hit counter script

مقالات مختارة - رضوان الذيب

جنبلاط لمشايخ الجبل: للتواصل مع «النصرة»

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٥ - 06:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

واصل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي جولاته على المرجعيات الدينية العليا في الطائفة الدرزية من اجل حشد اكبر تأييد لمواقفه الايجابية الاخيرة من جبهة النصرة ومصالحة اهالي حوران مع اهالي السويداء بدعم من النظام الاردني، في ظل تحفظات المشايخ على هذا المنحى مع ترك دروز جبل العرب في السويداء، يقررون مصيرهم وهم ادرى في ظروفهم وان لا يكون دروز لبنان عامل انقسام بين دروز سوريا، هذا بالاضافة الى ان المشايخ مستاؤون جدا وغاضبون جراء ما حصل لدروز ادلب على يد جبهة النصرة وان حفظ الاخوان وصون كرامتهم واعراضهم يتقدم عندهم على كل الامور والقضايا السياسية وبالتالي فان مشايخ لبنان يدعون لدروز سوريا بأن يجنّبهم الله اي مكروه، وان تمر «المحنة» عليهم بخير وسلام وبالتالي يكتفون بالصمت والدعاء، وبأن «الراعي الصالح» لن يتخلى عن «عبيده» وبالتالي فان المشايخ «اكتفوا» بالصمت، ردا على كلام جنبلاط مع التأكيد على وحدة الطائفة الدرزية.
وتشير المعلومات ان جنبلاط وبعد زيارته لمشايخ بطمه، جال الاحد الماضي على المشايخ الكبار في الطائفة الدرزية ولهم عند الموحدين الدروز كل التقدير والمحبة والاحترام وهم المشايخ، ابو سليمان حسيب الصايغ، والشيخ امين الصايغ، والشيخ ابو حمزه، نعيم الفقيه، والشيخ امين العريضي والشيخ ابو طاهر ريدان شهيب والشيخ ابو صالح محمد العنداري ورافق جنبلاط وفد كبير يتقدمهم نجله تيمور الوزراء والنواب مروان حماده، غازي العريضي اكرم شهيب وائل ابو فاعور النائبان السابقان فيصل الصايغ وايمن شقير وعلاء الدين ترو، امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ضاهر، القيادي خضر الغضبان وقيادات.
1- وركز جنبلاط في جولاته على ان الدروز اقلية ولا يجب ان يذهبوا «فرق عملة» في الصراع الكبير بين «داعش» و«النصرة» من جهة والنظام السوري من جهة اخرى.
2- «النصرة» ليست عدوة لعادات وتقاليد الدروز ولا بد من فتح صفحة معها واجراء المصالحة بين دروز سوريا و«النصرة».
3- الدروز في سوريا بين فكي كماشة النظام من جهة واسرائيل من جهة اخرى، والنظام السوري يريد ادخال الدروز في لعبة الكانتونات بينما الدروز يجب ان يكونوا مع قومتيهم وعروبتهم ووحدتهم.
4- والتأكيد على وحدة الصف الدرزي.
5- السعي للقيام بمصالحة بين دروز السويداء واهالي حوران والمصالحة فقط تحمي الدروز، ويجب على الدروز الا يكونوا اداة بيد النظام والحياد يحميهم وفتح علاقات مع «النصرة».
6- النظام السوري سيسقط في النهاية ولكن المسألة ربما ستأخذ وقتا طويلا نتيجة عوامل داخلية وخارجية.
7- رأي دروز سوريا مغاير لرأينا.
8- لم يطرح جنبلاط اي ضمانات للدروز وتحديداً لدروز ادلب، ولم يتحدث عن ضمانات حصل عليها في جولاته العربية، ولذلك تحدث جنبلاط عن «الحياد» وهي ضمانة الدروز وحمايتهم.
9- اشار جنبلاط انه اعطى ايعازا لدروز راشيا بأن يفتحوا ابوابهم لاستقبال دروز القنيطرة وحضر في حال اي تطورات قد تحصل.
وفي المقابل اكتفى المشايخ بالصمت، وبأن للطائفة «راعياً صالحاً» يحميها ولن يتخلى عنها، فيما طرح بعض المشايخ بضرورة ترك دروز سوريا يقررون مصيرهم بأيديهم، وعلينا ان نقدر ظروفهم نتيجة ما يمرون به، وان لا يكون دروز لبنان عامل انقسام بين دروز سوريا.
ولكن اللافت بأن زيارة جنبلاط للشيخ ابو سليمان حسيب الصايغ والد نائب رئيس تيار التوحيد العربي الشيخ سليمان الصايغ حملت طابعاً مختلفاً وخاطب احد المشايخ الحاضرين جنبلاط بالقول «بارودتنا تحمينا» فرد جنبلاط بالتروي مشيراً الى انه من هذا البيت انطلقت منه وحدة الدروز، بحضور الشيخ ابو حسن عارف حلاوي في حرب الجبل حيث كان الاتحاد السوفياتي وسوريا التي قدمت لنا السلاح لكن الظروف تغيرت الان فرد احد المشايخ شعار الشيخ ابو حسن عارف حلاوي كان «لا نعتدي على احد لكن لا نقبل ان يعتدي احد علينا».
وحسب المعلومات فان دعوة جنبلاط لفتح خيوط تواصل مع النصرة لم تلق الاستحسان والقبول في ظل عدم ثقة اهالي جبل العرب بالنصرة وبادوار كل القوى التكفيرية.
وتشير المعلومات ان مواقف النائب وليد جنبلاط «للتاريخ» فقط لانه يعرف ان لا قدرة له على التأثير على دروز سوريا، كما ان «اللعبة» في سوريا اكبر من الدروز والاردن الحلقة الاضعف في الصراع. ومن قال ان روسيا وايران سيتخليان عن الورقة الدرزية ويسمحان باجراء هذه المصالحات ووقوف الدروز على الحياد واقامة الجيب الدرزي العازل، علما ان دروز سوريا ابلغوا كل المرجعيات اللبنانية رفضهم للتواصل مع النصرة وانهم مع دولتهم ومع وحدة سوريا ومع جيشهم واصدروا بيانا في هذا الشأن وقعه ايضا الشيخ وحيد البلعوس وبالتالي لا يوجد درزي واحد في سوريا يقبل بالتواصل مع النصرة في ظل عدم الثقة بهؤلاء وبانهم لم يقدموا لاهالي جبل العرب سوى القتل والذبح واكبر دليل ما حصل منذ اسبوع عندما قتلوا شيخين درزيين كانا يقومان باستصلاح ارضهما وفجروا «جرارهما الزراعي».
اللعبة في سوريا كبيرة ومنطقة القنيطرة لن تسقط، السويداء لن تسقط وهذا قرار روسي ايراني سوري حزب الله مهما كانت التضحيات، وعلى من لا يصدق هذه النظريات عليه ان يقرأ ما نشرته الصحف الاجنبية عن دور روسي مباشر في افشال الهجوم على درعا والسويداء وقيام طائرات حديثة بقصف مواقع المسلحين ومقتل اكثر من 30 شيشاني عبر غارة جوية، وكيف ان طائرات حديثة استهدفت قصف مركز قيادة المسلحين في درعا، وكيف عملت الاقمار الاصطناعية على تزويد حزب الله والجيش العربي السوري في كل المعلومات عن الهجوم، وعلى من لا يقرأ عليه ان يراجع ما كتبته اشهر الصحف الاجنبية عن تزويد روسيا لسوريا في الاسابيع الاخيرة بطائرات حديثة قادرة على قصف ادق المواقع ولعبت هذه الطائرات دوراً في افشال الهجوم على درعا بالاضافة الى صمود الجيش السوري ومجاهدي حزب الله. لذلك فان اللعبة في سوريا اكبر من كل القوى.
وكيف سيكون مصير الدروز اذا قرروا الدخول بلعبة الامم الكبرى وبالتالي لا يحفظ الدروز في سوريا الا وحدتهم ودولتهم، فالمعارضة لم تقدم اي شيء وسوريا لن تسقط ومن يرى عكس ذلك عليه ان يزور اللاذقية وطرطوس ليرى كيف «تفرغ» البوارج الروسية العملاقة اسلحتها للجيش السوري. وكيف تعمل ايران على تحصين الاقتصاد السوري مع دول البريكس وكيف يعمل حزب الله لحماية الدولة السورية وهذا الدعم يأتي في المرتبة الثانية لان المرتبة الاولى في الصمود تعود للجيش العربي السوري ولشعب سوريا وللقيادة السورية.

 

  • شارك الخبر