hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

رنده بري في إفطار جمعية شؤون المرأة: الفراغ هو الوصفة السحرية للفوضى

الثلاثاء ١٥ حزيران ٢٠١٥ - 15:03

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت جمعية شؤون المرأة اللبنانية افطارها السنوي غروب امس، في فندق "الكوارل بيتش "، برعاية عقيلة رئيس مجلس النواب رنده عاصي بري وحضورها، وحضور عقيلات الوزراء والنواب والسفراء وممثلات عن الاحزاب والقيادات السياسية والجمعيات والمنظمات النسائية ووجوه اجتماعية واعلامية وثقافية واكاديمية ومسؤولات الاقاليم والمناطق في مكتب شؤون المرأة في حركة أمل.

وألقت رئيسة الجمعية الدكتورة رباب عون كلمة اكدت فيها "اننا في مكتب شؤون المرأة في حركة "أمل" وجمعية شؤون المرأة اللبنانية نسعى دائما لنشر المبادىء الايمانية واحياء شهر رمضان بكل معانيه وقداسته لان عائلاتنا اصبحت مكشوفة على كل مفاسد هذا العالم اليوم اكثر من اي وقت مضى"، مشيرة الى حالات التكفير والارهاب، ومشددة على على "مبادىء الايمان والاخوة والانفتاح باتجاه الاخرين".

وقالت: "نسعى الى الاهتمام بشؤون المرأة والنهوض بها لتتخطى العوائق والقيود من خلال التدريب المهني والتقني والحرفي في محو الامية وتعليم اللغات والكومبيوتر والاشغال اليدوية والحرف والاعمال الفنية المنزلية والاسعافات الاولية والدفاع المدني، بمشاركة مدارس ومراكز اهلية ورسمية متخصصة، وقد اقمنا في دائرة جبل عامل معرضا تراثيا تم عرض منتوجات تراثية وشعبية وفينة وحرفية ويدوية من انتاج اياد صنيعة الحياة مساهمة في مصدر رزق العائلة".

وأعلنت عن "اطلاق دليل الجمعيات والتعاونيات في دائرة جبل عامل بدعم من اتحاد بلديات القلعة، محتويا على اسماء الجمعيات النسائية والمدنية الناشطة في مدينة صور الى مدينة بنت جبيل لشبك العلاقات بين الاطراف المعنية كافة تأكيدا على اهمية العمل الجماعي، كما اعلنت عن تخريج فرق اسعافات اولية ووقاية صحية بالتنسيق مع جمعية كشافة الرسالة الاسلامية في اواخر الصيف لتقديم الخدمات الصحية، والسعي الى رفع وعي المرأة الثقافي والاجتماعي. 

واكدت الاهتمام بعوائل الشهداء والوقوف عند اوضاعهم التربوية والاجتماعية والصحية وترميم بيوتهم بالتعاون مع مؤسسة واحة الشهيد اللبناني، لافتة الى تكريم خمسة الاف ام شهيد كل عام في عيد الام".

ثم القت راعية الحفل السيدة بري كلمة قالت فيها: "في هذه الليلة العابقة بأنوار الإيمان والمضمخة بأنفاس الرحمن أنقل إليكن أيتها الأخوات تحيات رئيس حركة "أمل" دولة الرئيس نبيه بري سائلة المولى أن يتقبل أعمالكن وصيامكن وأن يعيد عليكن هذا الشهر الفضيل ووطنكن وحركتكن "أمل" بالمزيد من التألق ودوام الصحة والأمن والأمان".

اضافت: "بالعودة الى المناسبة التي نلتقي فيها على مائدة الرحمن، لا بد من أن نستعيد في هذه الامسية المفهوم الإنساني لشهر هو افضل الشهور عند الله. فشهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس ، يعتبر شهرا لتكريس إنسانية الإنسان، هو شهر يجب أن نشعر فيه بالآخرين، بالجائع والمحتاج والمعذب وبكل صاحب معاناة في كل مكان، هو شهر لخص مفاهيمه سماحة الإمام السيد موسى الصدر حين قال "شهر رمضان هو شهر الالفة والتحسس بألم وعذابات الآخرين. هو محطة لتناسي الاحقاد وجمع الصفوف وتوحيد الكلمة والقلوب وهو مناسبة لبعث الأمة بروحية جديدة عنوانها المحبة والوحدة والكلمة الطيبة".

وتابعت: "أقولها والقلب يعتصر ألما ودما، أين نحن اليوم وفي هذا الشهر الكريم من هذا البعد الانساني الذي يجسده شهر رمضان ويجسده ديننا الإسلامي الحنيف وكل رسالاتنا السماوية السمحاء؟ أين نحن من وصية نبي الرحمة من ان دم المسلم على المسلم حرام؟ أين نحن من قول الله "وادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، "ولا اكراه في الدين"؟.

وقالت: "اننا، وامام هذا الكم الهائل من الدماء التي تسفك على مساحة وطننا العربي ومنه لبنان، وإزاء هذا الكم الهائل من التوحش الذي لم تشهده البشرية في تاريخها الماضي والمعاصر، نقول ان كل منظومة قيمنا وتراثنا ورسالاتنا وعيشنا ووجودنا في خطر داهم، في ما لو تقاعسنا واستسلمنا واعتبرنا ان ما يحصل لا يعنينا أو هو قدر لا مفر منه".

وأكدت ان "الجميع مدعو الى الوقوف في وجه هذه الموجة الارهابية التكفيرية ومكافحة هذا الطاعون الذي بدأ ينهش في مجتمعاتنا على نحو خطير. الجميع مدعو الى ادانة كل هذه الافعال الاجرامية التي لا تمت الى دين أو طائفة بصلة، دينها الارهاب ونهجها القتل وهدفها تشويه تعاليم الاسلام".

وقالت: "انتن ايتها الاخوات المنتسبات الى حركة الأنبياء والأولياء والعلماء عبر التاريخ، هذه الحركة المؤمنة الوطنية التي قدمت منذ إنطلاقتها وما زالت تقدم بقيادة حامل الامانة دولة الرئيس نبيه بري المفاهيم الحقيقية للاسلام المحمدي الاصيل، وقدمت الاسلام دعوة دائمة للحوار والتواصل والكلمة الطيبة، ودين للكرامة الانسانية ونبذ العنف والتطرف وإشاعة مناخات المحبة والتلاقي والرحمة لأن الله رحمن رحيم".

ودعت الى "مد الايدي وفتح قنوات التواصل وبناء جسور التلاقي مع كل الجمعيات والمنظمات النسائية في الاحزاب والقوى السياسية وهيئات المجتمع المدني الى بلورة افكار وصيغ للتحرك لمواجهة هذا الخطر الذي لا يهدد فئة دون اخرى، فهو خطر على الانسانية جمعاء".

ورأت انه "وبقدر ما هي الصورة قاتمة جراء ما يجري من حولنا وجراء ما هو حاصل في لبنان على المستويات السياسية والاقتصادية والامنية ومختلف مناحي الحياة، لكن ثمة ما يبعث على الامل والانتصار على هذه التحديات التي نؤمن بانها عابرة وطارئة وقادرون على تجاوزها من خلال تضافر الجهود وتكامل الادوار وتحمل المسؤوليات كل في موقعه وفي المساحات التي يتحرك فيه يعني أدوار الرجل والمرأة بالتساوي والتوازي على حد سواء".

وقالت: "اسمحوا لي ان أستعير معادلة لدولة الرئيس نبيه بري في هذا المجال يحدد فيها دور المرأة ومسؤولياتها فيقول: نحن في مجتمعنا بحاجة ملحة كي نكمل رسالتنا الإنسانية نحتاج إلى نساء تقوي العزائم وتقف بقوة في الملمات الصعبة في وجه الاخطار والتحدي".

واكدت ان "مجتمعنا يحتاج الى نساء من معدنكن متسلحات بعزيمتكن التي ساهمت في صناعة النصر على المحتل الاسرائيلي". وقالت: "لبنان في هذه المرحلة الدقيقة بحاجة اليكن والى دوركن من اجل تحديد اولويات العمل الى جانب كل القوى الشريفة الحريصة على لبنان ودوره الرسالي وذلك من خلال العمل على المحاور التالية:

اولا: انطلاقا من شراكة المرأة اللبنانية في صنع القرار السياسي ومسؤولياتها في الحفاظ على لبنان الكيان والدولة، المطلوب من المرأة في حركة "أمل" وكل المكاتب والهيئات النسائية في القوى السياسية رفع الصوت والتنبيه من مخاطر الامعان في سياسة تعطيل المؤسسات والمضي في نهج الفراغ لان الفراغ هو الوصفة السحرية للفوضى وسيادة منطق الدويلات على حساب منطق الدولة الواحدة القوية الحاضنة والراعية لجميع ابنائها.

ثانيا: انتن معنيات بان تكن في طليعة الداعين الى ثقافة الحوار سبيلا وحيدا لمقاربة القضايا الخلافية كافة وتقديم هذا النموذج في كل الميادين ونبذ كل ما من شأنه ان يعمق الانقسامات بين مكونات المجتمع اللبناني، وذلك من خلال تكثيف اللقاءات وتبادل الزيارات بين مختلف المناطق اللبنانية.

ثالثا: في زمن تعطيل عمل المؤسسات واستقالة الدولة والسلطات من مسؤولياتها يبرز الدور المحوري للمرأة في ملء الفراغ على كل المستويات.

رابعا: التمسك بالاجندات التي هي في الاساس من صلب واهتمام وتحرك جمعية شؤون المرأة اللبنانية ومكتب شؤون المرأة في حركة "امل" ومنها الاستمرار في النضال من اجل تحقيق شراكة المرأة في آليات صنع القرار السياسي، والعمل على تحقيق الانماء المتوازن في المناطق النائية والارياف وتشجيع المرأة على الانخراط في التنمية الريفية وتوعيتها على دورها المحوري في التنمية المستدامة وصنع الاقتصاد، فضلا عن المضي في رفع الصوت من اجل اقرار حق المرأة اللبنانية بمبدأ الكوتا النسائية باي قانون انتخابي مرتقب، وحق المرأة بمنح الجنسية لأبنائها. وأولا وأخيرا دعم إستكمال وتطوير قانون العنف ضد المرأة لأنه الرادع الوحيد لوقف العنف.

خامسا: العمل على تكريس وتعميم ثقافة المقاومة للخطر الصهيوني الذي يجب ان يشكل وعيا جماعيا لدى جميع اللبنانيين باعتباره الخطر الوحيد الذي يهدد لبنان كونه نموذجا نقيضا لاسرائيل العنصرية".

وقالت: "هذه بعض من المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقكن والتي لا يستطيع احد ان يحددها لانها في قاموس حركتكن الرائدة والعملاقة مسؤوليات وادوار حددها الله والتاريخ. لكن أيضا المطلوب تطوير دور المرأة في الحركة وإنتزاع صلاحيات طبيعية وأدوار أساسية تمكنكن في تطوير مشاريع التنمية المستدامة، وتطوير الدور السياسي والإقتصادي والثقافي للمرأة".

وختمت: "عهدنا بكن ان تبقين على قدر هذه المسؤوليات وهذه الادوار وسنبقى معكن ومع حامل الامانة دولة الرئيس نبيه بري نعمل من اجل لبنان الوطن والرسالة وطن الضرورة الحضارية لكل العالم الوطن النهائي لجميع ابنائه".

وفي الختام، قدمت الجمعية ومسؤولات اقاليم جبل عامل درعا تقديرية للسيدة بري على جهودها في المجالات الانسانية.
 

  • شارك الخبر