hit counter script

مقالات مختارة - عيسى بو عيسى

لبنان والخيارات المفروضة

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٥ - 06:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

بصورة قاطعة تجزم مصادر وزارية حالية ان الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى لن يوقف الحروب في المنطقة ابتداء من سوريا وصولاً الى اليمن والعراق، وان نصيب لبنان من هذا المشهد هو المزيد من التفسخ السياسي والاهتراء الاقتصادي وصولاً الى الامكانية الموجودة لتفجيرات امنية واغتيالات على الارجح سوف تجري وفقاً لأجندة الصراع القائم بصورة أدق بين السعودية وايران ويبدو تظهير هذا الواقع قائماً بصورة جلية بعد سلسلة الاتصالات الاقليمية بالساحة اللبنانية والذي يمكن ان يتبلور بشكل سياسي على الاقل وذلك بالثبات على المواقف والتشبث من وراء المتاريس بالمصالح الامنية والشخصية انما على خلفية الصراع الاقليمي.
وتتخوف هذه المصادر من وصول الوضع اللبناني الى نقطة اللاعودة في مختلف القطاعات الانتاجية التي ينعكس انتاجها سلباً وفق السياسة القائمة في البلاد. اما امنيا فلا تخفي هذه المصادر خشيتها من هجمات ارهابية على مواقع حساسة رسمية او عسكرية بموازاة امكانية فلتان الوضع الى الجهة الجنوبية بالغرب من حاصبيا وشبعا على الحدود السورية التي سترمي اسرائيل بثقلها من اجل ايقاع الفتنة تحت حجة حماية حدودها خصوصاً ان التنسيق بين «جبهة النصرة» التي اختارها الكيان الصهيوني كجماعة ارهابية معتدلة، وابتعدت عن «داعش» لاتهامها بالارهاب عالمياً. لكن واقع الحال تضيف المصادر، ان «النصرة» هي جزء من تنظيم «القاعدة» الارهابي ولكن بتلوينات مختلفة. هذا المشهد في جنوب وشرق لبنان مرشح للتفاعل عسكرياً واللعب على التناقضات القائمة في منطقة حاصبيا وشبعا حيث التنوع الطائفي موجود في مختلف البلدات وامكانية الاستجابة لخبرات اسرائيل في التحريض ليس باستطاعة الجميع القيام به على أكمل وجه، ذلك ان العديد من البلدات في تلك المناطق يتواجد فيها العشرات ممن يتضامنون مع «جبهة النصرة» او التقرب منها بشكل يؤدي الى افتعال مشكل تمهيداً لتوسعه مع دخول يد المخابرات الاسرائيلية التي ترى ان محاربة ايران والاتفاق النووي يمكن تنفيذه على الاراضي اللبنانية كرد اسرائيلي على ما يمكن ان يحققه هذا الاتفاق لايران على الساحة الداخلية في لبنان التي تمتلك الجمهورية الاسلامية اذرعاً فيه ويمكن خلق بلبلة، وبالتالي على الداخل اللبناني الذي يبدو مؤهلاً لهكذا صدمات خصوصاً مع تواتر المعلومات لدى الاجهزة الامنية عن وجود شبكات ارهابية على شكل خلايا عنيفة وهي اذا ما استطاعت الضرب في مناطق حزب الله السكنية فسوف ترتد الى بنك اهداف سهل وهي المناطق الآهلة في غير اتجاه ذلك ان الهدف زعزعة الامن في لبنان بالرغم من كافة التأكيدات الدولية بأن لبنان غير قابل للانفجار.
الا ان هذا الانفجار وان لم يقع بشكل واسع، فان هذه المصادر تعتبر ان البلد الهش سياسياً واجتماعياً وامنياً قابل للتوافق والتناغم مع مجرد تفجيرات مشبوهة هدفها خلق البلبلة لترافقها الاشاعات التي تنتشر كالنار في الهشيم وعندها «يفلت الملق» ولا أحد باستطاعته ضبط الشارع الذي بالامكان توقع ردات فعله في بداية الامر، الا ان انفلاشه ولو بشكل بسيط يؤدي بلبنان في كومة من نار.
وتدعو هذه المصادر الى عدم التطلع نحو الركض الاوروبي باتجاه ايران سبيلاً او مؤشراً لتحسن الحال في المنطقة، فالاتفاق النووي محدود النتائج على ايران والدول الكبرى، واي ملف آخر لم تتم معالجته حتى الساعة واكبر دليل على ذلك كلام مرشد الثورة الاسلامية في ايران الامام الخامنئي بأن اميركا مستكبرة وظالمة وستبقى الجمهورية الاسلامية داعمة لمحور المقاومة في العراق وفلسطين وسوريا واليمن تجاه الغطرسة الاميركية، وما صدر عن جون كيري وزير الخارجية الاميركي كرد فعل على هذا الخطاب.
نعم تقول هذه المصادر فان الذي جرى في فيينا ليس من نوع العسل المحدد بمذاقه الطيب انما هناك العلقم الذي سيسير بموازاته وهذا ما تم تبنيه من مطالب اميركية لايران بالتعاون على حل ما لملفي سوريا واليمن فيما العقل الايراني يتجه نحو المزيد من الدعم للرئيس السوري بشار الاسد وحزب الله وانصار الله في اليمن.
وسط هذا المشهد الاسود تتأكد هذه المصادر ان لبنان مقبل على خراب موضعي من كافة نواحيه وما اختفاء المبادرات لرأب الصدع داخل حكومة تمام سلام من كافة الفرقاء سوى صدى لقرقعة السلاح في الخليج بحيث ان الجميع ينتظر تسجيل بطولات عسكرية على الارض في اليمن وسوريا ليبنى على الشيء مقتضاه وان كل ما يجري في لبنان مجرد حملة من المؤمنين بوطنهم يعملون على ترميم الهيكل العظمي المتبقي في البلاد، ولا تريد هذه المصادر استعراض المؤسسات المعطلة في لبنان ذلك ان تعداد العاملة منها كفيل بمعرفة الفراغ الذي يعيشه البلد وبالتالي سكانه والقائمون عليه، فالمظاهر الشكلية لا قيمة لها امام المضامين بالنسبة للاتفاق النووي فذاك امر يمكن التشبه به بالاحتفال والامر لا يدعو الى الطمأنينة.

  • شارك الخبر