hit counter script

أخبار محليّة

الراعي يفتتح الصيف في الديمان: المسيحيون أصحاب رسالة انطلقت من أرضنا

الأحد ١٥ تموز ٢٠١٥ - 12:46

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الديمان عند التاسعة والثلث صباحا يرافقه نائبه العام المطران بولس صياح والاكسرخوس سيمون فضول والقيم البطريركي العام المونسنيور جوزف البواري، امين السر المونسنيور نبيه الترس والامين العام للدائرة البطريركية الاباتي انطوان خليفة.

كان في استقباله في ساحة الصرح النقيب جوزف اسحق ممثلا نائبي بشري ستريدا جعجع وايلي كيروز، المطارنة: مارون العمار، جورج بو جودة، مطانيوس الخوري وحنا علوان، رئيس اتحاد بلديات القضاء ايلي مخلوف، الوكيل البطريركي المونسنيور فؤاد بربور، القيم الابرشي الخوري خليل عرب، الوكيل البطريركي الخوري طوني الاغا، رئيس بلدية حدشيت الياس الحمصي، رئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي وحشد من ابناء المنطقة والجوار.

وعلى وقع أناشيد التعظيم التي عزفتها فرقة الكشاف الماروني - بشري بقيادة انطوني طربيه انتقل الراعي ومستقبلوه الى المبنى البطريركي الجديد حيث أدى صلاة التبريك وأزاح الستارة عن اللوحة التذكارية التي حملت اسم "مبنى الشركة والمحبة" وكانت جولة في أرجائه وفي محيطه، مبديا تقديره للمهتمين به.

وعند العاشرة ترأس الراعي قداس الأحد الاول في كنيسة الصرح عاونه فيه صياح والعمار وبو جودة والخوري وعلوان ورئيس عام الرهبنة الانطونية الاباتي داود الرعيدي، وخدمت القداس جوقة قاديشا بقيادة الأب يوسف طنوس وحضور الشباب المشاركين في "فوروم الشبيبة المارونية العالمية الاول" وحشد من ابناء المنطقة.

بعد الإنجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان: "أرسلهم اثنين اثنين أمام وجهه" (لو10: 1) قال فيها: "هي كنيسة المسيح، الممتلئة بالاثنين والسبعين، مرسلة مثلهم لتعرف جميع الناس إلى شخص يسوع. إذا عرفوه آمنوا به، ونالوا الخلاص. هكذا كنيستنا المارونية مرسلة في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار، حاملة هذه الرسالة بروحانية مار مارون وتقليدها الطويل، وبتراثنا الليتورجي والتاريخي والثقافي".

أضاف: "يسعدني أن نفتتح معكم في هذا الأحد فترة الصيف في الكرسي البطريركي في الديمان، وهي فترة العودة إلى تراث وادي القديسين وكرسي سيدة قنوبين البطريركي، حيث عاش البطاركة الموارنة على مدى أربعماية سنة في عهد العثمانيين، وبخور صلواتهم وصلوات النساك والمؤمنين يرتفع من هذا الوادي وينفحه بروح القداسة. وللمناسبة نختتم فوروم الشبيبة المارونية العالمية الأول، الذي ضم شبيبة جميع أبرشيات الانتشار البعيدة والقريبة: من أبرشية مار مارون سيدني بأوستراليا، وسيدة لبنان لوس أنجلس ومار مارون بروكلين بالولايات المتحدة الأميركية، ومار مارون مونتريال بكندا، من أبرشية مار شربل بونس ايرس بالأرجنتين، وسيدة شهداء لبنان مكسيكو بالمكسيك، وسيدة لبنان ساو باولو بالبرازيل، وسيدة لبنان باريس بفرنسا ومن الزيارة الرسولية في أوروبا الغربية والشمالية، ومن إكسرخوسية أفريقيا الغربية والوسطى، ومن أبرشية القاهرة والسودان، وحيفا والأراضي المقدسة والأردن، وقبرص، ودمشق وحلب واللاذقية، اضافة إلى ممثلين لأبرشياتنا المارونية في لبنان".

وتابع: "نظم هذا المؤتمر الأول مكتب راعوية الشبيبة ومكتب الانتشار في الدائرة البطريركية، فأوجه كلمة شكر وتقدير لمنسقي هذين المكتبين الخوري توفيق بو هدير والأب لويس الفرخ، بمساعدة الأمين العام لمكاتب الدائرة البطريركية الأباتي أنطوان خليفة، وسيادة المشرف عليها المطران بولس صياح، النائب البطريركي العام. وفي المناسبة أوجه التحية إلى جميع إخواني السادة المطارنة الذين شجعوا شبيبة أبرشياتهم للمشاركة في هذا المؤتمر العالمي الاول للشبيبة المارونية. كما أوجه شكري لكل الذين تعبوا وسخوا ونظموا هذا المؤتمر من أجل إنجاحه بكل جوانبه. دامت أعمال المؤتمر التثقيفية ثلاثة أيام كاملة، الخميس، الجمعة والسبت الماضية. وشملت مواضيع تركزت على الموضوع العام "كالأرز نتجذر، وننمو، وننتشر". فكانت أربع محاضرات أساسية عن المارونية، هوية ودعوة ورسالة، الواقع الراعوي والشبيبة وتحديات عالم اليوم، على خطى البطاركة والقديسين الموارنة آفاق ومبادرات. إني في المناسبة أشكر كل الذين حاضروا ورافقوا حلقات الحوار والتفكير، وسيعلنون في ختام هذه الذبيحة المقدسة البيان الذي أصدروه. وكانت زيارات حج إلى سيدة لبنان - حريصا وأضرحة القديسين ووقفات فنية فولكلورية من تراثنا اللبناني. واليوم يختتمون مؤتمرهم برفع صلاة الشكر في هذه الليتورجيا الإلهية، ثم يزورون وادي القديسين وكرسي سيدة قنوبين ومعالم الوادي المقدس، من خلال برنامج تثقيفي تراثي تنظمه لهم مشكورة رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث".

وقال: "نسأل الله، بشفاعة سيدة قنوبين والقديسين الموارنة، أن يبارك شبيبتنا هذه، وأن يعودوا بخير وسلام إلى أهلهم وأوطانهم أغنياء بالفرح والروحانية المارونية والتقاليد اللبنانية. ونقول لهؤلاء الشبان والشابات أنتم في قلبنا وفكرنا وصلاتنا، بشكل دائم. ومؤتمركم الأول هو بداية مسيرة طويلة لرسالة نحملها سوية من المسيح الرب بروحانية القديس مارون والكنيسة المارونية. "وأرسلهم اثنين اثنين أمام وجهه" (لو10: 1). أرسل الرب يسوع تلاميذه الاثنين والسبعين ورسله الاثني عشر، لكي يهيئوا طريقه إلى كل إنسان لخلاصه. وأجرى آيات مجترحا العجائب كبرهان لخلاص الإنسان بكل أبعاده الروحية والجسدية والمعنوية. وقد أشركنا الرب يسوع، نحن المسيحيين، بهذه الرسالة، بحكم المعمودية والميرون، وبالرسامة الكهنوتية والأسقفية للذين اختارهم ودعاهم ليكونوا رعاة في الكنيسة. لذا، حيثما كنا، نحن أصحاب رسالة هي الشهادة ليسوع المسيح فادي الإنسان ومخلص العالم. فتقتضي منا معرفة يسوع المسيح، والإيمان الكامل به وبإنجيله وتعليمه، كما تقدمه لنا السلطة التعليمية في الكنيسة، ومحبته الصادقة. هذه الثلاثة: معرفة المسيح والإيمان به ومحبته، هي مصدر رسالتنا وقوتها".

أضاف: "إنها رسالة صعبة وسط عالم رافض، ينبغي تغيير وجهه. فقال الرب: "أرسلكم كالخراف بين الذئاب" (الآية 3). فيؤكد في هذا الكلام أنه كراع صالح يسهر عليها ويحميها ولا يهرب من امام الذئاب (راجع يو10: 12-13)؛ وأنه قادر بكلامه ونعمته أن يحول الذئاب إلى خراف، والمضطهدين إلى مبشرين. فلنذكر شاول - بولس، وأغسطينوس وغيرهم كثيرين، من الذين واللواتي حول المسيح مجرى حياتهم بشكل جذري. وهو القائل ليوحنا الرسول في رؤياه: "آتي لأجعل كل شيء جديدا" (رؤيا 21: 5). إن غاية رسالتنا أن نزرع سلام المسيح في القلوب، وفي العائلة والمجتمع والوطن، كما أوصى التلاميذ الذين أرسلهم: "أي بيت تدخلونه، قولوا السلام لهذا البيت" (الآية 5). لا يمكن أن ينسى المسيحيون أنهم أصحاب رسالة في لبنان وبلدان الشرق الأوسط. فالرسالة المسيحية انطلقت من أرضنا إلى العالم كله".

وختم الراعي: "رسالتنا سماوية وبالتالي مقدسة وتقتضي نهج البساطة والتجرد وعدم التلهي بأي شيء آخر، كما يظهر من توصيات الرب لهؤلاء الذين أرسلهم بحسب إنجيل اليوم. ومن هذا الوادي المقدس ومن جبل الأرز نجدد التزامنا الرسالة المسيحية والمارونية الموكولة إلينا. فهما يذكراننا أننا متجذرون في لبنان وهذا المشرق، وفيه ننمو بنعمة المسيح ونور الإنجيل وهداية الروح القدس، ومنه ننطلق كالنور رسل سلام وحقيقة ومحبة، رافعين باستمرار أسمى آيات المجد والتسبيح والشكر للآب والابن والروح القدس الآن وإلى الأبد".

  • شارك الخبر