hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ابراهيم درويش

"داعش" يربط الساحات... والعبرة بالتنفيذ

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٥ - 01:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا شك انه لو قدّر لـ"داعش" اتزان في الفكر وسعة في الرؤية المنهجية، لكانت أشد خطراً على العالم بأسره، والمقصود بأشد خطراً أن تغلّف مشروعها بثوب الاقناع الواسع، بما يسقط عن الآخرين حجة قتالها ومحاربتها، خصوصاً بالاستناد الى مواقف البعض من أن هذه التنظيمات انبثقت من الظلم المطرد في البلاد العربية وديكتاتورية الحكام، وربط البعض بين محاربتها والفتنة المذهبية.
خمس سنوات مرّت على الحرب السورية، وعلى اطراد نفوذ الجماعات المتطرفة وتوسّع رقعة أعمالها على امتداد المساحات المتاحة أمامها، وسط تخاذل البعض، واحتضان البعض الآخر، وقصور الآخرين.
وبالعودة الى الحريات والديموقراطيات والسعي خلفها، ساهمت سياسة "جبهة النصرة" و"داعش" الدموية والعشوائية بتشكيل كرة ثلج متدحرجة ضد نهج التطرف الديني، في ظل مغالاتهما وتفننهما في أساليب القتل والتعذيب واتساع مروحة الاستهداف لتطال مختلف الشرائح والطوائف والمذاهب والاطياف، حتى تلك التي تعتبر الأكثر سلمية وتلهث خلف حقوقها الضائعة ما بين مصالح الأكثريات في منطقة الشرق الاوسط ما دفع القوى الاقليمية الى البحث في غير مرة عن محاولة تعويم مجموعات جديدة تحت تصنيف المعارضة المسلحة المعتدلة .
في هذا السياق، لا يمكن مقاربة نفوذ داعش وتوسعها من دون التوقف والبحث ملياً في ارتكاباتها الأخيرة على الساحة المصرية وقبلها في الكويت والسعودية، ما من شأنه عاجلاً أم آجلاً أن يدفع آلياً نحو سياسة الكي لمحاولة وقف النزيف العربي المستمر جراء استهدافات المجموعات المتطرفة، ما يفتح المجال أمام الدول النافذة في المنطقة لمقاربة الخطر السياسي الذي يتأتى من اختلاف المشاريع والقراءات المتباعدة لقوى الانقسام الموجودة، ما يعني وبشكل مباشر أن هذه التنظيمات ستدفع ميكانيكياً القوى والبلدان المتقاسمة الى ارضية مشتركة من وحدة المسار التلقائية في مواجهة الخطر المشترك الذي يهدد أمنها بشكل مباشر، وهذا ما يتجلى في المستجدات التي حملها كلام أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي الذي أكد ان سوريا لا تزال عضواً في الجامعة العربية، وانه جاهز للقاء المسؤولين السوريين، ما يمكن ربطه ايضاً بما نقل عن الكرملين حول السعي الروسي الى تشكيل حلف عربي يضم السعودية وسوريا في مواجهة "داعش"، ما يشكل تقدماً ملحوظاً أقله في الخطاب السياسي المرافق للأزمة في المنطقة والعلاقات المتدهورة بين البلدين، فضلاً عن حالة الستاتيكو المسيطرة على الساحة اليمنية، في ظل غياب اي افق لحسم كامل لصالح أي لاعب على هذه الساحة.
مؤشر آخر يمكن التوقف عنده حتى لو اعتبره كثيرون تفصيلاً صغيراً قياساً مع ما يحاك من احداث في المنطقة، وهو حادثة السعديات وما رافقها من سرعة في لملمة الوضع وتطويقه من قبل تيار المستقبل وحزب الله بواسطة قنوات الحزبين قبل ان ينعكس توتراً مذهبياً يتمدد في مناطق مختلفة، ما يعكس الارادة في استمرار سياسة ربط النزاع في الساحات غير المشتعلة، بانتظار متغيّر ما، قد يفرضه الدم والسياسة.
جدير بالذكر ان "داعش" وجهت بوصلتها ورسالتها نحو فلسطين المحتلة، وباتجاه "حماس" لا اسرائيل كونها لا تتشدد في تطبيق التعاليم الاسلامية، ما من المفترض ان يزيل الغموض عن ماهية الخطر الذي يهدد الساحة العربية والاسلامية ويرسخ فكرة ان الخطر بات عابراً للطوائف والمذاهب.


 

  • شارك الخبر