hit counter script

خاص - ملاك عقيل

متى يبدأ "الانزال" المسيحي؟

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٥ - 06:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

على عكس الاجواء التي توحي بحلول ساعة الصفر لـ "الانزال" المسيحي في ساحات الاعتصام والتظاهر فإن مقرّ "القيادة" في الرابية لا يزال يطلق صفارة الانذار للاستعداد للتحرّكات الشعبية ولإعلان الجهوزية والتعبئة العامة من دون تحديد تاريخ ثابت لبدء التحرّكات. استنفار غير مسبوق لكن من دون ان يجزم قادة "التيار الوطني الحر" بأن الشارع هو الحل الوحيد!
ثمّة كلام كبير يقال على المنابر وفي القاعات المغلقة. مع ذلك تترافق أجواء التعبئة مع معلومات تفيد بأن "حزب الله" ينشط بشكل أساسي على خط التهدئة خصوصا انه ليس من نادي مشجعي اللجوء الى الشارع في أصعب وأدق مرحلة يمرّ فيها الحزب بعد معركته المصيرية مع الاسرائيلي في تموز 2006.
وإذا كان التاريخ قد يعيد نفسه في المواجهة التي فرضت على العونيين في 23 كانون الثاني 2007 حين نزل البرتقاليون الى الارض في المناطق المسيحية وقاموا بإفراغ الرمول والأتربة وإشعال الإطارات ووضع العوائق الاسمنتية ومستوعبات النفايات اعتراضا على سياسة الاستئثار التي تنتهجها حكومة السنيورة حيت تحوّل الاضراب الذي دعت اليه المعارضة الى مواجهات في الشارع اسفرت عن سقوط قتلى، فإن "حزب الله" ليس في وارد رفع سقف التحدي مع حكومة تمام سلام، لا بل هو يسعى بشكل مباشر لحل سياسي لمشكلة تقنية اسمها التعيينات العسكرية، ولأخرى وطنية وعامة اسمها الحقوق المسيحية وذهنية حكومة سلام في "وراثة" صلاحيات رئيس الجمهورية. كل ذلك مع وقوفه الى جانب حليفه المسيحي في السراء والضراء.
حتى اللحظة ما يطلبه الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط لم يحصل حيث لم تنتعش مجددا خطوط التواصل الرسمي والبنّاء بين ميشال عون والرئيس سعد الحريري. ومن يطرح اقتراح تقريب وجهات النظر بين عون والرئيس سلام يصطدم بتمترس الرجلين عند مواقفهما.
وبالتأكيد فإن الكلام المباشر الذي قيل في البترون على لسان الوزير جبران باسيل يشكّل عمليا سدّا منيعا أمام اي محاولات من باب تهدئة الخواطر، فيما لوحظ فتح وسائل إعلام "التيار الوطني الحر" النار مجددا على "الامارات" الحريرية الى حدّ مساواتها مع "داعش" واحتضان كافة المواقف التي تصبّ في خانة القصف السياسي على "المستقبل".
المهمّ ان جلسة رمضان الاولى كانت مجرّد بروفا للمشكل الاتي حتما، فيما القيادات العونية حتى أصغر ناشط هم في وضعية الاستنفار لما يمكن ان يطلب منهم على شكل "أمر اليوم". ويبقى السؤال هل سيتجرّأ ميشال عون ليطلق حرب "تحرير الصلاحيات المسيحية" من الشارع بعد استنفاد كل الوسائل السياسية؟ في الرابية صمت مطلق ردا على هكذا سؤال. المهم، يقول العونيون، "now or never"... هذه المرة لن نتراجع مهما كان الثمن".
 

  • شارك الخبر