hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - روبير فرنجية

الحل السهل - الصعب طرح الوزير أبو صعب

الثلاثاء ١٥ حزيران ٢٠١٥ - 05:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فكرة ممتازة تلك التي طرحها وزير التربية والتعليم العالي الياس أبو صعب بإرسال رقم المرشح للإمتحانات الرسمية عند صدور النتائج إلى بريده الشخصي الألكتروني، ليتها تتحقق بإمتحانات العام 2016.
كان يا مكان في قديم الزمان، إذاعة واحدة في لبنان هي "إذاعة لبنان" من بيروت. كانت هذه الإذاعة هي التي تذيع أرقام الناجحين وتهنئ المتفوقين. وفي اليوم التالي تصدر الصحف وتنشر لوائح الأرقام أو قوائم الناجحين، ولكن...
في الحرب اللبنانية كانت الصحف اليومية وبسبب الحواجز الكثيفة الإنتشار التي تدقق بعناوينها ومضامينها تصل متأخرة إلى القرى والبلدات النائية والبعيدة بسبب الرقابة الميليشيوية الغبية والساذجة وتصبح الأخبار باهتة. أحيانا كانت تصل ظهراً واحيانا أخرى مساءً وفي بعض الأحيان يصل عدد الأمس مع عدد أول من أمس وكأنهما للأرشيف فقط.
أما الإذاعة اللبنانية فمن أيام شهادات السرتيفيكا ثم البريفيه قبل أن تُلغى ثم تُستعاد، فالبكالوريا بقسمها الأول قبل ان تُلغى أيضاً، كانت مصدر خبر النجاح والرسوب. أذكر جيداً كيف كانت تصدح أصوات المذيعين والمذيعات أثناء تلاوة الأرقام الخماسية ويستخدمون كلمة مبروك لدرجات "الجيد" و"الجيد جداً". لكن المصيبة أن ارسال هذه الإذاعة لم يكن جيداً كالدرجات. فكان يصعب التقاط أثيرها، ويستعين الطالب الذي يعيد الإصغاء إلى النتائج بهوائي بل بسوبر هوائي. ومرات يضطر إلى حمل مذياعه والصعود إلى السطوح لسماع الرقم مع الخشات والذبذبات والمضاربات الإذاعية المتعددة.
اليوم "تغير هوانا" والأرقام نشرت عبر المواقع: الوكالة الوطنية للإعلام...المدى...موقع وزارة التربية...صحيفة السفير...ولم نعد نشاهد تلك الصور التي كان الإنتظار فيها رائعاً.
كانت الوقفة مع موجز إخباري أو استراحة إعلانية أو موعد نشرة اخبارية وقتاً غليظاً للتلميذ المنتظر رقمه. كان التلعثم برقم يتلوه المقدم عبر الراديو خطيئة يؤدي إلى نجاح أو رسوب تلميذ وتغيير المصائر. كانت الأرقام تُلفظ بالأحرف وبتمهل. وكانت نسبة النجاح المرتفعة في محافظة تزيد من رتابة الإنتظار. كان بائع الصحف يجول في الأحياء وينادي: "في الجريدة اليوم ابنك نجح ولم يرسب..." وكأن الصحيفة هي مصدر النجاح أو سبب الرسوب. وكان البائع يطالب "بالحلوانية" عند بيعه النسخة أو العدد لمنزل نجح ابنه كأنه العدد الممتاز...
الشهادة الرسمية، إن كانت المتوسطة أو الثانوية، تغير وقع نتائجها، فإختفت الزغاريد من الحارات والضيع وولت عوائد الرصاص الإبتهاجي الذي كان يلعلع في السماء عند إذاعة الأرقام.
نحمد الله، التلاميذ لم تكن أياديهم على قلوبهم لحظات اصدار النتائج بل كانت على أزرار هواتفهم الخلوية يحاولون اختراق الأنترنت البطيء كالسلحفاة لكثرة الضغط والعثور على أرقامهم، بإنتظار أن يتحقق القرار السهل-الصعب ويُطلق عليه: "اجتهاد أبو صعب" فيصل إلى كل تلميذ رقمه على بريده الألكتروني، يصل إلى كل تلميذ رقمه وحقه، إذ أن فترة المذاكرة لديه كانت أسهل من فترة انتظار النتيجة المؤجلة ولو لساعات.
 

  • شارك الخبر