hit counter script

خاص - ملاك عقيل

عن مخترع الارانب والمسحور بـ "تويتر"!

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٥ - 06:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

منذ اللحظات الاولى لبدء تكوّن طبقات الجليد الرئاسي قبل موعد الرابع والعشرين من ايار العام 2014 حتى اليوم ثابر الرئيس نبيه بري مع النائب وليد جنبلاط على الوقوف في الوسط. الحيادية كانت سلاحهما المفضّل. وحتّى اللحظة هما يستخدمانها بالتنسيق والتعاون مع رئيس الحكومة تمام سلام حتى يحين أوان التسويات الانتقالية، او الحاسمة والنهائية.
في كافة مفاصل الازمة الرئاسية بدا الثنائي بري - جنبلاط عنوان المرحلة. كان بإمكان 24 نائبا من "كتلة التحرير والتنمية" و"اللقاء الديموقراطي" تغيير المعادلة، لا بل حسمها، حين حلّ أوان انتخاب رئيس الجمهورية قبل أكثر من عام. ورقة كان بإمكانها ان توصل ميشال عون او سمير جعجع او هنري حلو او اي مرشّح آخر. عمليا، ورقة الحسم لم تستخدم لا سابقا ولا الان ولن تكون بالاساس قابلة للاستخدام في المدى المنظور إلا حين يجلس الجميع الى طاولة التفاوض ويستمعون الى المقترح عليهم من عواصم القرار.
اليوم باستطاعة وزراء بري وجنبلاط مع بقية الوزراء "الشغّالين"، باستثناء وزراء ميشال عون وحزب الله والطاشناق والمردة، ان يسيّروا أعمال الحكومة "بالتي هي أحسن". خيار تمسك عين التينة والمختارة ورقته بشكل أساسي. لكن الحياديين حتى الان ليسوا بوارد الانقلاب على وسطيتهم، وإن كان الاعلان عن إنزعاجهم من تعطيل الحكومة، ومن هوية المعطّل، صار خبزهما اليومي. عمليا، كان رئيس مجلس النواب والزعيم الدرزي من المساهمين الاساسيين في صياغة قرار "العودة الى السرايا في عزّ رمضان"... وبعدها لكل حادث حديث!
اليوم ميشال عون ليس بوارد التخلّي عن ورقة ترشيحه لمصلحة مرشّح ينال بركته. ومن أجل ماذا؟ وما دام رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" لا يزال ينفرد بإدارة الدفّة الرئاسية في المقلب المواجه لقوى "14 آذار"، فإن حلفاءه ليسوا في وارد القوطبة عليه لفرض الخيار الثالث. يفترض ان حلفاء "الجنرال"، وعون نفسه، صاروا بحكم المتيقّنين ان الرئاسة ضائعة ولن تحصد ثمارها إلا بعد التسوية الكبرى. هكذا يصبح مجرد التفكير بتنازل عون عن الطبق الرئاسي لمرشّح توافقي هو مجرّد مزحة!
في الوقائع، ما بشّرت به مرجعيات رئاسية مع دخول الجمهورية يومها الاول من الفراغ الرئاسي كان صحيحا. لن تكون هناك نية تعطيلية مباشرة داخل الحكومة بعد استلامها صلاحيات الرئاسة الاولى، لكن الفراغ على مستوى المقام المسيحي الأول سيفرض نفسه حملا ثقيلا على أكتاف الجميع. هذا ما حصل فعلا. لم تتوقّف محرّكات الحكومة الرئاسية لان خليفة ميشال سليمان لم يجلس على كرسيّ بعبدا، لكن صدى فراغ القصر أدخل الجميع في كبرى الازمات. بعد الرئاسة، ثم مجلس النواب أتى دور الحكومة.
لا شئ يوحي عمليا بأن الحياديّين، الرئيس بري وجنبلاط، يملكان وصفة جاهزة لانقاذ الحكومة من الموت السريري. الرجلان يستطيعان، مع الرئيس سلام، ان يبتدعا مخرجا حكوميا مؤقتا يجنّب مجلس الوزراء لغم التعيينات. لكن لا شئ حتى الساعة. عمليا لا يمكن توقع الكثير منهما في هذا المجال طالما ان الخيارات جيد ضيقة.
سيذكر الجميع في هذا السياق ان أفضل ما يركن اليه "الاستاذ" و"البيك" لكسر الجمود هو في تحويل الانظار من الازمة الى أزمة أخرى، او ربما الى أمل بانفراج.
هذا ما فعله جنبلاط تحديدا في الفترة الماضية حين الهى اللبنانيين بفضائح الغذاء وبما يدخل معدتهم من ملوّثات. وما فعله أيضا الرئيس نبيه بري حين اوحى بعد التمديد الثاني لمجلس النواب بأن التمديد ولد و"رزقته معه". يومها أصرّ بري المتفائل، على وجود مؤشّرات بحلحلة خارجية ستنعكس تلقائياً على ملفات الداخل، على رأسها انتخابات رئاسة الجمهورية! هذا لم يحصل طبعا، لكنه أوحى بذلك كاسرا جمود وغضب ما بعد التمديد.
يجدر فقط ترقّب ما سيفعله اليوم مخترع أرانب الحل وصديقه المسحور بـ "لعبة تويتر" تحت سقف أزمة حكومية لا بصيص نور بحلّها حتى الساعة. على الارجح إما سيتفرّجان على أزمة لا مجال فيها لاستفزاز ميشال عون أكثر، وإما سيشتّتان انتباه الجمهور بمشروع حلّ يؤدي الى ملء الفراغ... بفراغ! أما حكومة سلام فلن تسقط... الباقي تفاصيل.


 

  • شارك الخبر