hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

درباس من ثانوية راهبات القلبين الأقدسين: اقتصاد لبنان ما زال يحمل بنية الوطن

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٥ - 12:22

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت ثانوية راهبات القلبين الأقدسين في طرابلس، بمناسبة نيلها شهادة الجودة العالمية، احتفالا في المدرسة بحضور الوزيرين رشيد درباس وأليس شبطيني، والمطرانين إدوار ضاهر وجورج بو جودة، ونقيب المحامين في الشمال فهد المقدم، ونقيب أطباء الأسنان في الشمال أديب زكريا، رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، الرئيسة العامة لمدارس راهبات القلبين الأقدسين في لبنان الأخت دانيال حروق، مديرة المدرسة في طرابلس الأخت جورجيت خلف، قنصل تشيكيا في لبنان النقيب عامر ارسلان وحشد كبير من المهتمين.

بداية كلمة للزميلة اليان الشاطري شكرت فيها الحضور وكل من ساهم في نيل المدرسة هذه الشهادة العالمية، وفي مقدمها مديرة المدرسة الأخت خلف والهيئتين التعليمية والإدارية.

ثم القى كلمة للوزير درباس قال فيها: "منذ أن دخلت إلى هذه القاعة الجميلة ووقع نظري على الرسومات التي تزين هذا المسرح، أدركت لماذا اختارتني إدارة المدرسة لكي أكون خطيبا في هذا الاحتفال، فقد شعرت أن القلبين الأقدسين منذ أن رميا مرساتهما على شاطىء البحر في مدينة الموج والأفق، أدركت أن شركا قد نصب لي. وتعيدنا المدرسة بالذاكرة ربما إلى أكثر من 55 عاما حيث بيت أهلي هو بمحاذاة شارع الراهبات، كنت أنساب بعهد المراهقة لأملأ عيناي بأجمل الفتيات في ذلك الجيل، بهذه اللحظة أدركت أن هذه المدرسة التي ذهبت على تنشئة الأجيال سحبت ستة عقود على الأقل وربما أكثر لم تتوقف عن أي وهم ضد أي جيل يظن أنه يستطيع أن يوقف تطور الأجيال، هكذا الحياة تدور وهكذا وجدت نفسي عندما دخلت الى هذه القاعة انني خرجت من القاعة الكابوس ودخلت الى قاعة الواحة، ففي قاعة الكابوس اعاني مع زميلتي وصديقتي واختي ما نعاني من نذر التشاؤم واليأس والويل وهنا وجدت الحياة والهدوء".
أضاف: "يوميا نسمع التهديد والوعيد ولكن علي ان احذر واقول ان هذا الوطن الصغير الثمين الغالي، الذي ما زال محط أنظار العالم، ونحن نمر بمرحلة خطيرة وصعبة في وسط ليس هذا البحر الازرق الذي أمامنا، بل نحن في وسط البحر الاسود وربما البحر الميت او هو بحر الموت، هذه الفوضى العارمة وهذه التوحش الذي يجتاح الحدود ويغير التكاوين ويشرد وينتزع من المجتمع كل التراث رونقه، وهذا الموضوع يهددنا جميعا فهل يحق لنا بان لا نلقي بالنا بما يجري في المحيط ونتلهى بمسائلنا الصغيرة مهما اعطيت من شعارات وعناوين كبيرة، فهي ستبقى مسائل صغيرة لان كل شي يصغر امام مصير الوطن. انا لا اريد ان القي الرعب في نفوسكم لكن من واجبي ان انبهكم حتى نطرد الرعب من النفوس كلها، لبنان يستطيع ان ينجو وهناك عوامل عديدة تساعد في ذلك، ربما ابدأ من هنا لاقول ان لبنان هو وطن الاتحاد ووطن الارز الذي ننتمي اليه جميعا. علينا ان نعترف ان اقتصاد لبنان رغم كل ما اصيب به بعد النزوح السوري من نكسات خطيرة جدا، اوقع فيه خسائر لا تقل عن 20 مليار دولار ما زال هذا الاقتصاد يحمل بنيه الوطن، واقول ايضا ان هذا الجيش العظيم الباسل الذي يحمي حدودنا، انه جيش متماسك رغم انوفهم، وان الذي يعطي الاوامر لجنوده لكي يذهبوا الى الموت لا ينظر الى هوية اي منهم او اي من انتمائهم الطائفي، فهذا الجيش يجب علينا ان نحيطه بكل العناية والرعاية لانه يرعانا ويحمينا، ولاننا اذا فرطنا في دوره اقول لكم بكل صراحة ربما على كل منا ان يعد خيمة على ظهره ويرحل، كما يحدث للجوار. انا لا اتخيل او لا اخترع وليس هذا من قبيل الخيال العلمي، هذه حقائق نشهدها كل يوم ايضا. هي مناسبة أحيي فيها رجلا صبورا حليما صامدا محنكا هو الرئيس تمام سلام، الذي يحاول ان لا يجر البلد الى التيارات الخطرة التي تصطدم في الصخور حتى لا تمزق اشرعتها الريح، ربما لا يحق لي بشيخ مثلي ان يخاطب هذه البراعم بمثل هذه اللهجة وهذه اللغة، ولكن حكمتنا تقتضي منا ان ننقلها اليكم مع شيء من التخفيف واللطف حتى لا تصابوا باليأس الذي اصبنا به".
وهنأ درباس المدرسة بشخص مديرتها والعاملين فيها على نيلها شهادة الجودة العالمية آملا بمزيد من التقدم والنجاح.

بدورها اكدت حاماتي ان "ثانوية راهبات الاقدسين في طرابلس لها محطات كثيرة في نبذ الفرقة ورفض الاسوار العالية والسعي الدائم لتلاقي الطلاب من كافة الاتجاهات والاديان، وقالت: "المدرسة لا تحتاج الى شهادة مني لان النهار لا يحتاج الى دليل، ومن هنا لا نستغرب ان تحصل المدرسة على شهادة الجودة العالمية وتتربع على عرش وسدة المؤسسات العريقة من ذوات التعليمية الطيبة".
اضافت: "انه نتاج الجهد الذي يبذله القيمون على هذه المؤسسة التربوية ادارة وهيئة تعليمية، واخص بالذكر المديرة الاخت خلف المتميزة بحس ادارتها وعلاقتها مع الطلاب وذويهم والعاملين معها".
وختمت: "اجل بجهدكم وسعيكم الدؤوب كان هذا الحصاد الذي نفتخر به جميعا".

واكدت الاخت خلف في كلمتها ان "الحصول على شهادة ال iso تطلب جهدا كبيرا استمر لسنين عدة من كافة العاملين في المدرسة، وقالت: "منذ أن تأسست المدرسة عام 1930، ونحن نضع الخطط التنظيمية والدورات التعليمية والتثقيفية ليتمكن طلابنا بتحصيل العلم في اعلى المستويات، مهمتنا لم تكن سهلة ولكن بفضل الله وصلنا الى ما كنا نبتغي اليه الحصول على شهادة الجودة العالمية iso 9001: 2008".
اضافت: "مررنا باوقات صعبة وتحدينا كل الصعوبات التي كانت تعترض مدينتنا طرابلس خصوصا في الحروب الدامية التي جرت على أرضها، ولكن لم نتوقف يوما عن العطاء والاستمرار خلال الأعطال التي فرضت علينا بسبب الأوضاع الأمنية المعروفة".
وتابع: "منذ سنتين تقريبا توج عملنا الدؤوب بنيل مدرستنا شهادة الجودة العالمية، وهذا ثمرة عملنا بالتعاون بيننا وبين الهيئتين التعليمية والإدارية. وقد وضعنا كل طاقاتنا وإمكاناتنا لنتمكن من الوصول إلى ما وصلنا إليه، وقد أنشأنا مبنى متطورا يتضمن كل العناصر التربوية التي من شأنها رفع مستوى طلابنا، ليتمكنوا بدورهم من الوصول إلى النجاحات وأعلى المستويات العلمية. ودون شك لا نستطيع أن ننسى الراهبات اللواتي سبقوني على تبوأ سدة المسؤولية في المدرسة، لأنهم ساهموا أيضا في هذا النجاح الذي نفتخر به جميعا، فبفخر وفرح ثانويتنا حصلت على هذه الشهادة في آذار 2015، ونأمل أن لا نقف عند هذا الحد بل لدينا التصميم والإرادة لنستمر ونسعى للتطور للوصول إلى أعلى المستويات العلمية لطلابنا. وهذه الخطوة التي قمنا بها هي لزرع الإيمان وروح المحبة والسلام في نفوس طلابنا كما قال القديس بول".
ثم شكرت الهيئتين التعليمية والإدارية على جهودهما التي بذلت للوصول إلى الامتياز التعليمي، ولإيصال طلابنا ليكونوا في المستقبل أحرارا ومسؤولين في المجتمع، ولديهم الحس الوطني. ونحن بدورنا لدينا مهمة أساسية لبناء الإنسان الذي يقف أمام الله بخشوع وبراحة ضمير، فضلا عن وقوفه مع الإنسان الآخر لمساعدته في شتى المجالات".
وتخلل الاحتفال عروض فنية وغنائية باللغة الفرنسية نالت اعجاب الحضور.

  • شارك الخبر