hit counter script

باقلامهم - المحامي لوسيان عون

الجميزة 1949 ? 2015 سفاحون مروا من هنا... ولكن قبضة العدالة تغيرت

الثلاثاء ١٥ تموز ٢٠١٥ - 06:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من لم يسمع بالسفاح فيكتور عواد الذي شغل الرأي العام وهزت جرائمه الجميزة ولبنان بين عامي 1948 و1949؟
كثر من عايشوا الحدث في تلك الحقبة، وكثر من هم من الجيل الحديث قرأ جرائمه المروّعة في كتب التاريخ، انما يوم ارتكب السفاح مجازره الواحدة تلو الاخرى كانت الجميزة في حمى رجال وحكّام كان شعارهم الحزم وهم الشيخ بشاره الخوري والرئيس الراحل رياض الصلح الذين مضوا على حكم اعدام عواد.
فيكتور حنا عواد كان في سن الـ35 عاماً، من قرية فتري في جبيل ومقيم في منطقة الجميزة يعمل في حانوت لبيع الفحم يملكه عمه كان قد دخل سلك الجندية قبل عمله في الحانوت، متزوج من نهاد عواد ولا اولاد لهما.
عمد الى قتل المومس انطوانيت نجار ذبحاُ كما عمد لاحقاً الى قتل ابن عمه جوزف عواد وقتل اميلي عينطوري، وذلك تسهيلا للسرقة، وكان وكيله يومها المحامي اللامع موسى برنس.
خضع للمحاكمة العادلة وبنتيجة تثبت المحكمة من ارتكابه جرائمه عن سابق تصور وتصميم أصدرت.
محكمة الجنايات في بيروت برئاسة الرئيس آصف رعد الحكم باعدامه وكان ذلك في عهد كل من رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري ورئيس مجلس الوزراء ووزير العدلية رياض الصلح والمرسوم باعدامه صدر في 29/1/1949.
وقد تم تنفيذ حكم الاعدام بتاريخ 31/1/ 1949، شنقاً، في باحة قصر العدل في بيروت، وقد سجل التاريخ الكثير من الضغوط التي انهالت على الرؤساء لوقف تنفيذ الحكم يومها لكن التنفيذ حصل بعد يومين فقط على صدور الحكم.
نعود الى التاريخ نظراً لكونه يكرّر نفسه كما حصلت الجريمة المروّعة على بعد أمتار من جرائم عواد وبالوحشية ذاتها.
لكن للأسف رجالات الامس غير رجالات اليوم، والعدالة لم تعد ذاتها، والفلتان الذي تشهده مناطقنا اليوم لم يكن مستبيحاً أرزاق وممتلكات وأرواح المواطنين كما الامس، كما أن جرائم السفاح عواد كانت تحصل خفية وغير مشهودة الى أن تم اكتشاف الجاني فيما بعد، فلا كاميرات كانت ترصد، ولا وقاحة مثلما هي اليوم، ولا مرافقون يستبيحون أعراض المواطنين، ولا مجرمون يدخلون من باب النظارة ويخرّجون (بفتح الراء) من طاقتها، فكانت تبقى الجريمة حديث الناس لسنوات وسنوات وليس كما هي حال اليوم، إذ نادراً ما تغيب شمس النهار الا وتكون عدة جرائم قد فتكت بأرواح المواطنين رغم سهولة كشفها نظراً للتقنيات الحديثة المستخدمة والمساعدة لللادلة الجنائية في عصرنا الحديث من كاميرات وهواتف خليوية وانترنت وتسجيلات صوتية ومختبرات حديثة .
سفاح جديد زار الجميزة مجدداً وكتب بدمه البارد وبدم المغدور الذي كان يعبق بالحياة والسلم: " أتحداكم أن توقفوني، وان فعلتم سوف أخرج من النافذة عاجلاً أم آجلاً "...
انه تحد أكبر للسلطات السياسية والامنية واختبار لها قبل أن يفوت القطار ويتحوّل مجتمعنا الى مجتمع عشائري يطبق منطق "العين بالعين والسن بالسن" والثأر و"السلاح زينة الرجال".
شهيد آخر يضاف الى باقة من شهداء الوطن وعلى بعد أمتار من ساحة الشهداء خرّ صريعاً ضحية الاهمال والفساد واللامبالاة بأمن المواطنين وسلامتهم، واذا كان بيان قوى الامن الداخلي بالامس قد أبرأ ذمة كل العاملين في غرفة العمليات المركزية الامنية من أي تقاعس، كما برأ سائر المسؤولين الامنيين والسياسيين المعنيين، فحذار من تبرئة سفاح شهد على جرائمه مئات الملايين ينتظرون حكمه العادل الذي لا يجب أن يقل عن الاعدام وتنفيذه عاجلاً على رصيف الجميزة حيث وقعت الجريمة التي هزت مشاعر العالم أجمع علّ من بقي يراهن على الفلتان والتسيب الامني وقوة عضلات من يشدّ ظهره به أن مصيره عقوبة صارمة تزهق حياته كي لا يتحوّل الى وحش كاسر يشكل خطرأً على مجتمع بأكمله.
 

  • شارك الخبر