hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الراعي اختتم جولته في ساحل صربا وترأس قداسا في زوق الخراب

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٥ - 20:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جولته الراعوية في منطقة ساحل صربا بزيارة دير سيدة طاميش، يرافقه النائب البطريركي المطران بولس صياح والنائب البطريركي عن منطقة صربا المطران بولس روحانا، وكان في استقباله رئيس الرهبانية اللبنانية الاباتي طنوس نعمة والمطران شربل مرعي ورئيس الدير جوزف شربل اضافة الى الحركات الرسولية وفاعليات سياسية ودينية واجتماعية.

وكان في استقبال الراعي رئيس بلدية ديك المحدي اميل الاشقر واعضاء المجلس البلدي وقائمقام المتن مارلين حداد.

ورفع الراعي الصلاة في كنيسة الدير، وألقى رئيس الدير الاب جوزف شربل كلمة قال فيها: "أنتم حاضن وحدة الكنيسة في لبنان والشرق والعالم، نقدر ابوتكم ومواظبتكم على التنشئة المسيحية لجميع المؤمنين، كما نقدر صوتكم الداعي نواب الامة الى انتخاب رئيس للجمهورية".

ثم كانت كلمة لنعمة وجه خلالها تحياته الى البطريرك على مواقفه، معتبرا انه "الاب الوحيد الساهر والراعي لوحدة الكنيسة الشرقية، وهو الراعي الذي يحمل الهم اللبناني، ونحن متأكدون أنه سيخلص بيديه وقلبه لبنان من كل مأزق".

بدوره شكر الراعي جمهور الدير والمؤمنين على حفاوة الاستقبال، وقال: "نبدأ زيارتنا الراعوية لهذا القسم من النيابة البطريركية في صربا، انه دير سيدة طاميش، النقطة الاساسية في الزيارة، لأننا هنا نعود اربعمئة سنة الى الوراء، الى تاريخ الكنيسة والحياة الرهبانية. فمن هنا انطلقت الحياة الرهبانية العميقة".

أضاف: "نحن في زيارة راعوية تعيش جمال الشركة والمحبة، وفيها سنتفقد أمور رعايانا ونشكرهم، نحن متأصلون في هذا الجبل، وجذورنا عميقة فيه، كنيستنا مبنية على صخرة يسوع المسيح، وعندنا تراث كبير".

وتابع: "نمر بالصعوبات ولكن لا ننسى أننا متأصلون. أمام العاصفة سنصمد بوحدتنا وتضامننا وتكاتفنا. وعلينا مسؤولية كشعب، وعلى المسؤولين السياسيين ان يدركوا قيمة لبنان ودوره ويتعالوا عن مصالحهم ومواقفهم المتحجرة ويخلصوا للبنان والوطن".

وأكد أنه "لا يمكن لكل فريق أن يتشبث بمواقفه، ولا أحد يملك الحقيقة كاملة، فلنبحث عن الحقيقة التي تجمع".

وأسف "لأن هناك تلاعبا بمصير لبنان على المستوى السياسي، لأنه لا يمكن الاستمرار بإقفال القصر الجمهوري، اي ببتر رأس البلد. ما من احد يعيش من دون رأس، فلنصل كي يمس الله ضمائر المسؤولين ليقوموا بمسؤولياتهم الوطنية".

وفي الختام قدمت الهدايا التذكارية للراعي.

وكانت المحطة الثانية من جولة الراعي أمام مركز "اكسوفيل" للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في بيت الشعار، حيث توقف ومنحهم البركة، وتحدث إلى مسؤوليه. وبعدها، انتقل إلى رعية سيدة المغارة، حيث زار المغارة، وكان في استقباله رئيس بلدية ضبيه قبلان الأشقر وأعضاء المجلس البلدي وفاعليات سياسية ودينية واجتماعية.

بعدها، رفع الراعي الصلاة داخل الكنيسة، وكانت كلمة لكاهن الرعية جوزيف شربل لفت فيها إلى أن "هذه الرعية هي تعددية وتتكون من مؤمنين أموا إليها من مختلف المناطق اللبنانية، وتطمح إلى أن تكون نموذجية بالتقوى".

كما رفع أبناء الرعية صلاة على نية الراعي، وقدموا إليه البطرشيل، كهدية تذكارية.

من جهته، شكر الراعي كهنة الرعية وأبناءها، وقال: "هذه المنطقة عزيزة جدا على قلبنا، لأننا ترددنا عليها كثيرا للتنشئة المسيحية، وتقديرنا كبير لعملكم الجبار في بناء هذا البرج للعذراء، انطلاقا من المغارة الصغيرة. وعلى هذا المثال، أي كما انطلقتم من المغارة إلى البرج، أقول يجب أن نخرج من مغارة المشاكل والهموم، إلى رحابة العالم. والربط بين المغارة والقبة، ما هو إلا ترجمة لعبارة "ارتفعت كالأرز في لبنان".

أضاف: "هناك خمس سنوات تفصلنا عن المئوية الأولى لإعلان لبنان الكبير، وعلينا أن نتهيأ اليوم مع سيدة لبنان وسيدة المغارة، لنزين نفوسنا ونبني مجتمعنا ووحدتنا لكي نقول ارتفعنا كالأرز في لبنان".

وتابع: "لبنان رسالة ونموذج للشرق والغرب، فهذا ما قاله القديس البابا يوحنا بولس الثاني عن لبنان ولم يقله عن أي بلد آخر. لذلك، لا بد لنا أن نرتفع كالأرز، ونخرج من عالم المواقف الصغيرة إلى عالم الرحاب الكبير. وعلى المستوى الكنسي، هناك دعوة لعيش حياة كحياة القديسين، ونرتفع من المغارة إلى قمم القداسة".

ثم دون الراعي كلمة في السجل الذهبي لرعية سيدة المغارة.

كنيسة مار جرجس - زوق الخراب
أما المحطة الأخيرة من زيارة الراعي فكانت من خلال وقفة أمام كنيسة مار الياس - زوق الخراب في ضبيه، حيث رفع الصلاة داخل الكنيسة.

وتوجه سيرا على الأقدام إلى كنيسة مار جرجس - زوق الخراب، تتقدمه الحركات الكشفية والرسولية وفرسان العذراء وحشد من المؤمنين وفرقة فولكلورية. وأمام الكنيسة عزفت له ثلة من قوى الأمن الداخلي أناشيد للعذراء مريم.

وتحدث الخوري جورج بعينو فرحب بالراعي والوفد المرافق، وقال: "عظمة هذه الكنيسة ليست في موقعها، ولا في إرثها التاريخي، الذي يعود إلى 2000 سنة، بل في تجذر إيمان أهلها المجتمعين هنا. نشكر حضوركم إلينا كاهنا وأسقفا واليوم بطريركا، ونقول لكم إن بذور التنشئة المسيحية لا تزال تأتي بأطيب الثمار. ومن هنا، رفع أبناء الرعية شعار: كنت معنا كاهنا، واليوم بطريركا كتعبير عن شكر وتقدير كبيرين. نسأل الله أن يبارك رعيتنا على أيديكم، ويكلل أعمال الدين والدنيا في البلدة بالنجاح".

ثم ترأس الراعي الذبيحة الالهية في الباحة الخارجية للكنيسة، وعاونه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح والنائب عن نيابة صربا البطريركية المطران بولس روحانا، في حضور النائبين ابراهيم كنعان وغسان مخيبر، قائمقام المتن مارلين حداد، القيادي في "القوات اللبنانية" ادي ابي اللمع وممثلين عن كل الاحزاب اللبنانية ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات سياسية وعسكرية واقتصادية وعدد من الكهنة.

وبعد قراءة الإنجيل، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "أنا الكرمة، وأنتم الأغصان"، قال فيها: "بفرح كبير، نقوم بزيارة رعوية إلى هذه الرعية العزيزة، شاكرين النائب البطريركي المطران بولس روحانا على تنظيمها قبل أن نغادر إلى مقرنا الصيفي في الديمان يوم الأحد".

أضاف: "أنتم الحاضرون بيننا تزيدون رونقا هذا اللقاء الروحي، ونحن نقدم الذبيحة من أجل الرعية ومن أجل نيابتنا البطريركية صربا ملتمسين بشفاعة مار الياس ومار جرجس أن يفيض الله عليكم كل نعمه".

وتابع: "أعود إلى كلمة الرب يسوع، أنا الكرمة وأنتم الأغصان، يسوع أنشأ سر الكنيسة، وهو رأسها، والناس يصبحون أغصانها بالمعمودية والميرون والقربان، ويتحدون اتحادا قويا مع الرب يسوع بقوة الانجيل ونعمة الاسرار والروح القدس. لقد جعلنا الرب أعضاءه، الكرمة تتكلم من خلال أغصانها، التي تعطي العناقيد، والرب أراد هذه الرسالة العظيمة أن تتم من خلالنا، فتأتي ثماره عبر كل واحد منا. يريدنا الرب أن نجول في العالم ونصنع الخير، كما كان يفعل هو، وهذه الكنيسة اسمها سر المسيح الكلي، واسمها الشركة والرسالة، هذه رسالتنا في لبنان والشرق الاوسط، وعمرها ألفي سنة، نحن ورثنا هذه الأرض، ورغم كل الصعوبات والمخاطر التي تحدق بنا، نتذكر اليوم كلمة الرب، إذا ثبتم في تقدرون أن تفعلوا كل شيء".

وأردف: "رسالتنا أن نعيش الوحدة الجميلة، فلبنان يفقد كل قيمته إذا كان لونا واحدا ورأيا واحدا. لبنان هو التعددية، إنما في شركة وطنية واحدة، والمصيبة إذا كان الناس مثل بعضهم البعض، الله أراد أن نكون فريدين، لكل منا فرادته، وعلينا أن نعيشها بكل أبعادها لكي نبني الجماعة، ونحن اليوم في حاجة لبناء الوحدة الوطنية".

وقال: "العائلة هي كنيسة بيتية، والكنيسة اسمها مجتمع منظم، ولكن فيها شركة. اللاهوت هو أساس الحياة البشرية في المجتمعات، وإذا فقدنا هذا اللاهوت فقدنا حياتنا الروحية. وتبقى القناعة أجمل شيء في حياتنا، القناعة بما أعطانا إياه الرب وتحمل المسؤولية تجاهه. لم أبتكر الشركة والمحبة، وإنما هما موجودان في القداس، نحن نعيش أزمة شركة مع الله وبين الناس، ولكن لنبنيها نحتاج إلى المحبة، هذه المحبة التي هي اسمنت الكنيسة، ومن خلالها تعيش الأغصان".

بعدها، بارك الراعي المذبح الخارجي الجديد للكنيسة. وقدمت الرعية لوحة زيتية الى الراعي تحمل رسمه.
 

  • شارك الخبر