hit counter script

مقالات مختارة - هيام عيد

حزب الله لن يبقى متفرّجاً

الثلاثاء ١٥ تموز ٢٠١٥ - 06:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

في خضم السباق بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل»، يبدو الشارع خط التماس الأخير والمساحة الوحيدة للإشتباك السياسي، بينما تتكدّس الملفات المصيرية على الرف بانتظار جرس النهاية الذي لا يملك صلاحية تحريكه إلا الطرف الأساسي والفاعل في الحكومة وخارجها، وهو «حزب الله» الذي يتطلّع إليه أكثر من مرجعية سياسية للوقوف في وجه التصعيد الزاحف إلى الداخل في ظل الفراغ الرئاسي والخطر الإرهابي المتربّص بالحدود مع سوريا. لكن الحزب ليس متفرّجاً أو مكتّف اليدين في هذه المواجهة، كما تكشف أوساط سياسية مطّلعة، إذ لفتت إلى أنه وعلى الرغم من انغماسه في المعارك في الزبداني وفي القلمون، يتابع عن كثب تطوّرات الإشتباك السياسي والإعلامي، خصوصاً بعدما بلغت في الساعات الـ 24 الماضية إلى حدود الإشتعال، ولكن خارج طاولة مجلس الوزراء. وتوضح هذه الأوساط أن «حزب الله» يعمل بكل قوته، وعلى أكثر من جهة، لتلافي انزلاق الوضع الداخلي إلى واقع متفجّر سياسياً أو أمنياً، لأن قراره المركزي برفض أي محاولات لزرع الفتنة المذهبية في الداخل، يسري أيضاً على الوقوف بقوة في وجه توتير الواقع الأمني عموماً، إنطلاقاً من التوتّر السياسي، وذلك بصرف النظر عن كل العناوين والحملات التي طالته في بعض الأحيان، وإن كان السجال يتركّز اليوم بين طرفين أساسيين في الحكومة.
فقرار الإحتكام إلى الشارع وتحريكه، ولو تحت مفهوم يقرّه الحزب، كما غالبية الأطراف في فريقي 8 و 14 آذار، يبقى سيفاً ذا حدّين، كما تقول الأوساط، التي أكدت أنه لم يمضِ اسبوع على حركة الإحتجاجات الخطيرة التي سُجّلت بعد نشر «فيديو روميه» ولا تزال تداعيات ودلالات الإعتراض في الشارع في بيروت كما في طرابلس، موضوع دراسة ونقاش معمّقين بين أكثر من مرجعية للوصول إلى كيفية الحؤول دون تكرارها، والعمل على تقويتها بشكل سريع فيما لو تكرّرت نتيجة أي ردّة فعل على حدث معيّن قد يكون سياسياً أو قد يكون أمنياً مرتبطاً بأكثر من ملف يحمل في طياته بذور الخلاف المذهبي والطائفي. ونقلت الأوساط عن شخصيات رفيعة في «حزب الله»، أن مبادرة تجري مناقشتها في الصالونات السياسية، لمقاربة حملة العماد ميشال عون المتصاعدة ضد تيار «المستقبل»، وذلك من خلال تفهّم أسبابها في الدرجة الأولى، ولكن تحديد الرسالة الأساسية التي أطلقت من خلال المواقف الأخيرة، والتي تبدو موجّهة باتجاه أكثر من جهة محلية ودولية في آن بالدرجة الثانية.
وفي اي حال، وإن كانت الصورة لا تزال سوداوية وتنذر بتطوّرات ميدانية تضغط بقوة على الوضع العام، وخصوصاً الحكومي المأزوم، فقد أكدت الأوساط نفسها أن الحزب ليس وحيداً في مقاربته لإرساء هدنة سياسية قد تصل لاحقاً إلى مرحلة التسوية، إذ أن أكثر من مرجعية في 8 كما في 14 آذار، تشاركه هذا الجهد بسبب الحرص المشترك على إبعاد الساحة اللبنانية عن أي حراك في الشارع مهما كان سلمياً وديمقراطياً، موضحة أن عدة سيناريوهات إرهابية تترقّب حصول مثل هذه الحركة لزرع فتيل متفجّر يستهدف كل القوى من دون استثناء، ويأخذ الساحة الداخلية إلى مكان ترفضه كل القيادات بدءاً من العماد عون وصولاً إلى الحزب، مروراً بتيار «المستقبل».
وعلى الرغم من عدم وضوح أفق هذه المبادرة، فإن الأوساط المطّلعة، تبدو مرتاحة ولو نسبياً إلى أن سقف التصعيد ما زال مضبوطاً، وأن الوساطة الجارية قد حدّدته مسبقاً، وهو عدم التفريط بالإنجازات التي تحقّقت على صعيد نبذ كل أنواع الصراعات المذهبية والطائفية، وتنفيس أي احتقان داخلي من خلال الحوار في المؤسّسات وليس في الشارع، لافتة إلى أن حلقات الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» تبدو حاجة ضرورية لحل الصراع المذهبي، وأيضاً الطائفي الناشئ من خلال ضمّ أطراف جديدة إليه، وذلك في سياق تسوية الأزمة القائمة.
 

  • شارك الخبر