hit counter script

مقالات مختارة - ليا القزي

«مؤتمر مسيحيي الشرق»: هل هذا ما يحتاجه المسيحيون؟

السبت ١٥ تموز ٢٠١٥ - 08:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الاخبار

«الكلمات التي ألقيت جميلة جداً، لكن المهم هو النتيجة التي سترشح عن المؤتمر؟»، يقول الأنبا مرقس، ممثل بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تواضروس الثاني.
كلام الأنبا جاء بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «مسيحيو الشرق الأوسط: تراث ورسالة» الذي نظمته الرابطة المارونية في جامعة سيدة اللويزة. يرى ممثل الكنيسة القبطية أن من «الضروري إنشاء لجنة تتابع وتفعّل العمل لمساعدة المسيحيين... لازم يبتدي الصوت يرتفع»، دون أن يجيب عن سؤال: «لماذا تثابرون على المشاركة طالما أنكم فقدتم الأمل من هذه المؤتمرات؟».

في بهو القاعة التي عُقد فيها المؤتمر، وقف أعضاء الرابطة المارونية يستقبلون الوافدين. «وصل سيدنا»، فتسابق كل من رئيس الرابطة سمير أبي اللمع والوزير السابق وديع الخازن لاستقبال الكاردينال بشارة الراعي.
مع دخول عناصر من الكشافة إلى القاعة حاملين الشموع، أطفئت الأضواء. 28 شمعة وُضعت في الوسط على شكل صليب، فيما الأصوات تصدح: «شمس مارون اسطعي». ربما اختصر هذا المشهد واقع المسيحيين في العالم العربي الذين لا حول لهم سوى في الرجاء. فلا يكتمل المشهد، مثلاً، من دون أن يقف ممثلو الكنائس المشاركة للصلاة. بعد بركة الراعي، ألقى مقدم الاحتفال ريكاردو كرم كلمة طلب في نهايتها من المتحدثين التزام الدقائق الخمس المخصصة لكل منهم «وإلا فلن تتمكن القنوات من نقل كلمة الراعي مباشرة، وهذا ما نتمناه. عفواً... ما لا نتمناه». هفوة كرم لم تمرّ من دون موجة ضحك واستهزاء من الحضور.

 

11 متكلماً في الجلسة الافتتاحية أعادوا الجمل نفسها بصيغ مختلفة. «البطولات والملاحم» المسيحية في الشرق على مرّ التاريخ كانت هي «زبدة» الكلمات التي لم تغب عنها السياسة.
البداية كانت مع كلمة رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر فادي جرجس، الذي جدد الرفض لكل «المشاريع التي تبني أجندتها على حسابنا... لا نطلب الحماية ولا نحنّ إليها، إنما حرصنا على المسيحيين ينبع من حرصنا على الإنسان».
بعد ممثل جامعة «اللويزة» سهيل مطر، وصف أبي اللمع المؤتمر بأنه ليس «صرخة انفعالية، بل دعوة هادئة إلى التفكير العميق في مسائل كيانية ديموغرافية وجغرافية». أما بالنسبة إلى الهجرة، فـ«صحيح أنها تشمل مسيحيين ومسلمين، إلا أن تهجير المسيحيين سببه الأساس تصاعد المدّ الأصولي الإسلامي المتطرف». وتغنى وديع الخازن بتوالي «المؤتمرات المثمرة والمنتجة»، دون أن يخبر كيف أفادت المسيحيين. أما الوزير السابق ميشال إده، فرأى أنه لم يكن للمؤتمر أن يُعقد إلا في لبنان «على امتداد الجغرافيا العربية وغير العربية أيضاً، في هذه المنطقة التي اصطلح على تسميتها الشرق الأوسط». النائب «المشاكس» نعمة الله أبي نصر، كما وصفه مقدم الاحتفال، تحدث عن الإجحاف بحق المسيحيين: «لا يجوز لأي طائفة أن تستأثر في الحكم ولنا من تجارب الماضي العبر».
«عند الموارنة يجب البدء باللغة الفرنسية»، قال الأمين العام للكنائس المصلحة في العالم القس كريس فرغسون. في كلمته الارتجالية التي تخطت الوقت المخصص، تحدث فرغسون عن التحديات التي تواجه المسيحيين في كل من سوريا والعراق وفلسطين ومصر ولبنان. أما المطران ارسيني سوكولوف، ممثل بطريرك موسكو كيريل، فقال إن «مسيحيي اليوم يواجهون التحديات التي واجهها مسيحيو الأمس. إننا نجتمع لبحث سبل العمل معاً من أجل مواصلة الرسالة». السفير البابوي في لبنان غابريـال كاتشيا ذكّر، بدوره، بما يقوم به الكرسي الرسولي من أجل المسيحيين في الشرق الاوسط.
من جهته دعا وزير الخارجية جبران باسيل الى «يقظة شاملة، مسيحية أولاً ووطنية ثانياً، تحمينا وتدافع عن مشرقيتنا المنفتحة»، مضيفاً أنه لذلك «نقاوم بالسياسة بكل ما هو مشروع ولن يغلبنا أحد ولن يكتب لنا السقوط».
آخر الكلمات كانت مع الراعي، الذي طلب من كل كتلة نيابية «تعيين مرشحها النهائي المقبول من الآخرين، على أن يكون مميزاً بصفة رجل دولة معروف بتاريخه الناصع». أعمال المؤتمر استكملت بالجلسات الحوارية التي تناولت جميع جوانب «الحياة المسيحية»، وهي تنتهي اليوم مع إعلان خريطة طريق المرحلة المقبلة.

  • شارك الخبر