hit counter script

مقالات مختارة - شوقي الحاج

الأسواق الشعبية الملاذ الأخير للعائلات الفقيرة

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٥ - 06:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

السفير

تستقطب الأسواق الشعبية في منطقتي راشيا والبقاع الغربي، المزيد من العائلات الفقيرة والمعوزة، وحتى الميسورة مادياً، هرباً من ارتفاع أسعار بعض السلع والمواد الغذائية، التي طالت الفاكهة والخضر والمواد الأولية المستخدمة في صناعة الحلويات، والتي سجلت خلال الأسبوع الفائت، في العديد من المؤسسات والمحال التجارية، لمناسبة شهر رمضان المبارك.
الملاذ الأخير
أم محمد بركات (ربّة عائلة مؤلفة من خمسة أفراد) وصفت الأسواق الشعبية، «بالملاذ الأخير» التي تلجأ إليها العائلات الفقيرة، التي تعيش وضعاً مأساوياً، في ظل الأزمة الاقتصادية، التي تجتاح البلد، نتيجة انعدام فرص العمل أمام الأيدي العاملة المنتجة في لبنان، الى جانب تراجع الاستثمارات على الصعيد المحلي، فضلاً عن توسع استخدام الأيدي العاملة الأجنبية الرخيصة، لا سيما العمالة السورية النازحة، قياساً بما تتقاضاه اليد العاملة اللبنانية.
وأكدت ام محمد أن الأسعار تتفاوت بين مؤسسة وأخرى، والأرباح خيالية في بعض الأحيان، حيث لا حسيب ولا رقيب، كما قالت، والتجار يسعون الى نفخ جيوبهم بالأموال على حساب عرق الفقراء والعائلات المتوسطة الحال.
وسجّلت أم محمد فارقاً ببعض الأسعار، وصل إلى حدود الضعف بالكلغ الواحد، خصوصاً الخضر والفاكهة، فبينما يُباع كلغ الدراق بـ 1500 ليرة على البسطات داخل الأسواق الشعبية، أكدت أن سعره يتجاوز الـ 3000 ليرة في المؤسسات والمحال التجارية، ولفتت الانتباه الى أنها تشتري 8 - 10 ربطات بقدونس بألف ليرة، مقابل ربطتين من حانات الخضار، أما عن ربطة الفجل و «الفرفحين» فهي بحدود الألف ليرة، مقابل 250 ليرة في الأسواق الشعبية، مشيرة الى أن طبق الفتوش لا يغيب عن الإفطار اليومي في هذا الشهر الفضيل.
الملابس من «البالة»
ولفتت أم شادي إلى أن قدراتها المادية لا تسمح لها بارتياد بعض المؤسسات التجارية، نظراً لارتفاع أسعار بعض السلع والمواد الغذائية، باعتبار أنها تتقاضى عشرة آلاف ليرة يومياً، مقابل عملها في تنظيف المنازل، لتعيل عائلة مؤلفة من ثلاثة أفراد، إضافة الى والدتها السبعينية. وتشير أم شادي إلى أنها تزور السوق الشعبية، في ربع الساعة الأخير من نهايته، لتشتري بقايا الفاكهة والخضر لإطعام اولادها وطرد شبح الجوع عنهم.
وأكدت أم شادي أنها تختار بسطات «البالة» لشراء الثياب والأحذية لأولادها، لأنها غير قادرة على شراء الثياب الجديدة، التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار لمناسبة العيد، مؤكدة أن بعض محلات الألبسة تعلن عن تنزيلات وهمية، وتبقي الأسعار على حالها.
ولفت أبو حيان (رب عائلة مؤلفة من ثمانية أولاد) الانتباه إلى أنه يعمل في مهنة دهان المنازل، وأنه يبدأ بتحضير نفسه للعيد، قبل ثلاثة أو أربعة أشهر، حتى يتمكن من توفير متطلبات ولوازم هذه المناسبة. وعلى الرغم من ذلك فهو يرتاد الأسواق الشعبية لشراء حاجياته اليومية من الخضر والفاكهة والحلويات، ويختار شراء قطعة واحدة من «البالية» لكل واحد من أبنائه، سعياً وراء التوفير المادي، حتى لا يقع في ضائقة مادية، تدفعه للاستدانة، والاستسلام لأصحاب الشأن من أرباب العمل والمستثمرين، الذين ينتهكون حرمة الإنسانية، ويدمّرون الأمن المعيشي، والاستقرار الحياتي لشرائح واسعة من المجتمع، كي يتلذذوا بالعرق المتصبّب من جباه الفقراء والمعوزين، ويفرحوا على وقع المآسي التي أخذت تلامس نسبة عالية من الحياة المجتمعية في لبنان.
وأكد أبو حيان أن زوجته تعمل في مؤسسة تجارية، كي يستطيع مواجهة أعباء الحياة ومتطلباتها، سيما في ظل هذا الواقع المزري، الذي تمر به البلاد، وما تخلّفه بعض الارتدادات الناجمة عن التوترات الأمنية في الداخل اللبناني، أو الانعكاسات التي تسبّبت بها الحروب القائمة على مستوى المنطقة.
 

  • شارك الخبر