hit counter script

أخبار إقليمية ودولية

هل يزور أوباما طهران قبلَ انتهاء ولايته؟

الثلاثاء ١٥ تموز ٢٠١٥ - 07:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نقلت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانيّة عن مسؤولَين أميركيَّين، أحدهما مسؤول سابق والآخَر مسؤول حالي، تأكيدهما أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما قد يزور طهران في 2016، لتسجيل خطوة تاريخيّة بإعادة العلاقات الديبلوماسيّة بينَ البلدين للمرَّة الأولى منذ عقود، وليكونَ بذلكَ قد سجَّلَ خطوةً تاريخيّة قبلَ مغادرته البيت الأبيض، في وقتٍ بلغت المفاوضات النوويّة في فيينّا ساعةَ الصفر.


إيران تُصرّ على رفع العقوبات عن تكنولوجيا الصواريخ البالستيّة المفاوضات النوويّة بلغت «مرحلة الحقيقة» والمهلة تنتهي اليومقالَ ديبلوماسي غربي رفيع مطّلع على المفاوضات بينَ إيران والدول الغربيّة، وبينها الولايات المتّحدة، إنّ «أوباما يُريد أن تكون إعادة العلاقات الديبلوماسيّة مع إيران بمثابة حجر الزاوية في الميراث الذي سيتركه، فهوَ يعتقد أنّ السلام مع طهران سيكون حصناً منيعاً ضدّ تنظيم داعش وطريقاً إلى السلام في منطقة الشرق الأوسط».

ويُفتَرَض التوَصُّل إلى اتّفاق بينَ إيران والدول الغربيّة في شأن برنامج إيران النووي في حلول اليوم، وذلكَ احتراماً للمهلة الزمنيَّة التي كان يُفترَض أن تنتهي الأسبوع الماضي، قبلَ أن يُقرّر المفاوضون تمديدها أسبوعاً.

وأشارت «صنداي تايمز» إلى أنّهُ «في حال التوَصُّل إلى اتّفاق مع إيران، فإنّ العقوبات الدوليّة ستُرفَع عنها، وهو ما يعني أنّ الولايات المتّحدة ستُفرج عن أصول إيرانيّة مجمَّدة تزيد قيمتها على 150 مليار دولار».

ويخشى المعارضون للاتّفاق النووي مع إيران، «أنْ يؤدّي رَفع العقوبات عنها إلى زيادة العنف في منطقة الشرق الأوسط»، حيث نقلت «صنداي تايمز» عن معارضين للاتّفاق قولهم «إنّ الأموال التي ستُسَيَّل لمصلحة إيران ستُتيح لها تقديم مزيد من الدعم المالي والعسكري لنظام الرئيس السوري بشّار الأسد وحزب الله، ما قد يُغَذّي الحروب في لبنان والعراق واليمن».

وفي هذا السياق، قالَ المحلّل تشارلز كروثمر، في حديثه للصحيفة، إنّ «مبلغ الـ150 مليار دولار يُعادل موازنة الحرس الثوري الإيراني مدّة 25 عاماً، ويكفي لتغذية جيل كامل من العدوان الإيراني».

 

مسائل صعبة

في غضون ذلكَ، قالَ وزير الخارجية الإيرانية محمّد جواد ظريف، إنّه لا تزال هناك خلافات تعوق توقيع الاتّفاق النووي. بدوره، شدّدَ مسؤول إيراني على ضرورة أن يتوَصّل وزراء مجموعة 5+1 وإيران، المجتمعين في فيينّا، إلى حلولٍ لآخِر «المسائل الصعبة»، بهدف تسهيل التوَصّل إلى اتّفاق نووي هذا الأسبوع. وقالَ المسؤول، طالباً إغفال اسمه: «قبلَ ثلاثة أشهر، كانت أمامنا مسائل لم تُحَلّ بعد، تتّصِل بالموضوع النوويّ أو بِرَفع العقوبات. لكنْ اليوم، لم يبقَ منها غير عدد ضئيل يجب أن يُعالجها الوزراء»، واصفاً إيّاها بأنّها «مسائل صعبة». وأضاف: «لقد قدَّمنا عدداً من التنازلات وأبدَينا مرونةً. الجميع فعَلَ ذلك. ولولا ذلكَ لما كانت هناك مفاوضات»، مذكّراً بأنّ مبدأ التفاوض هو «أَعطِ، تُعطَ».

 

ضغط متواصل

من جهتهم، أبدى وزراء القوى الكبرى تصميمهم، أمس، على الضغط على إيران لإنجاز المفاوضات الماراتونيّة في الساعات المقبلة وانتزاع اتّفاق تاريخي بعدَ عقدٍ من الجهود غير المجدية.

وقد التقى وزراء خارجيّة مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، بريطانيا، الصين، روسيا، فرنسا والمانيا) مجدّداً على طاولة واحدة صباح أمس للمرّة الأولى منذ استئناف المفاوضات رسميّاً قبلَ عشرة أيّام في فيينا.

وفي تنسيق متقَن، بدأ الواحد تلوَ الآخر منذ مساء أمس الأوّل ممارسة الضغط على طهران، مؤكّدين أنّ «الوقتَ حان لإنجاز المفاوضات، وأنّ كلّ الأوراق باتت مطروحة على الطاولة، وأنّ هذه اللحظة تُشكّل فرصة فريدةً لِوَضع حَدّ لاثني عشر عاماً من النزاع».

وبموجب الاتّفاق المنشود، يُفترَض أن توافق طهران على الحَدّ من برنامجها النووي، ووضعه تحت رقابة دوليّة، في مقابل رَفع العقوبات التي تخنق اقتصادها منذ عقد من الزمن.

وقد أَعَدَّ الخبراء والديبلوماسيّون «نصّاً من 20 صفحة مع خمسة ملحقات، من 70 إلى 80 صفحة في المجمَل»، وفقَ ما أفادَ كبير المفاوضين الإيرانيّين عباس عراقجي.

وتتعلّق نقاط الخلاف بمدّة الاتّفاق النووي والإجراءات والمواقع التي سيشملها التفتيش الدوليّ، ووتيرة رَفع العقوبات. كذلك، تُصرّ طهران على رفع عقوبات الأمم المتّحدة عن تكنولوجيا الصواريخ البالستيّة، غيرَ أنّ القوى الكُبرى تُعارض ذلك.

وقالَ دبلوماسي غربي لـ»رويترز»: «يُريد الإيرانيّون رَفع العقوبات عن الصواريخ البالستيّة. ويقولون إنّه لا يوجد سبب لربطها بالمسألة النوويّة، وهي وجهة نظر من الصعب علينا قبولها... ولا توجد رغبة لدينا في قبولها».

إلى ذلك، قال مسؤول إيراني لوكالة أنباء تسنيم الإيرانية شبه الرسمية إنّ المحادثات النوويّة قد تستمرّ حتى التاسع من تموز الجاري، مكرّراً بذلكَ ما قاله بعض الدبلوماسيين الغربيّين، ومشيراً إلى أنّ الموعد النهائي هو ساعة متأخّرة من يوم غد الأربعاء أو وقت مبكر من بعدَ غد الخميس.

ويتعيَّن على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عرضَ الاتّفاق على الكونغرس في التاسع من تموز الجاري بهدف الإسراع في مراجعته التي تستمرّ 30 يوماً.

نتنياهو: إنّه انهيار

وسط هذه التطوّرات، جدّدَ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحذيره ممّا قالَ إنّه «تفاق سيّئ» بين القوى الكبرى وإيران في شأن برنامج طهران النووي.

وقالَ في مستهلّ جلسة حكومته، إنَّ «ما يجري من تبلوُر في فيينّا حالياً ليسَ انفراجاً بل إنه انهيار».

وأضاف: «في كلّ يوم، تتزايد التنازلات التي تُقدّمها الدول العظمى»، مشيراً إلى أنّ «الصفقة الآخذة في التبلوُر ستُمهّد طريق إيران إلى إنتاج قنبلة نوويّة».

وحذّر من أنّ «تلك الصفقة ستضخّ مئات المليارات من الدولارات إلى إيران التي ستصرفها على تمويل عدوانها والحملة الإرهابية التي تقوم بها في المنطقة وفي العالم».

وأعرب نتنياهو عن اعتقاده بأنّ الاتفاق المحتمل بين إيران ومجموعة 5+1، «ليس أقلّ سوءاً، بل هو فعلاً أسوأ من الصفقة المبرَمة سابقاً مع كوريا الشمالية».

وكانَ وزير الخارجية الأميركيّة جون كيري خفّضَ أمس الأوّل سقف التفاؤل المتزايد في شأن صفقة نووية مع إيران، محذّراً من أنّ واشنطن ستغادر طاولة المفاوضات في حال عدم التوَصّل إلى اتّفاق مع طهران.

وقالَ إنّ بلاده تريد الحؤول دون امتلاك إيران القدرة على إنتاج سلاح نووي، وإنها ستستعد لترك طاولة المفاوضات «في حال عدم التفاهم».

في غضون ذلكَ، قالَ وزير الخارجيّة الصينيّة وانغ يي، إنّ التوَصّل إلى اتّفاق بين إيران والقوى العالمية أمرٌ في متناوَل اليَد، لكن يتعيَّن اتّخاذ قرارات حاسمة سريعاً.

وأضاف، لدى وصوله إلى مكان انعقاد المحادثات في فيينّا: «لقد أُحرِزَ تقدُّم جديد في المفاوضات. لكن لا تزال هناك قضايا كثيرة عالقة على طاولة المفاوضات. نحن نعتقد أنَّ من الممكن التوَصّل إلى حلول مقبولة لهذه القضايا العالقة. من هنا، فإنَّ الاتّفاقَ الشامل في متناول اليد. المهمّ هو أنّ على جميع الأطراف اتّخاذَ قرارات نهائيّة في أسرع وقت ممكن.»

توازياً، قالَ ديبلوماسي ألماني، أمس، إنَّ «بعضَ المسائل المهمّة لا تزال بلا حَلّ في المحادثات النوويّة، ويجب ألّا نستهينَ بذلك». وأضاف، طالباً إغفال اسمه: «إذا لم يحدث تحرُّك لحلّ النقاط الحاسمة، فليسَ متسبعداً فشل المحادثات النوويّة».

وفي المواقف الدوليّة، اعتبرت هيلاري كلينتون، المرشّحة المحتملة لخوض انتخابات الرئاسة الأميركيّة عن الحزب الديموقراطي، أنّهُ «حتّى في حال التوَصّل إلى اتّفاق مع إيران في شأن برنامجها النووي، فإنَّ نهج طهران العدواني لن يتوَقّف، وستظلّ دولةً راعيةً للإرهاب». وقالت في تجمّع انتخابيّ: «سيواصل الإيرانيّون زعزعة حكوماتٍ في المنطقة وخارجها. وسيواصلون استخدام وُكلاءَ لهم مثل حزب الله. وسيظلّون يمثّلون خطراً وجوديّاً على إسرائيل».

وكانَ مسؤول إيراني كبير قالَ في فيينّا، إنّ إيران ستنضمّ، في حال توقيعها الاتّفاق النوويّ، إلى نظامٍ للتفتيش تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرّية يُتيح دخول مواقعها النوويّة. 

الجمهورية
 

  • شارك الخبر