن «الابادة الارمنية» وصولا الى «المجازر المعاصرة». وعن مسؤولية الاعلام، تحدث المدير العام لمحطة «تيلي لوميار» رئيس مجلس ادارة «نورسات» جاك كلاسي».
عن «التنمية الاقتصادية والاجتماعية»، عنوان الجلسة الثالثة التي ادارها عميد كلية العلوم الاقتصادية في الجامعة اللبنانية غسان شلوق، تحدث رئيس مجلس ادارة «مؤسسة كفالات» الدكتور خاطر ابوحبيب عن سبل التمويل ودعم المبادرة الفردية. وفي مداخلة مدعومة بالارقام تحدث مؤسس «لابورا» الاب طوني خضرا عن «الانخراط المسيحي في القطاعات العامة لدول الشرق الاوسط.
وبينما تناول رئيس الجمعية المارونية في الكويت جوزف اسطفان «الانخراط المسيحي في القطاعات الخاصة لدول الشرق الاوسط»، تحدث رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للمؤسسة العامة للاسكان المهندس روني لحود عن «السياسة الاسكانية للشباب اللبناني». وفي الختام القت الدكتورة سوزان جبور كلمة عن دور المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية في خدمة «القضية المسيحية».