hit counter script

أخبار محليّة

الراعي: نأسف للتلاعب بمؤسسات الدولة

السبت ١٥ تموز ٢٠١٥ - 14:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت اللجنة الأسقفية لوسائل الاعلام عشاءها السنوي في صالة السفراء في كازينو لبنان برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضور بطريرك السريان الكاثوليك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الأرثوذكس مار افرام الثاني، السفير البابوي غبريال كاتشيا، وزير الإعلام رمزي جريج ممثلا بمستشاره اندره قصاص، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، نقيب المحررين الياس عون، العميد وليم مجلي ممثلا النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس، قائد الدرك العميد جوزيف حلو، مدير المخابرات في جبل لبنان العميد ريشار حلو، عضو المؤسسة المارونية للانتشار روز انطوان شويري، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبدالهادي محفوظ، رئيس مؤسسة "انج" الاجتماعية المحامي اسكندر جبران وعدد من المطارنة والكهنة وحشد من الاعلاميين والمدعوين.
بداية النشيد الوطني ثم كلمة لعريفة الاحتفال الزميلة ريبيكا ابو ناضر، وكلمة لمدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم دعا فيها الإعلاميين إلى "قول الحقيقة دون سواها لأن في ذلك أمانة للمهنة وخلاص لوطننا الرابض في سفينة تتقاذفها أمواج الانقسامات وتحيط بها رياح الحرب والفتنة ويسعى فريق من البحارين لإنقاذه فيما الربان تحول دون انتخابه أسباب وأسباب، ونواب الأمة مكبلون ولا ندري إلى متى سنبقى من دون انتخاب رئيس للجمهورية تستقيم بانتخابه كل المؤسسات الدستورية".
وقال: "يأخذ علينا البعض اننا نقيم الاحتفالات في زمن صعب ورديء والمسيحيون في الشرق يعانون الاضطهاد والتهجير في سوريا والعراق. في عشائنا السنوي السنة الماضية قلنا اننا سنبقى في هذا الشرق مهما اشتدت العواصف واليوم نقول اننا ابناء الرجاء وابناء القيامة ولن يثنينا عن محبة المسيح لا جوع ولا حرب ولا اضطهاد. سنبقى علامة رجاء وعنوانا للمحبة. سنبقى متشبثين بأرضنا تشبث الأرز بتراب لبنان وجبال حرمون لهذا فاننا ندعوكم يا اهل الصحافة والقلم يا اهل الاعلام إلى أن تكونوا بجانبنا في مقاومتنا وصمودنا وأن تقفوا بجانب الكنيسة جماعة المؤمنين لأن سلاحكم هو السلاح الأقوى والأمضى، سلاح الكلمة الحرة وحدكم تستطيعون الوقوف في وجه الاعلام الموجه والتكفيري الذي يحبط النفوس. وحدكم تستطيعون مقاومة كل الحملات التي تضرب الكنيسة تحت شعار يضرب الراعي فتتبدد الخراف".
وتوجه إلى الإعلاميين: "مسؤوليتكم كبيرة ويجب أن تكونوا أنتم من يحمي الكنيسة ويدافع عنها، عندئذ نصبح عن حق رعية واحدة لراع واحد هو يسوع المسيح".
وتوجه إلى الراعي: "تحملون مع إخوانكم صليبا ثقيلا أيها الراعي الساهر والعنيد بالحق. صوتكم سيبقى كالشلال الهادر ولن يستكين، ومن يراهن على عكس ذلك نقول له: قلب صفحات بكركي تدرك عندئذ أنك على خطأ لأن تاريخ لبنان والشرق منحوت على صفحاتها بعناد البطاركة ودم الشهداء الذين صنعوا استقلال لبنان وماضون في الحفاظ عليه فمن أعطي له مجد لبنان يحمل صليب لبنان والشرق".
وألقى رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر كلمة قال فيها: "ما أجملها رسالة وجهها قداسة البابا فرنسيس في اليوم الإعلامي العالمي لهذه السنة، إلى أهل الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية والرقمية الكرام، وفيها يحدثهم عن أهل الأرض جميعا معلنا أن هؤلاء هم أبناء عائلة واحدة وأسرة إنسانية شاملة على الرغم من عددهم ومن تعددهم وعلى الرغم أيضا من عداواتهم في بعض الأحيان، وتفرقهم إلى شيع وقبائل متناحرة، وغرقهم في بحر واقع مرير لا علاقة له مع الصورة الإلهية للعائلة التي نحب ولا مع الأحلام التي تكمن في خواطر النفوس الرضية والمتمسكة بأهداب الإيمان. إلا أن هذه الصورة التي يضعها البابا أمام عيون الإعلاميين وأمام عيوننا جميعا، تبقى صرخة إيمان وفعل رجاء ونداء محبة لا بد لأهل الأرض أن يسمعوها وأن يقبلوها ولا بد لأهل الإعلام أن يسعوا إلى تقريبها من حيز الوجود. وكأن البابا يقول للاعلاميين أنهم في رسالتهم السامية هذه والمتمثلة بنقل الحقيقة صافية إلى الناس، لا ينقسمون في ما بينهم إلى فئات متضاربة أو متعادية وإلى خدام للتضليل في سبيل انتصار جماعة على جماعة، بل هم يتعاونون من أجل أن يكون إعلامهم خادما للأخوة بين الجميع وملتزما بناء الإنسان والإنسانية في جو من الألفة والمصالحة والسلام. بذلك يدرك الإعلاميون أن الأصدقاء هم أخوة لهم وأن الأعداء أيضا هم أخوة لهم، وأن الأرض الكروية تلتقي فيها أطرافها بأطرافها، دونما انقسام إلا في ما هو عابر وبعيد من جوهر الأشياء وحقيقة الوجود".
أضاف: "يقول القديس بولس في هذا المجال إلى جميع المؤمنين "فليبن الواحد منكم الآخر كما أنتم فاعلون". وعلى إثر هذا الرسول الذي فتح للكنيسة أبواب العالم كما فتح للعالم أبواب الكنيسة يتحول الإعلاميون إلى خدام للقيم الإنسانية العليا وإلى بناة للعالم يدعون أهله إلى التآخي بدلا من التجافي وإلى التعاون بدلا من التصادم وإلى التماس نعمة السلام بدلا من الغرق في ويلات الحروب ومآسيها".
وتابع: "إن توجهنا بالفكر إلى لبنان الحبيب، فإن إعلاميينا يعرفون تمام المعرفة ما قاله عنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني حين وصفه بأنه أكثر من وطن لأنه رسالة حرية وعيش مشترك سوي كريم يجدر أن يحتذي به العالم شرقا وغربا. إلا أن هذه الرسالة قد تضعف وتتلاشى لا سمح الله، ما لم نحافظ على الكيان الوطني معا بالتكافل والتضامن إلى أقصى حدود. ويعرف القاصي والداني أن الحفاظ على كيان لبنان يمر اليوم بالحفاظ على دولته ومؤسساته وتوافق بنيه في كل ما يخص جوهره بالصميم. هذا هو نداؤكم يا صاحب الغبطة أبانا مار بشارة بطرس من أجل لبنان. وقد دعوتم منذ سنة ونصف جميع اللبنانيين إلى أن يحترموا استحقاقات وطنهم ويتمسكوا بدستوره وينتخبوا له رئيسا للجمهورية، اليوم قبل الغد. وقد حملتم هذا النداء إلى الأمم المتحدة وإلى كل المحافل الدولية وكبار رؤساء العالم. إلا أن الرئيس لم ينتخب بعد، وهذا ما يثير جما من التساؤلات والظنون المقلقة إلى أقصى حدود. فهل صحيح أن فئاتنا اللبنانية تنتظر كل منها غلبة فريق على آخر في المنطقة حتى تؤمن الغلبة لنفسها في لبنان؟ وعن أي غلبة نحن متحدثون؟"
وسأل: "أيغلب الأخ أخاه في وطن قام على التعاون والاحترام المتبادل لكل خصائص أهله ولوحدتهم على السواء؟ كيف يبقى لبنان رسالة إن كانت المنطقة هي المبتدأ ولبنان هو الخبر؟ إن خبرا مثل هذا يصبح مثيلا لخبر كان. هذا فيما نحن نعتقد وبكل صراحة أن لبنان هو المبتدأ للمنطقة بأسرها لأن اختبار لبنان بالعيش المشترك السوي والمتساوي هو قمة الاختبارات بالنسبة إلى البلدان المحيطة. فيكون التغيير المطلوب من هذا القبيل منتظرا في هذه الدول بالذات وليس في لبنان، أقله من هذا القبيل".
وقال: "لكل منا في هذا الوطن أصدقاء تاريخيون وجغرافيون. إلا أن هذه الصداقات لا تبدل في أخوتنا شيئا لأن أخوتنا هي أكبر من هذه الصداقات وأبقى. فلنقل جميعا لأصدقائنا في كل حدب وصوب: "إن كنتم تحبوننا حقا دعونا نتدبر أمورنا ونكمل اختبارنا الإنساني لتفيدوا منه أنتم فإنكم بحاجة إلينا في هذا المجال أكثر مما نحن بحاجة إليكم". أما نحن هنا في الداخل، فلنعد من جديد إلى حوار جامع يكمل الحوارات الإيجابية الراهنة والتي تبقى جزئية ما لم تشمل الجميع فتقترب منا الحلول وبالسرعة التي يطلبها لبنان وتفرضها مصالح اللبنانيين. أما الغلبة في المنطقة، والتي يطلب منكم تبنيها أيها الإعلاميون، فهي غلبة المنطقة كلها على كل ما يعيق نموها وسلامها وإسهامها في الحضارة البشرية على غير صعيد. إن كتبنا المقدسة تتحدث عن الغلبة على صفحات كثيرة منها، لكن هذه الغلبة ليست لأشخاص على أشخاص ولا لطوائف على طوائف إنما هي غلبة الخير على الشرور بكل أنواعها. إن هذا الشرق الحزين الذي يمر اليوم بتجربة مأساوية رهيبة معرض لتعطيل الحضارة فيه أو لتراجعها أجيالا وقرونا إلى الوراء، مع ما يستتبع ذلك من خراب سيؤدي به لا سمح الله إلى احتراق ثرواته الهائلة والتي هي خزان الحياة لأجياله الآتية. فحرام أن تهدر وقود لا فائدة منها ولا طائل تحتها".
أضاف: "إننا نرجع اليوم كلامكم يا صاحب الغبطة أبانا مار بشارة بطرس الكلي الطوبى، وكلام أصحاب الغبطة والسيادة جميعا. فنتوجه معكم إلى المتقاتلين في شرقنا "أن ارموا السلاح وعودوا إلى أديانكم ومذاهبكم فهي تدعو كلها إلى الرحمة والتسامح والخير العميم، وليست أبدا داعية فرقة وعداء يقتل الإنسانية في الصميم. بهذا المنحى نكون نحن الإعلاميين، وفي لجنة الإعلام التي لنا شرف رئاستها باسم هذا المجلس المبارك، قد حفظنا الأمانة لرسالة البابا وتصرفنا في كل ظرف ومجال على أساس أن البشرية عائلة واحدة ليس فيها عدوان واجب الوجود من أحد تجاه أحد، والتزمنا حقل الإعلام بالعمل البناء وليس بالهدم، وذلك في كل كلمة نروم بها الحق الذي من الله والخير المتدفق منه تعالى على خلقه وعياله".
وختم مطر: "إننا في هذا اللقاء المبارك نستنح الفرصة لنشكر حضوركم جميعا أيها المحبون لعمل اللجنة والمشجعون لنشاطها، ويا أيها الأصدقاء الذين ترومون معنا تقدما مستمرا لبنيان ملكوت الله. والشكر مجددا لكم يا أصحاب الغبطة والسيادة الذين باسمكم نحاول الخدمة كما تريدون وتبغون. وليكافىء الله جميع المحسنين خيرا على سخاء أيديهم ودفء قلوبهم وكل عام وأنتم جميعا بألف خير".
وألقى الراعي كلمة أعلن فيها "الدعم الكامل للجنة الاسقفية لوسائل الإعلام والمركز الكاثوليكي والإعلاميين الذين يقومون برسالة أكانت مقروءة مسموعة أم مرئية وهم يلتزمون رسالة واحدة، أما الإعلامي الأول والأساسي فهو يسوع المسيح الذي خبرنا عن الله والإنسان وسلم الكنيسة وقال اذهبوا وأعلنوا الكنيسة ملتزمة الخبر الجميل الحقيقة وانجيل الحقيقة".
وقال: "الإعلاميون يحملون هذه الرسالة مثل الكنيسة، عليهم أن يخبروا الحقيقة التي تحرر تجمع وتبني، واذا كانوا السلطة الرابعة ليكونوا السلطة الإيجابية الملتزمة قول الحقيقة. لا يجوز التلاعب بالرأي العام فهو بحاجة إلى معرفة الحقيقة الموضوعية ونأسف عندما تقول السلطة الكنسية الحقيقة وتنقض كليا من الإعلام فنحن وإياكم مؤتمنون على الحقيقة مهما كانت الإغراءات والأموال التي تدفع الحقيقة لا تثمن".
وتابع: "في 7 أيلول 1989 وجه القديس البابا يوحنا بولس الثاني رسالة إلى مطارنة العالم الكاثوليكي طالبا منهم تأمين يوم خاص بلبنان واستعمال سلاحين الصلاة والحقيقة، الصلاة لأنها قوتنا والحقيقة لأن لبنان ضحية الكذب، وقال لهم يومها أدعوكم لقول الحقيقة عن لبنان وقيمته ومعناه، وأضاف القديس لا سمح الله إذا سقط لبنان نكون قد انتزعنا جذور المسيحية العالمية. البابا كان يتكلم عن لبنان في حينها فكيف اليوم في ظل ما يجري في العراق ومصر وسوريا وفلسطين وليبيا، وكلها أرض مسيحية وقد وضعت أسس هذه الدول 600 سنة قبل الإسلام. لا أحد يملك الجرأة على قول الحقيقة كلهم يحرضون على الحرب إلا واحد يتكلم عن الحقيقة والسلام هو البابا فرنسيس وننتظر من الإعلام اللبناني قول الحقيقة عما يجري في بلدان الشرق الأوسط ولا نبيع أنفسنا لأحد والا فقدنا كل معنى رسالتنا".

وسأل: "هل يجوز التلاعب بلبنان كما يحصل الآن بمؤسساته برئاسة الجمهورية ومجلس النواب والحكومة ومصير شعب وشبيبة؟ لدينا مليون ونصف مليون نازح من السوريين ونصف مليون فلسطيني، أهلا وسهلا بهم إنسانيا ولكنهم يشكلون أكبر مشكلة لنا واذا كانت يد الله الخفية تحمي لبنان هذا لا يعني أنه يجب العبث بوطن بناه أجدادنا وقد مروا يومها بصعوبات في عهد المماليك والعثمانيين وصمدوا ووصلوا في أيلول 1920 إلى إعلان لبنان الكبير واستقلاله. هل هكذا نتهيأ للاحتفالية الأولى بمئوية لبنان الكبير".
وتوجه إلى الإعلاميين: "عليكم الدور الكبير في قيادة المسيرة للاحتفال بالمئوية فننزع من قاموسنا السؤال الذي يجرحنا بالعمق أي لبنان تريد أو نريد فلبنان نموذج للشرق والغرب وهو مسؤولية في أعناقنا".
وهنأ مطر باليوبيل الذهبي في الكهنوت، وهنأ الإعلاميين المكرمين، معتبرا انهم "خدموا الحقيقة فكرموا أنفسهم".
وختم الراعي: "علينا التزام تكملة الرسالة معا فجمال لبنان وقيمته في تنوعه وتعدديته في عالم أحادي الرأي والحزب والدين، ورسالتنا إغناء التعددية والتنوع لبناء الوحدة الوطنية والالتزام معا لخدمة رسالة الحقيقة وتكوين الرأي العام الصحيح ليبقى لبنان بوسائله الإعلامية وشعبه وكيانه وتقاليده ورسالته بحسب أمنية البابا القديس".
بعد ذلك، كرم الراعي مطر لمناسبة يوبيله الذهبي في الكهنوت، وكان تكريم مجموعة من الإعلاميين نظرا إلى جهودهم في هذا المجال وهم يوسف الاشقر والأب يوسف مونس ورفيق شلالا وكلود أبو ناضر هندي وحبيب شلوق وسركيس نجران و"تيلي لوميير".
 

  • شارك الخبر