hit counter script

أخبار محليّة

الراعي: من غير المقبول ان تبقى القضية الفلسطينية بدون حل

السبت ١٥ تموز ٢٠١٥ - 19:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، جولته على بلدات نيابة صربا البطريركية لليوم الثاني على التوالي، يرافقه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، النائب البطريركي لنيابة صربا المطران بولس روحانا. واستهل نشاطه اليوم بزيارة دير مار يوسف البرج، حيث كان في استقباله الرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة، المطران حنا رحمة، رئيس الدير الاب الياس خليل وجمهور الدير، إضافة الى حشد من المؤمنين.

خليل

وتسلم الراعي داخل الكنيسة لوحة زيتية ورفع الصلوات، ورحب به رئيس الدير قائلا: "اقف امام نيافتكم وأقول: راع صالح، طريق مستقيم واضح، همة عالية شجاعة، تبطل الباطل وتحق الحق، مشعل هداية في الظلام المدلهم، مجند في خدمة الكنيسة ووطننا لبنان والقيم الانسانية والوطنية والاخلاقية. هذا ما انتم عليه وهذا ما يحثنا عليه نائبكم العام روحانا الذي زارنا وشجعنا على التضحية في خدمة الرعية والجوار، وهذا ما أولانا إياه رئيسنا قدس الاباتي طنوس نعمة لنساعد كل من يحتاج".

أضاف: "ما همنا من الصعوبات، المهم اننا أقوياء بالقديس يوسف شفيع الرعية. نحن ندعو ونصلي لكم يا صاحب الغبطة لكي تنجحوا في زرع بذور المحبة والشراكة في نفوس كل اللبنانيين وخصوصا المسؤولين الكبار".

نعمة

ثم رحب نعمة بالراعي والوفد، وقال: "من هذا الدير البرج، نطلب من الله ان تبقى البرج العالي لكي تظل الحامي للبلد والقيم. أنتم منارة للبنان وشعبه ليدرك هذه القيم، وانتم لا تزالون الأب الحقيقي لمسيحيي هذا الشرق".

الراعي

بدوره قال الراعي: "نزور دير مار يوسف البرج ونلتقي بكم، ومن هذا الدير نستمد قوتنا ورحانيتنا. لقد سلم ربنا مار يوسف حراسة كنيسة العذراء وابنه المتجسد. وهو كرس لها عاطفته وقلبه وفكره. وهذا الدير الذي يعود الى 300 سنة حمل هذه المنارة. مار يوسف لا يزال حارس الكنيسة وشفيعها وأبيها، وقد أمر البابا يوحنا 23 ان يأتي اسم مار يوسف بعد العذراء في الليتورجيا، لانه هو من حمى الكنيسة، فمار يوسف ساهر على الكنيسة والمنطقة والدير، ونحن لا نشك ان هذه المنطقة حامية لبنان، ففيها يسوع الملك وسيدة اللويزة ومار يوسف".

أضاف: "لنثبت بصلاتنا وإيماننا ولندرك ان الرب زرعنا هنا لنكمل الطريق".

ضبيه

ثم توقف الراعي امام مبنى "صوت لبنان" في ضبيه حيث استقبلته الادارة والمواطنون ومنحهم البركة. وحث الاعلاميين على "ان تكون رسالتهم مقدسة لان جذورهم بيبلية وهي من تدبير الله، فيسوع المسيح هو الاعلامي الكبير". وطالبهم ب"المحافظة على كرامة شخصيتهم ورأيهم وان يقولوا الحقيقة دائما، فهم خدام الحقيقة من أجل حرية الرأي، ورسالتهم يجب ان تكون بهدف تكوين الرأي العام الموضوعي".


بعدها توجه الراعي الى مخيم ضبيه، وقبل دخوله كنيسة مار جورجيوس المطفر للروم الكاثوليك، استقبله حشد من المؤمنين بالزغاريد والورود. وبعد رفعه الصلاة في الكنيسة رحب به كاهن الرعية شهاب عطاالله قائلا: "كما كان شعاركم شركة ومحبة، اليوم تتجسد أقوالكم بأفعالكم، رعيتنا لها وضعها الخاص ونطلب منكم اللفت الكريم، فهذا الشعب ينظر اليكم نظرة الابن لأبيه".

بدوره قال البطريرك: "لقد شعرنا بالجذور الفلسطينية لرؤيتنا أغصان النخل وأحسسنا اننا في شعنينة، كذلك الزغاريد التي عبرتم من خلالها عن عاطفة كبيرة. وانا بدوري أحمل عاطفة كبيرة في قلبي للمأساة التي يعيشها شعبنا وانتم منهم، هذا قدرنا في هذا الشرق المحتاج الى ان يتواصل فيه عمل الفداء".

أضاف: "سياسات دولية واستراتيجية واقتصادية فرضت حلولا مدمرة ومهجرة وخلفت الويلات. فاركضي يا كنيسة، واركضوا يا اهل الخير ولملموا ما خلفته هذه السياسات. من غير المقبول ان يستمر هذا الامر. الكل يود ان يقتل ويدمر أمام سكوت العالم، وكان صوت الله مات عند الجميع وعند الاسرة الدولية، الا ان صوتا واحدا لا يزال يدعو الى السلام ووقف الحرب وهو صوت قداسة البابا فرنسيس، من غير المقبول ان تبقى القضية الفلسطينية من سنة 48 حتى اليوم من دون حل، لا يمكن للاسرة الدولية ان تبقى صامتة وان يبقى هذا الشعب يعيش في الذل في المخيمات. هل تراجعت الانسانية؟ نحن في القرن ال 21، ولكنني اقول علينا ان نحمل صليب الفداء في هذا العالم".

وختم قائلا: "يا رب، حرك ضمائر المسؤولين في الدول الميسورة، لانه بقدرتك ان تحول الذئاب الى حملان لكي يعيش العالم بسلام".

بعدها قدم كاهن الرعية أيقونة القديس جاورجيوس الى الراعي، كما قدم رئيس مكتب اونروا جبل لبنان وبيروت محمد ابي خالد أيقونة فلسطين، وقال: "أهل المخيم أمانة بين ايديكم يا صاحب الغبطة، ونطلب عطفكم على الشعب الفلسطيني الذي ينظر اليكم نظرة الاب".

ثم زار الراعي كنيسة مار جاورجيوس في ضبيه حيث استقبله رئيس البلدية قبلان الأشقر وفاعليات وحركات رسولية والكشاف الماروني.

وبعد رفع الصلاة، رحب كاهن الرعية سليم الريس بالبطريرك والوفد المرافق قائلا: "هنا وقف كاهنا لهذه الرعية، والى هنا يعود كبيرا، كاردينالا، وبطريركا لأنطاكيا وسائر المشرق. هلم أيها الراعي الصالح وانظر الى وجوه من أحببتهم وأحبوك. لقد كنتم ترفعون الصلاة وتزرعون الأمل في نفوس أبناء هذه الرعية، تجمعون الأطفال وتحثون الشبيبة على العطاء، وها هم اليوم يسألونك أن ترفع يديك الطاهرتين وتبارك الحاضرين والغائبين منهم".

بدوره قال الراعي: "لقد خدمت هنا مرحلة قصيرة لكنها كانت غنية بمعرفتها وكانت كافية كي تكون بيننا روابط محبة وصداقة. من هنا بدأنا برنامج التنشئة الذي كنا نقدمه في البيوت، وهكذا تعرفنا، وهكذا تعرفنا الى معظم أبناء الرعية. انها أيام عزيزة على قلبي".

أضاف: "لقد قال البابا يوحنا بولس الثاني ان من خلص لبنان هو ثقافة اللبنانيين، ثقافة التنوع، وقد أعطانا الرب أن نكون منوعين لنشكل لوحة فسيفساء رائعة".

ثم توجه الراعي الى مدرسة القديسة ريتا حيث استقبلته ثلة من الجيش اللبناني عزفت له موسيقى الجيش.

وبعدما بارك مزار القديسة ريتا، حمل ذخائرها متوجها الى الكنيسة حيث كان في استقباله الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المريمية الاباتي بطرس طربيه، رئيس المدرسة الاب شوقي رفول وجمهور من الكهنة والرهبان.

وبعد تبريك الورود التي رفعها المؤمنون في الكنيسة، قرأ الراعي الانجيل.

ثم كانت كلمة لرفول قال فيها: "نعم من أين لنا أن يأتي الينا عظيم الأحبار مار بشارة بطرس الراعي المريمي. نقف اليوم اجلالا واحتراما للتعبير عن فرحتنا باستقبالكم في رحاب هذا الصرح التربوي الذي عرفكم واحبكم والذي لكم فيه بصمات لا تمحى. هذا المبنى الذي تقفون أمامه ارتفع فوق حجر أساس وضعتموه بيدكم، وكنتم يومها رئيس الكهنة، وقد جئتم اليوم وانتم رئيس الرؤساء وراعي الرعاة، وتدشنونه بيدكم اياها. لقد كانت لكم يد خيرة في ادارة هذه المدرسة وكلمة نيرة في توجيهها، وقد اثمرت تلك الكلمة مثاقيل لأنها زرعت في أرض خصبة تستمد ذاتيتها من رهبنتنا التي ما تأخرت يوما عن واجب بناء الانسان. نرحب بكم تمنحوننا البركة والرضا وتعضدوننا في مساعينا التربوية والرعوية".

ثم القى طربيه الكلمة التالية: "تبتهج الرهبانية باستقبالكم يا صاحب الغبطة في هذا الصرح التربوي الذي شهد على خدمتكم التربوية، نستقبلكم بطريركا انطاكيا يحمل وديعة الايمان ويظهر محبة يسوع من خلال ما ورثه من اهله ومن الرهبنة. نتمنى لكم دوام الخدمة على الكرسي البطريركي حيث تقدسون شعب الله وتتقدسون، وسيلقي الله عليكم جلالا وبهاء".

الراعي

ثم قدم طربيه ايقونة القديسة ريتا للراعي الذي قال: "انا هنا في بيتي، في بيتي الام، لاستمد القوة والحيوية. نحن سعداء ببركة المزار ونطلب من القديسة ريتا ان تجعل من كل واحد منكم وردة اينما هو، وردة لها اريجها الطيب، العناية الالهية لا تترك أحدا، هي لم تترك القديسة ريتا التي علمتنا ان ما من شيء يعصى على الله، وبقيت في كل ظروف حياتها وردة. احبها كل الناس ونحن نطلب بشفاعتها ان تعلمنا الاتكال على العناية الالهية لان لا شيء مستحيل عند الله".

أضاف: "اليوم فقد معنى الحياة وقدسيتها، ونحن مدعوون لاحترام الحياة البشرية وقد عشنا هنا خدمة تربوية جميلة، وضبيه هي من اجمل الرعايا التي خدمناها، وهنا في هذا المدرسة قال لي الأباتي مرسال ابي خليل في نيسان 1986 مبروك ابونا بشارة القديسة ريتا ساعدتك وعندنا اليوم مطران".

وتابع: "نشكر الله ان المدرسة في لبنان لا تزال حرة، وهذا يعني ان هناك أملا بمستقبل افضل، انتم علامة الرجاء لأولادنا وانتم تهيئون أبناء الكنيسة والمجتمع ولبنان".

ثم أزاح الراعي الستارة عن لوحة تخلد الزيارة.

وتوجه الى كنيسة مار منصور في النقاش حيث كان في استقباله حشد من المؤمنين تقدمهم قائمقام المتن مارلين حداد وفاعليات.
 

  • شارك الخبر