hit counter script

أخبار محليّة

سمير فرنجية: المجلس الوطني حركة تجديد

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٥ - 07:26

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

منذ أيام قليلة تمّ انتخاب عضو الأمانة العامة لقوى “14 آذار” رئيساً لـ”لمجلس الوطني لمستقلي 14 آذار”، وقد شارك في عملية الانتخاب 284 عضواً من الهيئة التأسيسية للمجلس. وقد ورد في بطاقة التعريف بالمجلس “الاصرار على ما جسدته لحظة بزوغ حركة “14 آذار” من لحمة شعبية وإدانة للعنف وادواته، ويهدف المجلس إلى تفعيل عمل “حركة 14 آذار” وتصليبها في مواجهة الاخطار المحدقة بمنطقتنا، والحد من آثار شظاياها على الواقع اللبناني”، و”العمل على التأكيد لوضع أسس لثقافة جديدة، ثقافة السلام والعيش معاً في مواجهة نزعة العنف والفصل، وعلى تعزيز مفهوم الدولة وصولاً الى دولة وطنية مدنية ديمقراطية”، و”العمل على الانتقال من انتفاضة الاستقلال إلى انتفاضة السلام ليخرج لبنان من دوّامة الحروب الباردة والساخنة”.

وانتخاب سمير فرنجية يُشكّل إضافة هامة وجديدة للمجلس الوطني، ولـ”حركة 14 آذار”، وذلك لما يحمل من فكر نيِّر ورؤية مستقبلية، تدعو للاعتراف بالآخر والحوار معه، حيث يرى في ذلك القاعدة الأولى لترسيخ الأمن والاستقرار والسلام، والعدالة بين أبناء الوطن الواحد والمصير الواحد.

صحيفة “اللواء” التقت النائب السابق سمير فرنجية بعد انتخابه رئيساً “للمجلس الوطني” بأيام قليلة، وأجرت معه حواراً خاصاً حول رؤيته لدور المجلس على الصعيدين الوطني والعربي، ولماذا خصص للمستقلين فقط.

فقال: “المجلس الوطني هو إطار يسمح للمستقلين كي يشاركوا في تعيين وتحديد خيارات 14 آذار”، وأن “من المهام المناطة بالمجلس الوطني تقديم الاقتراحات وتصحيح الأخطاء وتفعيل دور 14 آذار”.

وأعلن انه “بعد إنجاز إخراج الجيش السوري همش دور المستقلين وأصبحت حركة 14 آذار مختزلة بالاحزاب”.

وقال: “في السنين الأخيرة أصبحت اهتمامات 14 آذار لا تتناسب والتحديات الخطيرة التي تواجه البلد ولا المرحلة الاستثنائية التي نعيشها”.

وأعلن ان “احزاب 14 آذار هي التي رأت ان يكون المجلس للمستقلين على ان يتم التنسيق عبر الأمانة العامة لقوى 14 اذار”.

وقال: من مهامنا جميعاً ان نواجه التطرف معاً ومتحدين وليس كل شخص أو فئة من موقعها المذهبي والطائفي، وعلى المعتدلين ان يتحدوا”.

ورأى ان “المجلس سيعمل على تنشيط حركة التواصل مع جميع القوى السياسية والطائفية من أجل ترسيخ مفاهيم السلام في لبنان، وعلى المسيحيين ان لا يتخلوا عن دورهم في منع الفتنة السنية – الشيعية في لبنان”.

الحوار مع النائب السابق رئيس “المجلس الوطني لمستقلي 14 آذار” كان مخصصاً لتسليط الضوء على دور المجلس الوطني في المرحلة المقبلة على صعيد “14 آذار” ووطنياً وعربياً.

وفي ما يلي نص الحوار:

* هناك تساؤلات حول دور “المجلس الوطني لمستقلي 14 آذار”، لماذا أنشئ المجلس؟

– المجلس الوطني هو إطار يسمح للمستقلين كي يشاركوا في تعيين خيارات 14 آذار عبر اقتراح المبادرات، وتصحيح الأخطاء، في تفعيل دور 14 آذار في القضايا الوطنية. في 14 آذار 2005 كان للمستقلين الدور الأساسي، فبعد إنجاز إخراج الجيش السوري من لبنان وإزاحة سلطة الوصاية السورية عن كاهل اللبنانيين وُضع المستقلون على الهامش وأصبحت حركة 14 آذار مختزلة بتجمع الأحزاب.

في السنوات السابقة حصلت عدّة محاولات لإنشاء المجلس الوطني، كلها اصطدمت باعتراضات حزبية، وآخر اعتراض حزبي كان منذ أشهر، ففي 14 آذار 2015 واثناء انعقاد الهيئة العامة تقرر إنشاء هذا المجلس على قاعدة ان يضم المجلس مستقلين وحزبيين، اعترض بعض الأحزاب، ومن ثم نتيجة للحوار بين الجميع تمّ التوافق ان يتم إنشاء المجلس بمشاركة المستقلين فقط، على ان يتم التنسيق مع الأحزاب في إطار الأمانة العامة لقوى 14 آذار التي يُشارك فيها الجميع.

قضية إشراك المستقلين في هكذا مجلس مسألة حيوية وضرورية، لأن هناك ضرورة لتجديد الروح في داخل 14 آذار، وهناك ضرورة في نسج علاقات متجدّدة ما بين 14 آذار والمجتمع المدني، وتوجد ضرورة ان تنفذ 14 آذار ما حددته لنفسها بمؤتمرها في 2012 وهي من انتفاضة الاستقلال عام 2005 إلى انتفاضة السلام 2012 حيث لم ينفذ شيء في هذا الاتجاه.

فقوى 14 آذار في السنين الأخيرة بدأت تذهب إلى منحى أضيق بكثير من دورها الحقيقي، فأصبحت تهتم ببحث قانون الارثوذكسي الذي يتعارض وروح 14 آذار، وكذلك في نقاشات ضيّقة بخصوص الانتخابات الرئاسية. ففي مرحلة استثنائية نعيشها والوطن كلّه عادت 14 آذار إلى نهج تقليدي جداً. فالمنطقة كلها مشتعلة، والبلد يتعرّض لتداعيات خطيرة من الممكن ان تُهدّد مصيره، ونحن نتلهى بأمور ثانوية، وهذا تعبير عن عجزنا في مواجهة التحديات الكبيرة.

* هناك تساؤل في الشارع حول لماذا المستقلين فقط، هناك لغط يتطلب توضيحه؟

– لأن بعض الأحزاب رفضت الاشتراك مع المستقلين، واقتراح ان يكون المجلس الوطني مخصص للمستقلين جاء من أحزاب 14 آذار، كما رأوا أيضاً ان الأحزاب ستنسق مع المجلس الوطني عبر إطار مؤسسة الأمانة لقوى 14 آذار. فبعض الأحزاب لم تستوعب أهمية إنشاء المجلس الوطني.

* هل المجلس الوطني هو أحد مؤسسات 14 آذار، له الحق المشاركة في القرارات كغيره من مكونات 14 آذار؟

– طبعاً له كامل العضوية في 14 آذار، وللتوضيح المجلس الوطني سيفعّل 14 آذار عبر تقديمه الاقتراحات والمواقف، ومن جهة ثانية لا أحد سيفرض على المجلس ما يمكن أن يفعله.

* هل هو أحد عناوين 14 آذار؟

– طبعاً، ولكن هناك اختلاف في طبيعته ونوعيته عن العناوين القديمة في 14 آذار، فالمجلس مختلف بنوعية المشاركة فيه وبطريقة عمله ومنهجيته، فلا يوجد في المجلس الوطني شخص يمكن ان يقول الأمر لي، فالكل متساو ويشارك، ولا أحد يستطيع ان يقول في المجلس انا القائد أو الزعيم، فالعمل والمشاركة فيه قائمان على القناعة.

* رأى البعض فيه انه شبه حركة انشقاقية عن 14 آذار… المستقلون لوحدهم والأحزاب لوحدها؟

– المجلس الوطني يعتبر حركة تجديد لـ14 آذار، ومن المهم في هذه المرحلة ان نجدد روحية 14 آذار كي نستطيع ان نتواصل مع جميع من يشبهنا في لبنان والوطن العربي، المعركة التي نخوضها لم تعد محصورة جغرافياً بمساحة لبنان فقد باتت أوسع بكثير، وحركة التجديد هذه هي لإخراج 14 آذار من تفاصيل “سخيفة” في مرحلة يتقرر فيها مصير المنطقة بأكملها، من أجل هذا كان هناك حماس كبير لدى الناس كي تشارك في المجلس، هذا إضافة إلى عدم وجود إطار آخر في 14 آذار يعطيها الفرصة للمشاركة، فجماهيرنا تتابع ما يجري عبر وسائل الإعلام في لبنان والوطن العربي، فهل معقول يحدث كل هذا في المنطقة ونحن غير معنيين، وأنا فوجئت بتجاوب اللبنانيين للمشاركة، وأعتقد أن ذلك يعود لشعورهم بالخطر وشعورهم بالفراغ.

* هل المجلس الوطني لتخفيف وطأة هيمنة الأحزاب على 14 آذار؟ وبالتالي الخوف على مصير هذه الحركة؟

– بالتأكيد، هناك حالة إحباط في شارع 14 آذار وفقدان أمل، وهناك شعور بالعجز، فهناك تساؤلات أين هي 14 آذار مما يجري؟ لذلك حصل المجلس الوطني على تأييد من اللبنانيين لم يكن أحد يتوقعه، وذلك لمجرد انهم رأوا فيه كوّة ضوء لأمل في حركة أفضل للقضاء على العجز القائم. والناس ترى البلد يعيش كارثة ولا أحد يعمل شيء، ولا أحد لا من 14 ولا من 8 آذار يطل على الناس ويقول لها هذا اقتراح يمنح الناس الأمل باتجاه عمل إيجابي، والكثير تساءل هل من المعقول اننا نبحث في الفيدرالية أو نجري استطلاع رأي بخصوص من له الحق في الترشح للرئاسة وفي ذات الوقت لا أحد يدري هل وحدة سوريا باقية أم لا وكذلك العراق، للأسف هناك استقالة في الدور وعجز بالمواجهة. وأعتقد أن الظرف الحالي الخطير هو الذي اوجد حالة الاندفاع نحو مشروع المجلس الوطني.

* هل بعد انتخابك رئيساً للمجلس الوطني تلقيت تهنئة من قيادات أحزاب 14 آذار؟

– نعم تلقيت… تيّار المستقبل أصدر بياناً أيّد فيه إنشاء المجلس، وتلقيت اتصالات من الرئيس أمين الجميل والرئيس سعد الحريري، والدكتور سمير جعجع أعلن موقفاً أشاد بخطوة إنشاء المجلس، الرئيس دوري شمعون كان حاضراً ومشاركاً، وكذلك تلقيت تهنئة من القيادات المستقلة في 14 آذار ومنهم الوزير بطرس حرب وغيره من نواب 14 آذار، هذا يحملنا المسؤولية بصورة أكبر.

وأقول ان وجود المجلس الوطني جاء تحت عنوان انتفاضة السلام، وأعتقد انه سيمنح 14 آذار قوة إضافية. أي ليس كل شخص يواجه التطرف من موقعه، وكذلك كل جهة، فلا تيّار المستقبل لوحده يواجه التطرف السني، ولا الاعتدال الشيعي يواجه منفرداً التطرف الشيعي، فكلنا سنواجه سوياً ومعاً التطرف مهما يكن لونه. وأقول في السابق كان الشعار: يا عمال العالم اتحدوا، واليوم اقول يا معتدلي العالم اتحدوا.

* ما هو شعاركم بعدما أصبحت رئيساً للمجلس الوطني؟

– التواصل بين اللبنانيين هدف رئيسي، فخصمنا من الأساس اشتغل على “الفصل” بين اللبنانيين، فالوصاية السورية عملت على “الفصل”، المسلمين في مكان والمسيحيين في مكان آخر، وممنوع مد اليد بين اللبنانيين، والفصل يسمح للتطرف بأن يضرب ويخرب بحرية، ووقتها كل منا يقود برد فعل من موقعه، أنا سأتضامن مع المعتدل الموجود في فرنسا ومصر وفي كل الدول العربية، وكذلك سأطلب منهم ان يتضامنوا معنا، فمعركتنا واحدة، والمتطرفون من غير تواصل في ما بينهم يتضامنون، ونحن يجب ان نوحّد قوى الاعتدال.

* توجد ملاحظات على أداء 14 آذار حيث لم يشاهد أحد قيادة 14 آذار تلتقي مرّة واحدة لتضع رؤية عمل وتحرك ومواجهة؟

– لا شك صورة العمل لقوى 14 آذار خلال المرحلة الماضية كانت صورة ضعيفة، والتنسيق في ما بينهم كان يتم بصورة ثنائية وليس بإطار جماعي، وحول أكثر من عناوين خلافاتهم كانت معلنة ومنها حول استطلاع الرأي حول أحقية الترشح بين الطامحين لرئاسة الجمهورية، فهناك تباينات اعطت لجمهور 14 آذار صورة سلبية.

وأعتقد انه بما ان المجلس الوطني غير هيئة حزبية من الممكن ان يقدم اقتراحات وأجوبة على الكثير من التساؤلات المطروحة في الشارع، وأعتقد أن أحزاب 14 آذار ستتجاوب معنا في التوجهات في المستقبل.

والقوى المشاركة في المجلس الوطني هي من النخب المنفتحة جداً أكثر بكثير من الحزبيين، وفي النهاية نحن والأحزاب واحد. ولا توجد مشكلة في مشاركة الحزبيين كأفراد في عمل لجان المجلس الوطني فنحن بحاجة لقدرات الجميع، فهناك اندفاع كبير لدى المستقلين للمشاركة في المجلس الوطني.

* بتقديرك هل المجلس الوطني سيصدر مواقف سياسية في الشؤون المحلية العربية؟

– أكيد سيواكب الأحداث وستكون له مواقف، ولكن ليس كالأمانة العامة لقوى 14 آذار بصورة أسبوعية.

* هل المجلس الوطني سيكون جزءاً من الأمانة العامة لقوى 14 آذار؟

– ستكون للمجلس الوطني استقلالية، وسيكون ممثلاً كغيره في الأمانة العامة، ونسعى ليكون للمجلس مقر خاص به.

* هل سيضع المجلس خطة لتحركه ورؤية استراتيجية في ما يخص المسارات السياسية؟

– أكيد مؤسسات المجلس ولجانه ستضع هكذا خطة، وسنقيم حركة تواصل مع المناطق، فطرابلس مثلاً، يجب ان توضع لها خطة من هيئة الشمال لتستعيد دورها كمدينة للتعايش بين الجميع.

ونحن الآن في طور تشكيل اللجان والهيئة القيادية، ونسعى من خلال هذه اللجان إلى ان يتعرف الأعضاء على بعضهم.

* هل ما اطلقته منذ أشهر حول رؤية جديدة للتعاطي مع الآخر ومن ثم اعتكفت، كل هذا هل كان مقدمة لإنشاء المجلس الوطني؟

– منذ عام مضى، وبعد وفاة السيّد هاني فحص جميع الذين عملوا مع بعضهم في “المؤتمر الدائم للحوار اللبناني” عادوا والتقوا مع بعضهم، وبعد وفاة السيّد فحص جرى التداول بأهمية إعادة احياء مؤتمر الحوار، وجرى التداول في تغيير اسمه إلى «مؤتمر دائم للسلام في لبنان”، وعندما عقدت 14 آذار مؤتمرها الأخير في 14 آذار 2015 طرحت إنشاء المجلس الوطني، اجلنا إعلان المؤتمر الدائم للسلام في لبنان، وذلك لكون المشروعين يحملان ذات التوجه.

* هل للمجلس الوطني نهج مختلف عن 14 آذار بخصوص الحوار مع الآخر؟

– أعتقد توجد أجواء إيجابية لحركة تواصل مع الآخر ومع كافة القوى، ونحن نشجع على إقامة تواصل بين كافة القوى الطائفية والمذهبية والسياسية، فهناك حركة جيدة في صفوف المجتمع المدني يجب التفاعل معها.

* هل المجلس الوطني سيكون لديه توجه للعمل على تخفيف التوتر المذهبي في الشارع؟

– أعتبر أن الحوار الجاري حالياً بين “تيّار المستقبل” و”حزب الله” مهماً، لأنه من المغرب إلى العراق وغيره لا يوجد ما يماثل هذا الحوار بين السنة والشيعة.

لذلك، رمزية هذا الحوار هامة جداً، ولذلك أرى ان الحوار المسيحي- المسيحي بين عون وجعجع كان يجب ان يكون له عنوان واحد: “ما هو دور المسيحيين في منع الفتنة السنية- الشيعية”، وهذا هو المطلوب اليوم لأن هذه الفتنة إذا حصلت، فالبلد كلّه يخسر، وأنا المسيحي اقول هذه اولويتي وهي العمل على منع الفتنة بين المسلمين، ولو قام المسيحيون في لبنان بهذا الدور سنجعل من بلدنا حالة مميزة عمّا يحصل في المنطقة، يجب ان ندفع في هذا الاتجاه، والمسيحي والمسلم يديران دولة واحدة وهي لبنان، ويجب إعادة تركيب الحياة السياسية وفق قاعدة التعايش المسيحي- الإسلامي وأخذ الاعتبار بأهمية الآخر.

  • شارك الخبر