hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - عبدالله بارودي

خطاب للحريري 12 تموز... وقيادة «المستقبل» غداً الى السعودية

السبت ١٥ تموز ٢٠١٥ - 07:22

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الجمهورية

يتوجّه غداً عدد من قيادات الصف الأول في تيار «المستقبل» الى المملكة العربية السعودية للاجتماع بالرئيس سعد الحريري في زيارة خاصة وسريعة يتخلّلها إفطار يقيمه الحريري على شرف ضيوفه، يعودون بعدها الى بيروت، محمّلين بالتوجّهات السياسية العامة التي من المفترض التزامها خلال المرحلة المقبلة.
لعلّ الخطوط العريضة لتلك التوجّهات، بعيداً من التفاصيل الضيّقة، سيُتاح للرأي العام اللبناني الاطلاع عليها من خلال الخطاب المرتقَب للرئيس سعد الحريري يوم الأحد 12 تموز لمناسبة الافطار المركزي الذي دعا اليه تيار «المستقبل» في مختلف المناطق.

ثمّة مَن يعتقد، أنّ «المستقبل» نجح في احتضان جمهوره واستيعاب فورة الغضب التي اجتاحت الشارع السنّي تحديداً نتيجة تسريب أشرطة فيديو تعذيب السجناء الاسلاميين في رومية، وعلى رغم محاولات بعض الأطراف السياسية إن كان على الساحة السنّية أو على مساحة الوطن استغلال ما حصل لضرب «المستقبل» في بيئته الحاضنة، إلّا أنه ظهر واضحاً مدى إدراك وفهم جمهور «المستقبل»، وأبناء الطائفة السنّية عموماً المخطّط الذي يُراد لهم الوقوع فيه، وعلى سلّم أولوياته التصادم السنّي- السنّي، وتسعير الفتنة المذهبية في البلاد.

تلبية النداء

على هذا الأساس، أبى الشارع السنّي أن ينجرّ الى الفتنة، ولبّى نداء قيادة «المستقبل»، في العضّ على الجروح والتغاضي عن كلّ الممارسات الشنيعة التي تمارسها بعض العناصر الأمنية، أو المؤسسات الرسمية، من أجل تفويت الفرصة على المتربصين، لاستغلال ثورتهم المحقة، ومطالبهم المشروعة وغضبهم المفهوم، لإشعال الجبهة الداخلية، وتحويل الأنظار عما يحصل في سوريا من انتكاسات عسكرية كرّست معادلة حتمية انهيار نظام بشار الأسد.

استطاعت القيادة الزرقاء، أن تمسك العصا من نصفها، فهي شدّدت على ضرورة ملاحقة جميع المرتكبين والكشف عنهم ومحاكمتهم لينالوا العقاب الرادع، لكنها، في الوقت نفسه، عمّمت على كلّ محازبيها ومناصريها ضرورة ضبط الشارع والعمل على إفهام الناس الهدف من تسريب أشرطة الفيديو وتوقيته المشبوه.

كذلك أجرى بعض النواب وقيادات «المستقبل» في بعض المناطق الحسّاسة وتحديداً في طرابلس وعكار، اتصالات مع بعض الفاعليات المحلية ورجال الدين والعلماء في محاولة للتخفيف قدر الامكان من غضب الشارع ومنع تفلّته في خضمّ الدعوات التي أطلقت للاعتصام هنا والصلاة هناك تضامناً مع السجناء الاسلاميين.

لم يكتفِ «المستقبل» بهذه الخطوات، بل عمد أمينه العام أحمد الحريري الى تجاهل المخاطر الأمنية المحدقة به، ليتنقّل بين منطقة وأخرى يشرح خلالها استراتيجية تياره، وطريقة تصدّيه للفتنة التي يُراد للبنانيين الوقوع فيها.

الحريري الذي أطلق خطابات خلال زياراته، وُصفت بـ»الهادئة والرصينة»، وكان آخرها أمس الأول في الضنّية، شاكراً للناس تلبيتهم نداءات التيار للتمسك بنهج الاعتدال، ومواجهة التطرّف أيّاً كان مصدره، ونبذ الفتنة والتحريض الطائفي، اطمأنّ على ما يبدو، إلى أنّ جمهوره يعي تماماً خطورة المرحلة، ويدرك أبعادها، ومتمسك بنهج الاعتدال والتلاقي والوحدة الذي أرساه الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ثمّة مَن يقول إنّ تيار «المستقبل» يثبت في كلِّ مرة قدرته على ضبط شارعه، من طرابلس وصولاً الى السعديات مروراً بعرسال، بعكس ما يحاول بعض الأطراف السياسيين الترويج له والايحاء به، لكنّ «المستقبل» في الوقت نفسه لم يقدّم نفسه يوماً على أساس أنه حزب ديكتاتوري أو شمولي، بل على العكس من ذلك، هو يعطي لجميع محازبيه وحتى لنوابه وقياداته الحق في التعبير عن آرائهم والافصاح عن هواجسهم، حتى لو تعارضت مع قرارات رئيسه. لكن في المقابل، حين تحين اللحظة الحاسمة، يردّد الجميع بلا تردّد، عبارة واحدة: «نحنا معك... دولة الرئيس!».

  • شارك الخبر