hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

صحافيو الشؤون العربية والدولية: لوستفاليا عربية إسلامية

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٥ - 14:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

جمع مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية مجموعة من الصحافيين الذين يتابعون الشؤون العربية والدولية في صحفهم، في طاولة مستديرة بعنوان "الوضع الإقليمي المتفجّر: رهانات اللاعبين وفرص التسوية".
ورأى المشاركون أنَّ العالم العربي لا يزال في مرحلة المخاض العنيف الذي يهزّ دوله منذ بدء الإنتفاضات والتغيرات العربية قبل أربع سنوات، وألا أفق لوقف الصراعات والنزاعات في المرحلة المنظورة بسبب حدة الإنقسامات الداخلية في المجتمعات العربية، ونظراً للتجاذبات الإقليمية والدولية...
ورأوا أن احتمالات التوصل إلى تفاهمات معينة وبدء الحد من النزاعات الراهنة متوقفة على تسوية تجمع القوى الإقليمية والدولية المعنية، إضافةً إلى التوصل إلى حل سلمي لمسألة الملف النووي الإيراني.

ولفت المشاركون إلى وجود مخاوف حول وحدة كلٍ من العراق وسوريا وبروز مخاطر تقسيم البلدين. واعتبر معظم المشاركين أن المعادلة في سوريا لن تنقلب في شكلٍ جذري بسبب التطورات الميدانية الأخيرة، وأن لا فريق قادر على قلب المعادلة لمصلحته، في حين لفت البعض الآخر إلى صعوبة رؤية سوريا موحدة كما كانت في السابق، وإلى أنها ستبقى منقسمة بين فريقي النظام والمعارضة بمختلف تنظيماتها. وقد اعتبر بعض المشاركين أن الدولة السورية ومؤسساتها وفي طليعتها الجيش لا تزال متماسكة على الرغم من الإنسحابات التي حصلت مؤخراً من بعض المدن والمناطق.
وفي الملف العراقي كان تأكيد على أنَّ دخول العراق لعبة المحاور الإقليمية والدولية جعله فريسة سهلة للتدخلات الخارجية، وعلى أن الإنهيار الحالي هو نتيجة السياسات المذهبية التي اتُبعت وأدت إلى ضرب وحدة الجيش وهيبته، فضلاً عن الفساد المستشري.

وفي موضوع الإرهاب رأى المتحدثون أن الظاهرة الإرهابية الجهادية لا تزال تتنامى في دول المنطقة خاصةً مع تمدد تنظيم "داعش" إلى الكثير من الساحات والدول العربية والإسلامية والغربية، وهذا ما يطرح تحديات كبيرة على استقرار دول عربية خاصة في شمال إفريقيا كمصر والجزائر. وقال بعض المشاركين إن اتساع هوية الإنقسام السياسي والمذهبي هو ما مكن "داعش" من تثبيت سيطرته في كثير من المناطق وتحديداً في العراق، إضافةً إلى ضعف الجيوش الوطنية أو تفككها. في حين لفت مشاركون إلى خطورة تنامي الظاهرة الإرهابية في مصر خاصةً في ظل استمرار التوتر والإنقسام السياسي بين النظام ومعارضيه من جماعة "الإخوان المسلمين".
وقد شدَّد المتحدثون على أهمية الذهاب نحو خيار الدولة المدنية وحماية الدين من السياسة، وأشار البعض إلى سقوط تجربة الإسلام السياسي كما ظهر تطورات السنوات الأخيرة في العالم العربي. ولفت صحافيون إلى أن الإرهاب ظاهرة شاملة يجب ألا تنحصر مواجهتها بالجانب العسكري فقط على أهميته بل بفكر اجتماعي اقتصادي ومكافحة التهميش وتحقيق التنمية، وأيضاً بوقف الظلم الذي يؤدي إلى مزيد من العنف، وببناء ثقافة جديدة قائمة على السلام والعدالة الإقتصادية والإعتراف بالآخر المختلف.

وشدد المتحدثون على أن الأمل الوحيد لوقف العنف والصراعات الدموية الراهنة هو ذهاب القوى والأطراف المعنية إلى تسوية سريعة وتقديم التنازلات المشتركة في ما يشبه "وستفاليا" عربية وإسلامية وتشكيل تحالف إسلامي كبير ضد كل أشكال العنف والإرهاب، وذلك إلى جانب الوصول إلى تسوية شاملة للملف النووي الإيراني.
 

  • شارك الخبر